بعد غياب 19 عاماً، عادت الفنانة الاستعراضية والممثلة المصرية شريهان إلى الساحة الفنية من جديد، من خلال ظهورها في إعلان لإحدى شركات الاتصالات بمصر، بدأت القنوات إذاعته في أول أيام شهر رمضان، مما أثار حالة من الجدل وتباين الآراء بشأن عودتها.
وجسّدت شريهان خلال الإعلان الذي اقتربت مدته من أربع دقائق، وأخرجه محمد شاكر خضير، أبرز مراحل حياتها ولحظات المعاناة، لعلّ أبرزها حادث السير الذي تعرضت له قبل 32 عاماً تقريباً، حين أصيبت بكسور في الحوض والعمود الفقري، وخضعت لجلسات العلاج الطبيعي لسنوات.
كواليس الإعلان
وأعرب هاني أباظة، مخرج الاستعراضات، عن سعادته البالغة لتعاونه مع شريهان في ذلك الإعلان، لاسيما أن بينهما "كيمياء" كبيرة وليست المرة الأولى له، موضحاً لـ"الشرق" أنه تعاون معها سلفاً رغم أنه يعيش في كندا طوال حياته.
وأضاف أنه جرى الاستعانة براقصين استعراضيين من دول مختلفة، خصوصاً مصر ولبنان وعدة دول أوروبية.
وكشف مدير التصوير أحمد المرسي الكواليس قائلاً لـ"الشرق" إن "التحضير لهذا الإعلان امتد طوال شهر كامل، وجرى تصويره في 6 أيام فقط، داخل مدينة الإنتاج الإعلامي" بمحافظة الجيزة المصرية، واصفاً شريهان بأنها "إنسانة جميلة ومازالت تتمتع بقوتها نفسها، وتبث طاقة إيجابية للمحيطين بها".
وأوضح أن "شريهان كانت حريصة على خروج الإعلان بمستوى احترافي، وكانت تحتوي كل فريق العمل طوال فترة التحضير والتنفيذ، فهي على درجة كبيرة من الحيوية والنشاط خلال وقوفها أمام الكاميرا برغم سنوات الغياب الطويلة".
وقال إن مراحل تعديل الألوان والجرافيك الخاص بالإعلان تمت ما بين كندا وأوروبا، لافتاً إلى تلقيه اتصالاً هاتفياً من شريهان بعد طرح الإعلان "قالت لي: شكراً على ما قدمتوه لي".
آراء متباينة
وأحدث ظهور شريهان المفاجئ حالة من الجدل وتباين آراء الجمهور بشأن إطلالتها وكذلك فكرة الإعلان، إذ أشاد بعودتها قطاع كبير من زملائها الفنانين وكذلك الجمهور، لعلّ أبرزهم الممثل هاني رمزي الذي وصفها بـ"العودة المدهشة".
وأعربت الفنانة نبيلة عبيد عن افتقادها الكبير لشريهان على الشاشة بقولها: "طلتك تسحر العين... قد إيه كنتي واحشانا"، كما ناشدتها الممثلة والمذيعة رانيا محمود ياسين العودة إلى الساحة الفنية بكامل نشاطها وعدم الغياب مجدداً.
وأبدى قطاع آخر من الجمهور استياءهم من فكرة الإعلان كونها غير واضحة ولا تليق بعودة الفنانة الاستعراضية، وتساءل عدد منهم عن المضمون الذي يدور حوله الإعلان، فقال أحدهم: "لولا أن أختي شرحت لي الإعلان ماكنتش فهمته.. حتى الإعلانات صعبتوها علينا".
ووصفت إحدى مستخدمات تويتر الإعلان بأنه "ممل" إلا أن رشاقة وإبداع وخفة ظل شريهان ستنقذهم من ذلك الأمر.
امرأة قوية
وتُعد شريهان أيقونة الجمال والإيجابية بالنسبة لقطاع كبير من الجمهور، إلا أن الحزن كان رفيقاً لها في أغلب فترات حياتها، بداية من حادث مقتل شقيقها الموسيقار عمر خورشيد، وحادث سير كاد أن يودي بحياتها عام 1989، فضلاً عن إصابتها بسرطان الغدد اللعابية عام 2002 تقريباً.
وغابت الفنانة الاستعراضية عن الساحة منذ ذلك الحين، لتبدأ رحلتها العلاجية داخل مصر وخارجها، وخضعت لعدة جراحات وتبدلت ملامحها بشكل كبير أفقدها الجمال بعض الشيء، وقالت في حديث إذاعي لها مع الكاتب مدحت العدل عام 2018 إن أصعب لحظات حياتها كانت "عندما تغيّرت ملامحي ولم يعرفني أحد في الحرم".
واستعادت شريهان ذكريات ليلة رمضان الأولى وكتبت عبر حسابها على موقع فيسبوك: "بعيش لحظة إنسانية صادقة، لحظة إنحناءة شكر من قلبي وعمري لكم جميعاً ودون ترتيب ولا استثناء، لحظة انتظرتها كثيراً لرد جميل في رقبتي من سبتمبر 2002، مشاعري كلها متلخبطة لكن سعيدة".
كوكو شانيل
وأعلنت شريهان عن اقتراب موعد عرض مسرحيتها الجديدة "كوكو شانيل"، حيث كان من المفترض عرضها قبل عامين. وكتبت قبل شهر تقريباً: "ستعرض قريباً جداً على قناة من أقوى وأعظم القنوات في الشرق الأوسط، عقدي مع شركة العدل جروب انتهى منذ سنوات وفترة طويلة جداً ولم يسفر إلا عن مسرحية واحدة فقط هي كوكو شانيل".
وكانت شريهان تعاقدت مع المنتج جمال العدل على العودة بـ4 عروض مسرحية، منها "شهرزاد" للمخرج محمد ياسين ومريم ناعوم، و"إيفا بيرون" للكاتب مدحت العدل، و"رابعة العدوية"، ولكن التعاقد لم يُسفر إلا عن عرض واحد فقط هو "كوكو شانيل".
