شخصية الأمير فيليب في "التاج".. الفرق بين الواقع والخيال

صورة من قصر باكنغهام للأمير الراحل فيليب وزوجته ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث. - REUTERS
صورة من قصر باكنغهام للأمير الراحل فيليب وزوجته ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث. - REUTERS
دبي-الشرق

مع اقتراب عرض الموسم الخامس وقبل الأخير من مسلسل "التاج" The Crown، الذي يتناول سيرة حياة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، وزوجها الأمير فيليب الذي توفي عن عمر ناهز 99 عاماً، الجمعة الماضي، يتساءل النقاد ما إذا كانت شخصية دوق إدنبرة متطابقة إلى حد ما مع دوره الحقيقي في العائلة المالكة.

وفقاً لتقرير نشرته وكالة "أسوشيتد برس"، فإن "التاج" صوّر الأمير فيليب والذي لعب دوره الممثل البريطاني مات سميث في البداية، ولاحقاً الممثل توبايس مينزيس، بضابط البحرية الذي يغضب في بداية الحلقات من كونه ظلاً لزوجته الملكة إليزابيث، ليجد نفسه في نهاية المطاف شريكاً موثوقاً به لدى العائلة.

وقال بيتر مورغان، مُعد وكاتب المسلسل، إن "التاج نتاج بحث تاريخي وخيالي، ويتضمن مشاهد لا ينبغي اعتبارها حقيقة".

وأضاف مورغان: "لا نعرف ما إذا كان الأمير فيليب صارماً في مقاربته تجاه الابن تشارلز بقدر ما كان حساساً مع ابنته آن، كدوره في المسلسل"، لافتاً إلى أن الجزء الخامس سيعرض العام المقبل، عبّر منصة "نتفليكس".

الشخصيات الرئيسية في مسلسل
الشخصيات الرئيسية في مسلسل "التاج" خلال حفل لـ "نتفليكس". - AFP

صراعات داخلية

وفي مسلسل "التاج" رفض فيليب التنازل عن حقه كرجل، بأن يحمل أطفاله اسمه الأخير وهو مونتباتن وليس وندسور، وتبع ذلك مشاجرات مع الملكة إليزابيث، بما في ذلك إحجامه عن الركوع لها أثناء تتويجها.

واشتكى فيليب عندما خسر معركة استخدام اسم مونتباتن، من أنه "رجل ممنوع من منح أولاده اسمه"، ليتم بعد 8 سنوات، منح أحفاد الزوجين لقباً موصولاً وهو "مونتباتن-وندسور"، كما هو الحال مع نجل الأمير هاري وزوجته ميغان، أرشي هاريسون مونتباتن وندسور.

وفي الحقيقة ركع فيليب أمام الملكة المتوجة عام 1952، وفي ذكرى زواجهما الـ 50 وصفت الملكة الأمير فيليب بأنه "قوتها وبقاؤها".

"رجل المهام"

وسلّط "التاج" الضوء على الأمير فيليب، دوق إدنبره، خلال عام 1969 على أنه شخص شغوف بمتابعة التغطية الإعلامية لأول هبوط بشري على سطح القمر، وأنه معجب بفكرة الطيران.

لكن وفقاً لـ"أسوشيتد برس"، أخطأ المسلسل في هذه الفرضية، إذ في الواقع وخلال الحرب العالمية الثانية، رأى فيليب نفسه في جندي في خدمة البوارج والمدمرات، وحصل في سن الـ 21 عاماً، على رتبة "ملازم أول في البحرية الملكية".

وأثناء قيامه بجدول كامل من الواجبات الملكية وترؤسه مئات المؤسسات الخيرية، تعلم فيليب الطيران في الخمسينيات، وكان لاعب بولو محترفاً، ورجل يخوت، ورساماً، وجامعاً للأعمال الفنية، ورجلاً للمهام الصعبة.

الأميرة ديانا

وفي المسلسل، قدّم فيليب، ديانا سبنسر في تجمع عائلي في قلعة بالمورال باسكتلندا، وظهرت في أحد المشاهد رفقة فيليب خلال رحلة صيد، وكان داعماً لزواجها من ابنه تشارلز.

وبعد مرور فترة أصبحت العلاقة بين تشارلز وديانا "مريرة"، وأخبرت ديانا فيليب بأنها تفكر في الانفصال عن تشارلز، في ما وجدتها العائلة المالكة "شخصية غير مبالية"، وحذرها فيليب من هذه الخطوة، لكن في الواقع، دعم فيليب الأميرة ديانا من خلال رسائل تم تسريبها، كما انتقد علاقة ابنه خارج نطاق الزواج بزوجته الحالية كاميلا.

وبعد إجراء ديانا مقابلتها التلفزيونية الشهيرة، يُزعم أن نبرة فيليب تجاهها أصبحت أكثر صرامة وكتب آنذاك أنه "يجب على ديانا أن تتكيف مع الأسرة أو تخرج منها".

"مسلسل خيالي"

وصوّر المسلسل بأجزائه الـ 4 وصول فيليب إلى منتصف العمر، وغطى نصف سنوات العائلة المالكة الحقيقية، إذ إن هناك بعض الجوانب من حياة الأمير اليوناني المولد، تتطلب المقارنة مع النسخة الحقيقة.

وأثار المسلسل أزمة مع الحكومة البريطانية، إذ طالب وزير الثقافة البريطاني، أوليفر دودن، "نتفليكس" التنويه بأن العمل "مسلسل خيالي في بداية كل حلقة"، وفق ما ذكرت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، لكن "نتفليكس" ردت بأنها "لا ترى أي حاجة لإضافة بند إخلاء المسؤولية أو لتوضيح أنه مسلسل خيالي وليس فيلماً وثائقياً تاريخياً".