أضاف الممثل اللبناني عادل كرم رونقاً خاصاً على مسلسل "الهيبة_الردّ" الذي انتهى عرض الجزء الرابع منه مؤخراً، ليحقّق مع الممثل السوري، تيم الحسن، ثنائية مميزة لفتت انتباه الجمهور.
استطاع كرم الانتقال من نجومية الكوميديا، خصوصاً في برامج "أس أل شي" و"أبو رياض"، وتقديم البرامج على شاشة "أم تي في" اللبنانية، إلى نجومية التمثيل الدرامي فوراً من دون أي مقدمات.
ووصل كرم، إلى السينما والمهرجانات العالمية من باب فيلم "سكرّ بنات" لنادين لبكي، ثم إلى "أوسكار"، حيث عرض فيلم "القضية رقم23" لزياد دويري، واليوم رُشّح فيلم "مفاتيح متكسرة" الذي يشارك فيه إلى "أوسكار" 2021.
لست دخيلاً
يقول "كرم" في حديث لـ "الشرق": "لا أعتبر نفسي دخيلاً أو حديثاً في عالم الدراما والمسلسلات، وكل ما شاركت به في السينما هو أفلام درامية بطابعها، بدءاً من "سكر بنات" وصولاً إلى "تراب الماس"، كما شاركت في مسلسل "نمرة اثنين" أخيراً على منصة شاهد".
وأضاف أن "كل ذلك مهّد الطريق وإن كان سريعاً، لكن تجربة "الهيبة" كانت مختلفة وأكثر جماهيرية، لأن المسلسل دخل كل بيت، وحقق انتشاراً واسعاً، لذلك رسّخ اسمي ممثلاً تلفزيونياً من خلاله، واعتقدَ كثير من الناس أنها مشاركتي الأولى، لكن على العكس".
أدّى كرم في "الهيبة" دوراً إشكالياً ومركباً لم نعهده بشخصياته السابقة، في الوقت نفسه رأيناه الرومانسي في "نمرة اثنين" وقبلها المحتال الرومانسي في "دولار".
عن كيفية الانتقال بين الكوميديا والرومانسية والأدوار الشريرة، يرى كرم أنه "ممثل أولاً وأخيراً"، ويقول: "على الممثل أن يكون أهلاً لتأدية كل الأدوار، لكنني أعمل كثيراً على الدور الذي يُعرض عليّ، وأعيش فيه قبل أن يبدأ التصوير بفترة".
وأضاف: "دور (نِمر) مثلاً، عاش معي من الربيع الماضي، إذ اضطررنا أن نوقف التصوير التزاماً بالإجراءات الوقائية بعد انتشار وباء كورونا، فتحوّلت إلى (نمر) في البيت ومع الأهل والأصدقاء وسيطر الدور وروحه عليّ تماماً".
وتابع: "تعذّبت كثيراً كي أحافظ على (نمر) داخلي خلال فترة الانقطاع الطويلة عن التصوير، وكي تكون المشاهد كلها على مستوى واحد من المهنية في الأداء".
ويعتبر كرم نفسه مرتاحاً مع كل شخصية يؤديها ولا يفضل واحدة على أخرى: "أنا من اختارها وأبذل قصارى جهدي لتكون حقيقية وفطرية".
ورأى أن "المُشاهد قد يرى هذه الأدوار سهلة أو خفيفة في طبيعتها، لكنها في النهاية أدوار نتعب كي نتجانس معها ونخلقها في كياننا وخيالنا، فخفّتها تأتي من باب العمل عليها كثيراً كي لا تكون ثقيلة". وأضاف: "أحياناً أعمل على الدور الذي سألعبه لشهور قبل البدء به، لأتمكن من الإمساك بتفاصيله وخيوطه ومعالمه".
