نساء يفرضن حضورهن في موسيقى "غناوة" بالمغرب

هند النّيرة، عضو فرقة كناوة، خلال مهرجان كناوة وموسيقى العالم في الصويرة، يونيو 2023 - AFP
هند النّيرة، عضو فرقة كناوة، خلال مهرجان كناوة وموسيقى العالم في الصويرة، يونيو 2023 - AFP
الصويرة-أ ف ب

أسماء وهند ويسرا.. شابات مغربيات دخلن دائرة "موسيقى غناوة"، المقصورة تقليدياً على الرجال في المغرب، ما يمنح دفعة جديدة للفن العائد إلى قرون، والذي أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) على لائحة التراث غير المادي.

تقول أسماء حمزاوي خلال مهرجان غناوة وموسيقى العالم في الصويرة بجنوب غرب المغرب، إن "تكناويت" (تقليد موسيقى غناوة) اكتسب شهرة عالمية بإدراجه في اليونسكو (عام 2019).

لماذا غياب المرأة؟

الشابة القادمة من الدار البيضاء والبالغة 26 عاماً هي من أوائل النساء اللائي دخلت المجال، بفضل والدها "معلم الغناوة" الذي حبّبها فيه منذ صغرها.

وتشرح الشابة التي أنشأت مجموعة "بنات تمبكتو" عام 2012 أنها رافقته في أمسياته منذ سنّ السابعة، وتعلّمت تدريجاً العزف على "الغمبري"، وهو عود بثلاثة أوتار مصنوع من جلد الإبل.

وتضيف: "تأكد والدي من أنني تعلمت قدر الإمكان قبل أن أشق طريقي الخاص".

وفي الصويرة، أشعلت فرقتها المشكلة من النساء -حصراً- أسماء حمزاوي في الغناء والغمبري وأربع شابات يستعملن "القراقب"، وهي صنوج فولاذية شهيرة في موسيقى غناوة، حماسة الجمهور إلى جانب فرقة "أمازون إفريقيا" النسائية المالية.

بين صفوف الجمهور، يقول حمزة طاهر: "إنه لأمر استثنائي أن ترى النساء يعزفن موسيقى غناوة التي لا ينبغي أن تنحصر في الرجال، إنهن يبثثن نفساً جديداً في هذه الموسيقى".

"غذاء الروح"

على خطى "بنات تمبكتو"، قررت النجمة الصاعدة للتغناويت هند النّيرة، تجربة المغامرة من مسقط رأسها في الصويرة.

هذه القلعة المحصنة الواقعة على حافة المحيط الأطلسي أرض خصبة لهذا التقليد الموسيقي الصوفي.

بمرور الوقت، انتقلت هذه الموسيقى التي حملها في البداية أحفاد الرق من أعماق إفريقيا، والعائدة جذورها إلى القرن السادس عشر على الأقل، من المجال الخاص لـ"الليلة الغناوية" التي تشمل طقوساً علاجية، نحو مناسبات عامة مثل الحفلات الموسيقية والمهرجانات.

تقول هند النّيرة التي تعلمت العزف على الغمبري إلى جانب أصدقاء لها، إن "مدينة الصويرة هي منبع التغناويت. إنها تراث جميل للغاية يغذّي الروح. من المهم أن يقدّره الشباب".

اختارت الشابة، وهي من نفس جيل أسماء حمزاوي، قيادة فرقة غناوة تقليدية مع إدماج عازف غيتار وعازف درامز.

تضيف الفنانة: "في البداية كانت هناك بعض الاختلافات، لأنهم لم يعتادوا العمل مع امرأة، لكن بعد بعض التمارين الشاقة، تكيّفوا معي وأصبحنا متكاملين".

"لا حياة سهلة"

تلك الصعوبات عايشتها أيضاً يسرا منصور، قائدة فرقة "باب البلوز" التي تدمج موسيقى غناوة والروك والبلوز.

وتقول من الصويرة: "كان هناك نوعان من القيود بالنسبة لي: أولاً حقيقة أن هذه البيئة رجالية في العادة، وكذلك ممارسة موسيقى تقليدية، وذلك ليس مقبولاً من التقليديين".

وهذه الحواجز لم تمنعها من تأسيس فرقة "باب البلوز" مع الفرنسي بريس بوتن، بهدف الترويج لموسيقى غناوة وآلاتها التقليدية.

وتضيف: "لقد استبدلنا آلة الباس بالغمبري والغيتار بعويشة (غمبري صغير) وأنشأنا نوعاً من ثلاثي القوة، على طراز جيمي هندريكس بآلات تقليدية مُجدَّدة".

تدافع المغنية البالغة 32 عاماً بشدة عن تمكين المرأة "لأنني كامرأة لم أحظ بحياة سهلة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات