مصر.. نقابة الموسيقيين تُلزم أحمد سعد بالاعتذار لسيدات تونس

المطرب المصري أحمد سعد في حفل مدينة بنزرت في تونس، 1 يوليو 2023 - facebook/AhmedSaadOfficiial
المطرب المصري أحمد سعد في حفل مدينة بنزرت في تونس، 1 يوليو 2023 - facebook/AhmedSaadOfficiial
القاهرة-الشرق

ألزمت نقابة المهن الموسيقية في مصر، المطرب أحمد سعد، بالاعتذار لسيدات تونس، عبر مقطع فيديو مصور، وذلك على ما بدر منه تجاه منظمة حفله الأخير الذي أحياه في مدينة بنزرت التونسية، يوم السبت الماضي، ودخوله في مناوشات معها عبر وسائل الإعلام التي كانت موجودة بالحدث.

وناشدت النقابة في بيان جموع المطربين "بعدم الانجراف نحوأي بُعد عنصري أو تمييز، حيث إن الخلاف الذي حدث يجب أن يقتصر على أطراف الواقعة وعلى بنود العقد المبرم بينهما، دون الزج بعبارات تؤثر على قوة العلاقات الصلبة بين مصر وأي دولة عربية"، حيث تقدم مصطفى كامل بالاعتذار بصفته كنقيب لموسيقيين مصر: "خالص الاعتذار لسيدات تونس الحبيبة عما حدث من لفظ آثار استياءهن".

وأكدت أنها ستبدأ مخاطبة جهات الدولة الرسمية والسيادية، لضرورة حصول الفنانين المصريين على خطاب رسمي من النقابه للسفر للخارج، حتى تكون النقابة ضامناً وفاعلاً أساسياً لكل تصرفات الأعضاء بالإيجاب أو السلب .

وجاء ذلك بعد اتصالات ومباحثات بين نقابتي المهن الموسيقية في مصر وتونس، حول ملابسات تلك الأزمة، حيث طالب النقيب التونسي ماهر الهمامي، مصطفى كامل، بضرورة فتح تحقيق في ملابسات الاعتداء اللفظي الصادر من أحمد سعد تجاه منظمة الحفل، وفتح تحقيق في ملابسات شبهة تهرب ضريبي.

وكان أحمد سعد، قد دخل في صدامٍ حاد مع منظمة الحفل، متهماً إياها بإخلال بنود التعاقد، وافتقادها خبرة تنظيم الحفلات، لتكشف عن الأجر الذي تقاضاه لوسائل الإعلام، وحصوله على 80 ألف دولار، الأمر الذي أغضبه بشكلٍ كبير، وقال لها: "اسكتِ أنتِ.. أخرسِ أنتِ".

حزمة إجراءات

كما فتحت وزارة الثقافة التونسية تحقيقاً في تلك الواقعة، مؤكدة أنّ "هذا الحدث يُعد حفلاً خاصّا غير مدعوم من الوزارة ولا من مؤسساتها تحت الإشراف، وهو من تنظيم (جمعية الرمال للتخييم والفنون والرياضة)، التي سبق وتقدمت رئيستها بطلب للحصول على دعم من الوزارة، والمؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية، إلا أنّ مطلبها لم يُقبل، وعليه لم يتم إسنادها لا دعما مادياً ولا لوجيستياً".

وأوضحت الوزارة، في بيانٍ رسمي، أنّ لجنة الفنانين الأجانب، أصدرت تصريحاً لهذا الحفل بناءً على الوثائق الـمُقدمة من قبل رئيسة الجمعية، متابعة أنّ "الحفل لم يُنظّم في إطار مهرجان بنزرت الدّولي الذي لم يبدأ بعد".

واستنكرت وزارة الثقافة التونسية، تلك الأزمة، وتقديم بلاغ ضد المنظمة لدى وزارة الداخلية هناك، موضحة أنّ ذلك يُسيء لسمعة تونس ومهرجاناتها، ويحيد عن الغاية التي من أجلها يتّم تنظيم التظاهرات الثقافية والفنية الخاصّة والعموميّة، كما تُحمل الوزارة المسؤولية الكاملة لتداعيات هذا الحفل للجهة المنظمة.