وحول المشاركة في "الهيبة" أمام نجوم سبقوه إلى المسلسل مثل تيّم حسن، وديمة قندلفت، ومنى واصف وغيرهم، ردّ كرم: "تخوّفت كثيراً في البداية، ليس من الوقوف أمام هؤلاء الممثلين الذين أقدّر موهبتهم ومهنيتهم تماماً كما أعرف قدراتي الإبداعية، لكن التخوف من أن يكره المشاهدون الشخصية، لأنها شريرة وقاسية، وبالتالي يأخذ جمهور (جبل) موقفاً سلبياً من (نمر)، لكن الله وفّقني والناس استقبلت الدور بإعجاب كبير نراه على صفحات التواصل، وأعتقد أننا شكّلنا ثنائية الند للندّ بيني وبين تيم، وكانت حقاً ممتعة، فأنا استمعت بالعمل كثيراً وأتمنى أن نلتقي مجدداً في مسلسلات أخرى".
ويرى كرم، أن "شخصية (نمر) تحديداً كانت فيها مساحة كبيرة من الحرية كي أعطي من نفسي وأركبها لتخرج كما رأيتموها، ومنحتني مزيداً من التجريب".
أفضل المخرجين
وعن كيفية التعامل في "الهيبة" مع مخرج محترف وضليع في الدراما مثل سامر البرقاوي، وهل يختلف أداؤه وارتياحه خلال التصوير بين مخرج وآخر، أجاب كرم: "أنا ألقب سامر بالعظيم، وهذا التعاون الثاني لي معه بعد (دولار)، ولفتني منذ أن بدأ في مهنته، وتمنيت العمل معه، وهذا ما حققته، وكان تعاوناً مثمراً، على أمل أن نعمل سوياً في المستقبل".
وأشار إلى "حتمية اختلاف الأداء والتعامل بين مخرج وآخر، فدور المخرج مهم جداً للممثل من حيث الانسجام والحوار والتواصل الإيجابي بينهما، فالمخرج لا يقتصر دوره على التقنيات، بل هو صلة الوصل بين الممثل والنص والكاتب والشخصية، وسامر برقاوي حرّيف في ذلك".
وعن تجربته مع المخرجين المصريين: "كانت فريدة ومثمرة، تعاونت مع أسماء كبيرة مثل مروان حامد، قبل سنتين، والآن مع تامر محسن، وهما اسمان يتمتعان بقدر كبير من المهنية، ويجمعنا الشغف بالفن".
"شاهد" والإنتاج الدرامي
وحول تغير أشكال الدراما اليوم في العالم، سواء من خلال طريقة العرض عبر منصات البثّ التي أصبحت ثابتة ورائجة، أو من خلال عدد الحلقات التي تقلصت من 30 إلى 15 و10 و8 حلقات، قال كرم: "كلما رأيت مسلسلاً عربياً على منصة عالمية أو منصة عربية حتى، أفتخر بتقدّمنا في هذا المجال".
وأضاف: "هذا الزمن هو زمن الدراما بامتياز، و(شاهد) تلعب دوراً فعالاً في تحريك عملية الإنتاج لمسلسلات مهمة، وخلقت ديناميكية مهمة في هذا القطاع في البلدان العربية في الفترة الأخيرة خصوصاً في لبنان".
التعامل كمشاهد
وتابع كرم: "كل شيء يتطوّر والمشاهد بات عجولاً ويحب المسلسلات السريعة على عكس ما درج في المسلسلات التركية الطويلة التي اعتدنا عليها في السنوات الماضية، ولذلك أتأنى في اختيار الأعمال التي أشارك بها، بحسب تقييمي كمشاهد، وأسأل نفسي هل سيُمتعني هذا المسلسل؟ هل ستشدّني هذه الشخصية؟ فإذا اقتنعت بذلك أقدم على الخطوة، فالهدف من الأعمال التلفزيونية والسينمائية إمتاع المشاهد وإدهاشه".
وعن مشروعاته المستقبلية، قال كرم: "لدي كثير من العروض، سأبدأ في فبراير عملاً سينمائياً، ومن ثم هناك عملان تلفزيونيان لا يحق لي التحدث عن أي منهما".