غسان مسعود يعود للسينما العالمية بفيلم كازاخستاني

الممثل السوري غسان مسعود - فيسبوك
الممثل السوري غسان مسعود - فيسبوك
تونس-نجلاء محمد

يعود المُمثل السوري غسان مسعود إلى السينما العالمية بعد غياب دام نحو 3 أعوام، من خلال الفيلم الكازاخستاني "توميريس" (Tomiris)، والذي يُجسد فيه دور "كورش الكبير" ملك ملوك الفرس الذي سيطر على نصف العالم القديم بحسب الأسطورة الإغريقة "هيرودوت" في عام 600 قبل الميلاد.

ويعتبر غسان مسعود البطل الأشهر دولياً في كاستينغ  "توميريس" مقارنة بباقي أبطاله، إذ سبق أن شارك في عدد من التجارب العالمية والعربية المهمة إلى جانب حضوره في أهم الأعمال الدرامية السورية.

 ويروي الفيلم قصة قبيلة "ماساغيتي" من شعب الساكا في آسيا الوسطى في عهد الملكة "توميريس" - أول ملكة عرفها التاريخ - حاربت الفرس وهزمت "كورش الكبير" في معركة ملحمية، إذ انتهت حياته بوضع رأسه في وعاء من الدماء حسب "هيرودوت".

وحصد الفيلم جائزة "كنال +" الفرنسية من مهرجان مهرجان "l’étrange" في دورته الـ26، التي عُقدت سبتمبر الماضي.

غسان مسعود والعالمية 

وأشادت ألميرا تورسين، بطلة فيلم "توميرس"، بالقيمة الفنية والإنسانية لغسان مسعود، واصفة إياه بـ"العدو الرائع"، فضلاً عن كونه شديد الذكاء والرقي والعمق وصاحب كاريزما خاصة، قد يستشعرها الجمهور خلال متابعته للفيلم.

ونشرت ألميرا، عبر حسابها الرسمي على موقع "إنستغرام" صورة تجمعها بالممثل السوري، واستعرضت أبرز أفلامه التي حققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، منها "مملكة السماء"، و"وادي الذئاب العراق"، و"خروج: الآلهة والملوك" و"قراصنة الكاريبي".

وتطغى أفلام المخرج الإنجليزي ريدلي سكوت على تجربة غسان مسعود العالمية، فقد اختاره الأول في 3 من أعماله السينمائية منها أشهر أدواره بهوليوود، صلاح الدين الأيوبي، في فيلم "مملكة السماء" عام 2005، وفيلم "خروج الآلهة والملوك" سنة 2014.

إيرادات ضخمة

وحقق فيلم "توميريس" إيرادات ضخمة في بلاده، ويعتبر من أكثر الأفلام ربحاً في تاريخ السينما الكازاخستانية، بحسب موقع "فاريتي".

وتعود فكرة تصوير الفيلم إلى سيدة الأعمال علية نزارباييف، الابنة الصغرى لرئيس كازاخستان السابق نور سلطان نزارباييف.

الفيلم الذي بلغت ميزانيته 6.5 مليون دولار، من إخراج آخاي ساتاييف، وإنتاج "ساتاي فيلم"، و"كازاخ فيلم" ووزارة الثقافة الكازاخستانية، ويُشارك في بطولته إلى جانب غسان مسعود وألميرا تورسين، كل من عادل أحمدوف وإركيبولان ديروف.

ووقع الاختيار على ألميرا تورسين، المتخصصة في علم النفس، لتجسيد شخصية "توميريس" من بين 15 ألف سيدة، إذ تعلمت بسبب هذا الدور ركوب الخيل، والرماية واستخدام السيوف والسكاكين  بطريقة محترفة.

ويتحدث أبطال الفيلم من "ماساغيتي" اللغة التركية القديمة، فيما يتحدث الأبطال الفارسيون اللغة الفارسية القديمة.

جولة عالمية

ويشهد فيلم "توميريس" احتفاءً دولياً بعد انطلاق عرضه في صالات السينما العالمية، وكان آخر احتفاء به في فرنسا نهاية أكتوبر الماضي.

وقال المنتج العالمي غاري هاميلتون، مالك شركة "Arclight Films" وصاحب حقوق توزيع "توميريس" حول العالم، في تصريحات لموقع "سكرين"، إنّ قصة العمل تستحق أن تروى سينمائياً كونها عن واحدة من النساء القويات في تاريخ الإنسانية.

وأضاف: "هذا الإنتاج الضخم وسط مناظر طبيعة خلابة ومشاهد ملحمية يجذب الجمهور الأميركي وغيره لاكتشاف السينما الكازاخستانية".

ويتعاون هاميلتون في توزيع الفيلم حسب تصريحه لموقع "سكرين ديلي" مع شركات إقليمية في كل من إيطاليا، وفرنسا، وتركيا، وإسبانيا، واليابان وكوريا الجنوبية أمّا حقوق التوزيع في الولايات المتحدة فكانت من نصيب "Well Go USA".

وذكر موقع "فاريتي" إن صانعة الأفلام الكازاخستانية الأمريكية جيا نورتاس وراء إسناد توزيع الفيلم  عالمياً لـ "غاري هاميلتون".

انتقادات 

وحظى الفيلم بردود فعل متباينة في كازاخستان وإيران، خاصة على مستوى رواية الأحداث المتعلقة بـ"ماساغيتي" واعتبارهم من الأتراك الرحّل إذ أبدى بعض المؤرخين والباحثين رفضهم لهذه الفرضية.

وقال المحلل السياسي الكازاخستاني دوسيم ساتباييف، لـ"رويترز" إنّ هذا الفيلم تفوح منه رائحة السياسة، فالشبه بين بطلة الفيلم وداريغا نزارباييفا ليست مجرد مصادفة، لا سيما أن ابنة رئيس البلاد السابق تطمح لتقلد منصب الرئاسة.

من فيلم
من فيلم "توميريس" - إنستغرام - صفحة الممثلة ألميرا تورسين

وأضاف: "اختيار شخصية الملكة توميريس هو محاولة لتسويق صورة المرأة الحاكمة والمرشحة لها داريغا ابنة الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف، خاصة أنها الثانية في التسلسل الهرمي لمجلس الشيوخ بكازاخستان".

ونقلت "رويترز" عن مشاركين بالفيلم أن مضمون العمل مقتبس من رواية تحمل الاسم ذاته، للكاتب بولات زاندر بيكوف، التي صدرت عام 1993، بعد سنتين من تأسيس دولة كازاخستان بعيداً عن الاتحاد السوفيتي.

الرواية حققت انتشاراً واسعاً فور طرحها، وصار اسم "توميريس" شائعاً بين الفتيات حديثات الولادة في التسعينات، كما يعتبر هذا الاسم حتى الآن رمزاً للمرأة القوية والمحاربة الشجاعة.