من تايلور سويفت إلى BTS.. كيف يؤثر نجوم الموسيقى على اقتصاد دولهم؟

تايلور سويفت على السجادة الحمراء في حفل توزيع جوائز MTV Video Music Awards في مركز Prudential في نيوارك - 28 أغسطس 2022 - AFP
تايلور سويفت على السجادة الحمراء في حفل توزيع جوائز MTV Video Music Awards في مركز Prudential في نيوارك - 28 أغسطس 2022 - AFP
باريس-أ ف ب

تحقق أنشطة نجوم الموسيقى والغناء إيرادات قياسية باتت تحتل مكاناً بارزاً في المعطيات الاقتصادية، إذ تشهد الحفلات التي عاودوا إحياءها ضمن جولاتهم العالمية، بعد جائحة كورونا، إقبالاً جماهيرياً حاشداً، فيما تدرّ أعمالهم والحركة السياحية التي يستقطبونها مداخيل كبيرة. 

ومن هؤلاء، النجمة الأميركية تايلور سويفت التي تجاوزت المبيعات المسبقة لتذاكر الفيلم، الذي صُوِّر خلال الجزء الأول من جولتها الموسيقية، 100 مليون دولار في مختلف أنحاء العالم، قبل أسبوع من انطلاق عروضه، الجمعة، وفق ما أعلنت شركة AMC، وهي حصيلة تشكّل منذ الآن رقماً قياسياً لإيرادات فيلم طويل عن حفلة موسيقية.

وتعكس القيمة المرتفعة للحجوزات المسبقة النجاح الباهر الذي حققته جولة Taylor Swift: The Eras Tour نفسها، إذ إن إجمالي إيرادات جولتها قد يتجاوز عند انتهائها في آخر سنة 2024 المليار دولار للمرة الأولى في تاريخ الموسيقى، وفق تقديرات أميركية. حتى إن مجلة "بولستار" المتخصصة في الفنون الحية توقعت أن يصل مدخول حفلات الجولة إلى نحو 1,9 مليار دولار.

وفي مطلع سبتمبر الفائت، كشف رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في نيويورك جون وليامس، أن ما وصفه بـ"عامل تايلور سويفت" ساهم في تحفيز الاقتصاد الأميركي في الأشهر الأخيرة، "لأن الناس كانوا ينفقون على الحفلات والفنادق، وكل ذلك شكّل ظاهرة كبيرة".

وحقّقت فنادق فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا في مايو الفائت، أعلى إيرادات لها منذ بداية الجائحة، "ويعود الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى تدفق الزوار لحفلات تايلور سويفت في المدينة"، على ما ذكر أحد مسؤولي القطاع في تقرير Big Book الصادر عن الاحتياطي الفيدرالي، مطلع يوليو.

ولاحظت الخبيرة الاقتصادية بجامعة برمنجهام البريطانية ماريا سيلو، أن الحفلات الست التي أقيمت في لوس أنجلوس، في أغسطس، أدت إلى زيادة قدرها 320 مليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي للمقاطعة.

بيونسيه والتضخّم

ولا تقلّ حفلات النجمة بيونسيه وقعاً على الاقتصاد، إذ إن أحد الخبراء الاقتصاديين رأى أن حفلتيها في ستوكهولم اللتين كانتا الأوليين ضمن جولتها العالمية، ساهمتا في ارتفاع معدل التضخم عما كان متوقعاً في شهر مايو في السويد.

ولا يعود ذلك إلى ارتفاع سعر تذاكر الحفلات الموسيقية، إذ إن الإقبال الجماهيري الكبير يمكن أن يفسر الارتفاع في أسعار الفنادق والمطاعم، بحسب مايكل جران من "دانسكه بنك".

وأفاد موقع "بيلبورد بوكسكور" المتخصص بأن من إجمالي إيرادات جولة "وورلد رينيسانس تور" التي اختتمتها النجمة العالمية في الأول من أكتوبر الجاري قد يصل إلى نحو 560 مليون دولار، ما يجعلها الجولة الأعلى تحقيقاً للإيرادات لفنانة في التاريخ.

وكانت مداخيل الجولة بلغت 461 مليون دولار في نهاية أغسطس الفائت، متجاوزة ما حققته مادونا خلال جولتها Sticky And Sweet Tour في 2008-2009.
ويحمل الرقم القياسي حالياً إلتون جون الذي حققت جولته الوداعية Farewell Yellow Brick Road  2018-2023" أكثر من 910 ملايين دولار.

BTS في كوريا الجنوبية

وفي غضون 10 سنوات من وجودها، درّت فرقة الـ"كاي بوب" الكورية للفتيان BTS التي أوقفت نشاطها راهناً بسبب التحاق عدد من أعضائها بالخدمة العسكرية الإلزامية، مليارات الدولارات على الاقتصاد الكوري الجنوبي.

وفي ديسمبر 2018، أفاد معهد "هيونداي" للأبحاث بأن BTS التي كانت أول فرقة كورية جنوبية بالكامل تصل إلى قمة سباقات الأغنيات في الولايات المتحدة وبريطانيا، جلبت لبلدها أكثر من 3,6 مليار دولار من المنافع الاقتصادية السنوية.

وفي 2022، قدّر المعهد الكوري للثقافة والسياحة الأثر الاقتصادي لكل حفلة موسيقية لفرقة BTS بما قيمته 1,22 تريليون وون (أكثر من 900 مليون دولار). 

مكاسب ليفربول من البيتلز

ورغم مرور أكثر من 50 عاماً على انفراط عقد "بيتلز"، لا تزال مدينة ليفربول، مسقط أعضائها بول مكارتني، وجون لينون، وجورج هاريسون، ورينجو ستار، تجتذب محبي الفرقة الرباعية الشهيرة.

وتكثر المواقع التي يهتم بها الزوار، ومنها  قاعة الحفلات الموسيقية "كافرن كلوب" أو شارع بيني لاين أو دار الأيتام السابقة "ستروبيري فيلد" أو المتاحف والمطاعم ومحال بيع التذكارات. وتقدّر قيمة الحركة السياحية المرتبطة بالـ"بيتلز" بنحو 120 مليون جنيه إسترليني سنويا (بحوالي 150 مليون دولار)، وفقا للمجلس البلدي.

وتستفيد أماكن أخرى في العالم من فنانيها، إذ لا تزال مدينة ممفيس بولاية تينيسي الأميركية، التي تضم مقر إقامة إلفيس بريسلي، مقصداً لمحبي أسطورة موسيقى الروك آند رول، فيما تحافظ جامايكا على ما تركه عملاق الريجي بوب مارلي.

أما فرقة "آبا" فساهمت في جعل السويد ثالث أكبر دولة مصدّرة للأعمال الموسيقية في العالم، بعد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. 

تصنيفات

قصص قد تهمك