وأكدت الوزارة، أنها تواصل تحرياتها بشأن أسباب تداعيات الحفل، خاصة بعد تضارب التصريحات حول ميزانية المهرجان وتمويله وأجر أحمد سعد، ومن المُقرر اتخاذ مجموعة من الإجراءات التي سيُجرى إعلانها للرأي العام لاحقاً، منها مراجعة عملية إسناد التراخيص التي تتولاها مجموعة من الوزارات في إطار لجنة مشتركة بمعية وزارة الشؤون الثقافية.

بيان توضيحي

وكان أحمد سعد، قد أصدر بياناً توضحياً، بعد ساعاتٍ من تلك الأزمة، حيث قال: "لبيت دعوة إحياء حفل في تونس، رغم صعوبة تنسيق الوقت والمواعيد، وفضلنا الطيران إلى تونس متشوقين لشعبها الراقي، وبعد الحفلة وجدنا منظمة الحفل تطيح بمبادئ احترام الفنان والقانون، وأطاحت ببنود العقد المبرم بيننا وحاولت تشويهنا أمام الاعلام التونسي الحبيب".

وأوضح أنّ "منظمة الحفل خالفت أحد بنود التعاقد، وهو عدم التعامل مع الإعلام، ورغم ذلك  خرجت للإعلاميين لتوضيح الموقف احتراماً للإعلام والجمهور التونسي، وما كان منها إلا مقاطعتنا بشكلِ غير لائق، محاولة تشويه صورة الفنان المصري أمام الإعلام التونسي، لذلك اتخذنا كل الإجراءات القانونية اللازمة، وأثق في النيابة والقضاء التونسي".

تضامن مع أحمد سعد 

وأبدى عدد من الفنانين، تضامنهم مع أحمد سعد، بعد ساعاتٍ من مطالبته بالاعتذار للمرأة التونسية، بجانب استنكار البيان الصادر من قبل نقابة المهن الموسيقية، منهم المطرب والشاعر خالد تاج الدين، الذي كتب عبر حسابه على "فيس بوك"، إنّ: "مصطفى كامل عليه أنّ يُدرك جيداً بأنه نقيباً للموسيقيين، وعليه الدفع عنهم وليس العكس".

ورأى خالد تاج الدين، أنّ "أحمد سعد لم يتجاوز في حق سيدات تونس، خاصة وأنّ طرف النزاع ضد منظمة الحفل فقط، وهي التي أثارت استفزازه في البداية، رغم حديثه مع وسائل الإعلام بهدوءٍ وعقلانية، قبل أن تُقاطعه".

الأمر ذاته مع الفنان أحمد الشامي، والذي أبدى استياءه الشديد من موقف مصطفى كامل، عبر حسابه الشخصي على "فيسبوك"، حيث قال: "نحن كأعضاء نقابة، قد نشعر بالخوف من التعرض لموقف مُشابه لأزمة أحمد سعد في تونس، حتى لا نُطالب بالاعتذار"، إذ طالب مصطفى كامل، بالاعتذار لـ أحمد سعد، على خلفية البيان الصادر ضده أمس.

ولفت الشامي، إلى أنّ الخطأ يقع على منظمة الحفل، كونها خالفت بنود التعاقد، ورغم ذلك أبدى أحمد سعد اعتذاره للجمهور التونسي بشكلٍ عام.

كما تضامن عمرو سعد، مع شقيقه، وأعتبر أنّ الأزمة الذي تعرض لها الأخير في تونس، بمثابة "محاولة فاشلة لتشويه الفن المصري"، حيث قال، إنّ: "إدارة أعمال أحمد سعد، طالبته بالاعتذار عن إحياء الحفل، نظراً لقلة خبرة المنظمة وعدم التزامها بالتعاقد، إلا أنه رفض ذلك، وأصر المُشاركة احتراماً وتقديراً للشعب التونسي".

وأضاف أنّ "هناك قلة من الصحافة التونسية تعاملت مع الأزمة بشكلٍ غير مهني، ما أساء لإعلام تونس المهني والمحايد، ولشعب يحترم ويحب الفن المصري، وتشكل وجدانه علي لهجة فنها الأصيل منذ أيام عمالقة الفن وحتى الآن، لدرجة أننا نشعر أن تونس قطعة من قلب مصر..  شعب تونس أبو الكرم وحسن الضيافة ولا يقبل هذا المشهد المخزي والأداء الردئ".

اقرأ أيضاً:

 

تصنيفات