أعرب الموسيقار المصري هاني شنودة، عن فخره واعتزازه لحصوله على جائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون، وذلك عن مسيرته التي امتدت لنصف قرن تقريباً، قائلاً إنّ: "هذه الجائزة بمثابة دافع لي لمواصلة المشوار لآخر يوم في عمري وتقديم المزيد، كما تعكس مدى اهتمام مصر بالفن وكل فنانيها وتقدير مشوارهم وما قدموه" .
واستنكر ما يُثيره البعض بأنّ هذه الجائزة تأخرت كثيراً، قائلاً: "لا أحب هذا الكلام، ولا أعتبره حقيقي لأن كل شيء يأتي في وقته المُناسب"، مُشدداً على قيمة وأهمية هذه الجائزة بالنسبة له.
تتويج
وقال هاني شنودة، خلال حواره مع "الشرق"، إنّ جائزة الدولة التقديرية، ليست الأولى في تاريخه، بينما حصل على جوائزة وتكريمات عدة، لكنه يعتبرها "تتويج لكل الجوائز التي حصلت عليها على مشواري الفني الطويل".
ويرى أنّ "الشعب المصري كرّمني منذ عقودٍ طويلة، كونه ذواقاً للفن، بداية من إشادتهم بفرقة "المصريين" في السبعينيات، عندما قدّمت شكلاً جديداً للموسيقى آنذاك، فضلاً عن كل نجاح حصدته في ألحاني، وكذلك الموسيقى التصويرية للأفلام، وتعاوني مع فاتن حمامة في فيلم "ولا عزاء للسيدات"، كل ذلك أعتبره تكريماً لي".
وأضاف أنّ "مصر صاحبة فضل كبير عليّا، لذلك أي تكريم أحصل عليه في الخارج، أعتبره تكريماً لي وللفن المصري بشكلٍ عام"، متابعاً "عندما كُرمت في موسم الرياض بالمملكة العربية السعودية مؤخراً، من خلال حفل غنائي ضخم، شعرت بسعادة ضخمة، فهذا التكريم ليس لي فحسب بينما للفن المصري كله، خاصة وأنّ الأعمال التي قدمتها في مصر هي التي منحتني هذا التكريم".
"ذكرياتي" مع عادل إمام
واسترجع هاني شنودة، ذكرياته مع عادل إمام، وتعاونهما الفني الأول من خلال فيلم "المشبوه" عام 1981، قائلاً: "تلقيت عرضاً من المخرج سمير سيف، لصناعة الموسيقى التصويرية لهذا العمل، وسألني هل سأكون على قدر المهمة من عدمه، خاصة وأنّ هذا الفيلم كان يُمثل أولى تجارب عادل إمام في الأكشن بعيداً عن الكوميديا".
وتابع "شعرت بشيء من التحدي بداخلي آنذاك، وأخبرته أنني قادر على تلك المهمة بالتأكيد، واقترحت عليه أن أصنع موسيقى التتر أولاً، وبناءً عليها يُقيم التجربة وتحديد موقفي من المشروع، وبالفعل نفذت ذلك، وبعد 3 أيام، طُلب منّي البدء في تنفيذ الموسيقى التصويرية فوراً".
وأضاف أنّ الفيلم حقق نجاحاً كبيراً فور عرضه، وصارت الموسيقى التصويرية عالقة في أذهان الجمهور، ليُجدد تعاونه مع عادل إمام في 12 فيلماً، منها: "احترس من الخُط"، و"عصابة حمادة وتوتو"، و"الغول"، و"المولد"، و"شمس الزناتي" وغيرها.
حفل مرتقب
وكشف هاني شنودة، تفاصيل حفله المُرتقب بالقاهرة، يوم 16 يونيو الجاري، قائلاً: "سأحتفل مع الجمهور بحصولي على جائزة الدولة التقديرية، وأجهز للعديد من المفاجآت وفقرات فنية مُختلفة"، لافتاً إلى مشاركة بعض الفنانين معه على المسرح، مثل سيمون، ودينا الوديدي، ونوران أبو طالب.
وشدد على مدى التزامه الشديد بعمله، "لم اتأخر أبداً عن موعد بروفة أو حفل، حتى في أصعب الظروف التي واجهتها، أبرزها عندما دفنت والدتي، فذهبت لعملى في اليوم نفسه وفي الموعد المُحدد".
وقال: "نشأت على ذلك منذ الطفولة، وتعلمت أنّ الالتزام في العمل، والوفاء بالوعد يدخلان في نطاق الشرف، وحال حدوث تجاوز يجب أنّ يُعاقب صاحبه، إذ يجب على الجميع تقديس العمل وإتقانه لأقصى درجة".
ولفت إلى حبه وشغفه للقراءة بجانب الموسيقى أيضاً، مُعتبراً إياها بأنها "صديق جيد، وسبباً رئيسياً في تطوير مهاراتي، ويُعتبر مزاجي هو الذي يُحدد الكتاب الذي أطلع عليه، لكن بشكلٍ عام أحب كتب علم النفس والروايات".
وأعرب عن آماله بأنّ يرزقه الله بوافر الصحة، وألا يُصاب بأي مكروه، حتى لا يكون ثقيلاً على أحد من المُقربين له، لافتاً إلى أنه يعشق الموسيقى لأقصى درجة، كونها "تزرع الحب داخل الجمهور"، ناصحاً إياهم بقوله: "اضحكوا واستمتعوا بالحياة".
اقرأ أيضاً:
