مصر.. رفض شعبي ورد رسمي بعد إعلان "نتفليكس" عرض "كليوباترا"

صورة مأخوذة من الفيلم الوثائقي "Queen Cleopatra" (الملكة كليوباترا) - youtube/@Netflix
صورة مأخوذة من الفيلم الوثائقي "Queen Cleopatra" (الملكة كليوباترا) - youtube/@Netflix
القاهرة- رويترزأ ف ب

اعتبر المجلس الأعلى للآثار في مصر، الخميس، الإعلان الترويجي للفيلم الوثائقي عن الملكة "كليوباترا" عبر منصة "نتفليكس" الترفيهية "تزييفاً للتاريخ المصري ومغالطة تاريخية صارخة"، وسط موجة غضب في وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري، في بيان، إن "ظهور البطلة بهذه الهيئة يعد تزييفاً للتاريخ المصري ومغالطة تاريخية صارخة، لا سيما أن الفيلم مصنف وثائقي، وليس عملاً درامياً".

وشدد وزيري على ضرورة "الرجوع إلى متخصصي علم الآثار والأنثروبولوجيا عند صناعة مثل هذه النوعية من الأفلام الوثائقية والتاريخية التي ستظل شاهدة على حضارات وتاريخ الأمم".

وأكد وزيري أن "حالة الرفض التي شهدها الفيلم قبل عرضه تأتي من منطلق الدفاع عن تاريخ الملكة كليوباترا السابعة (التي تجسّد دورها الممثلة البريطانية من أصول إفريقية أديل جيمس)، والذي هو جزء مهم وأصيل من تاريخ مصر القديم، وبعيداً عن أي عنصرية عرقية".

"تزوير التاريخ"

ورغم أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها تجسيد شخصية "كليوباترا" التي حكمت مصر بين عامي 51 و30 قبل الميلاد، على الشاشة، إلا أن المنتقدين يرون اختيار ممثلة صاحبة بشرة إفريقية لتجسيد دور الملكة في الفيلم المزمع عرضه في مايو المقبل، تزييفاً للتاريخ.

كما اعتبر العديد من مستخدمي الإنترنت أنه إعادة كتابة للتاريخ، بينما جمعت عريضة عبر الإنترنت بعنوان "أوقفوا الوثائقي عن كليوباترا على نتفليكس بسبب التزوير التاريخي"، أكثر من 40 ألف توقيع، بحسب وكالة "فرانس برس".

زاهي حواس يرد

بدوره، قال عالم الآثار المصري زاهي حواس عبر "فيسبوك" إن "كليوباترا لم تكن سوداء، وهي أصلاً يونانية، وإذا شاهدنا تماثيل وأشكال أبيها وأخيها، فلن نجد أي دليل يؤيد هذا الادعاء الذي سيذاع على منصة نتفليكس".

وأضاف: "كليوباترا كانت مثل الأميرات والملكات المقدونيات، وإذا نظرنا إلى تماثيل الملكة والعملة فلن نجد أي دليل يؤيد الادعاء أن كليوباترا كانت سمراء البشرة"، لافتاً إلى أنه "ليس ضد أصحاب البشرة السمراء إطلاقاً، ولكن وجد أن من واجبه كأثري أن يوضح الحقائق".

وطالبت حملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي منصة "نتفليكس" بعدم عرض الفيلم، كما كتب البعض تعليقات ساخرة ولاذعة لبطلة العمل عبر حسابها على "تويتر"، ما اضطرها للحد من نشر التعليقات.

وتنتمي "كليوباترا" إلى السلالة المقدونية، وهي تتحدّر من الجنرال بطليموس الذي أصبح أثناء تقسيم إمبراطورية الإسكندر الأكبر، ملك مصر الذي رأى الحضارة الهلنستية تزدهر على ضفاف النيل.

 أديل جيمس: "لا تتابعوا العمل"

من ناحيته، ظهر الإعلامي المصري باسم يوسف في مداخلة تلفزيونية على قناة "TalkTV" البريطانية ليفنّد العمل، مشيراً إلى أن "الأمر لا يتعلق بالتحيز لعرق أو لون، لأن فيلم كليوباترا الذي قدمته النجمة إليزابيث تايلور عام 1963  لم يكن مُرضياً بشكل كامل للمصريين، لأنه صنع في وقت لم تكن هوليوود على اطلاع كافٍ على تفاصيل الحضارة المصرية القديمة".

وأمام هذا الهجوم اضطرت الممثلة البريطانية أديل جيمس بطلة الفيلم للرد بتغريدة عبر "تويتر" قائلة: "إذا كان لا يعجبكم فريق التمثيل فلا تتابعوا العمل"، مشيرة إلى أنها لن تتهاون مع أي تعليق مسيء لها وستلغي متابعة صاحبه.

لكن الجدل حول الفيلم لم يتوقف ليأخذ منحى رسمياً مع تقدم النائبة البرلمانية هناء أنيس رزق الله، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، بطلب إحاطة لوزراء الخارجية، والثقافة، والسياحة والآثار بشأن "محاولات تزييف وتزوير الحقائق التاريخية عن الحضارة المصرية".

ومع بدء تعالي الأصوات المطالبة بتدقيق منهجية صنع الأفلام الوثائقية غيّرت "نتفليكس" تصنيف العمل عبر منصتها من "وثائقي" إلى "وثائقي خيالي".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات