نظّم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ندوة للمخرج الفلسطيني هاني أبوأسعد، بتقنية الفيديو، للحديث عن مسيرته السينمائية، أدارها المخرج المصري مروان حامد.
انطلقت مسيرة هاني أبوأسعد في مجال الإخراج، بفيلمٍ قصير في بداية التسعينيات بعنوان "منزل ورقي"، لتتوالى أعماله فيما بعد، ومنها فيلم "الجنة الآن" في عام 2005، الذي حصد جائزة "غولدن غلوب"، وأخرى من مهرجان برلين السينمائي.
ووصف مروان حامد، مسيرة أبو أسعد، قائلاً إنه "صاحب تجربة سينمائية ملهمة، وما حققه بمنزلة حلم لأي سينمائي".
عن بداياته الإخراجية، قال أبو أسعد، إن "الصدفة لعبت دورها معي، فأنا خريج هندسة طيران، ولكنني التقيت مصادفة بالمخرج رشيد مشهراوي، وكانت لديّ ميول للإخراج آنذاك، لأعمل معه كمُساعد إخراج في عام 1990".
وتابع: "بعد عامين، قدّمت أول فيلم قصير لي، وصورت أجزاءً منه في هولندا، بحكم أن لدي الجنسية الهولندية".
وروى أبو أسعد، كواليس علاقته بالسينما، والتي بدأت بعد مشاهدته فيلم "أبي فوق الشجرة"، وهو يعتبر نفسه من عشاق أفلام المخرجين المصريين حسين كمال وهنري بركات ويوسف شاهين، لافتاً إلى أنّ الأخير برغم شهرته فإنه واجه معاناة شديدة في هوليوود بسبب جنسيته، فالسينما العالمية تُعادي العالمين العربي والإسلامي، حسب قول أبو أسعد.
غولدن غلوب
وتذكر المخرج الفلسطيني تجربته في حفل جوائز "غولدن غلوب" قائلاً: "كان معي وفد مكوّن من 4 شخصيات، ولا أحد يدعمني مادياً، بينما صُنّاع الأفلام الأخرى كان لديهم عشرات الأشخاص ودعم كبير من سفارات بلادهم".
وأضاف، "لم تهتم وسائل الإعلام بوجودي على السجادة الحمراء خلال الحفل، لأنهم كانوا يتوقعون خسارتي، لكن بعد حصولي على جائزة عن فيلم (الجنة الآن) تبدّل الحال وكانت هناك حالة اهتمام شديدة".
وفيلم "الجنة الآن" يروى حياة صديقين يعيشان في مدينة نابلس الفلسطينية، ويخططان لتفجير أنفسهما في تل أبيب، ولكن الأمور لا تسير كما هو مخطط لها.
وقال إنه لم يرض عن تجربته في فيلم "The courier"، وإنه تنبأ بفشلها منذ البداية، موضحاً أنه شارك في هذا العمل لاحتياجه الشديد للمال آنذاك، وشعر حينها بحالة نفسية سيئة، وطارده كابوس في ليلةٍ ما، ليبدأ بعدها في كتابة فيلمه "عمر" الذي عُرض في عام 2013.
ظروف قاسية
وقال هاني أبو أسعد، إن "الإبداع ليس له علاقة بالميزانيات، وربما تكون الظروف الصعبة سبباً في زيادة إبداعك"، وروى المخرج الفلسطيني موقفاً عن طبيعته في التأقلم مع الظروف، قائلاً: "دُعيت للتكريم من قبل إحدى الجهات في إيطاليا، وعوملت بقسوة في المطار قبل خروجي من فلسطين، أما في إيطاليا فتم استقبالي بحفاوة شديدة، وهذا لم يفرق معي إطلاقاً كوني اعتدت التأقلم مع كل الظروف".
وأضاف، أن "عودته لتجارب السينمائية الفلسطينية محدودة التكلفة، مقارنة بتجاربه الأميركية التي شارك فيها، لم تلقَ صعوبة، إذ نجح في التأقلم مع الظروف وإخراج عمل بشكلٍ متميز".
مخاوف نتفليكس
وفي نهاية ندوته بمهرجان القاهرة السينمائي، لفت أبو أسعد إلى وجود اتفاق سابق مع شبكة "نتفلكس" بشأن تقديم أحد مسلسلاته عبر المنصة، لكن المشروع توقف بشكلٍ مفاجئ.
وقال إن "المسؤولين بالمنصة العالمية، شعروا بخوفٍ شديد بسبب كثرة المشاهد السياسية في العمل، وقبل التصوير بشهر تراجعوا عن التجربة".
ولفت إلى أنه حالياً يعمل على مسلسل جديد من تأليف زوجته، ويرصد المشروع المشاكل التي تتعرض لها النساء حول العالم.