أثيرت حالة من الجدل، خلال الساعات القليلة الماضية، بعد انتشار أنباء حول اعتزال الفنان المصري عادل إمام، بعد رحلة عطاء امتدت لأكثر من 6 عقود.
وجاء ذلك، بعد لقاء المخرج رامي إمام، مع الإعلامية ريا أبي راشد، على هامش حفل Joy Awards 2024، في الرياض بالمملكة العربية السعودية، السبت.
ورد رامي، على سؤال متعلق بالحالة الصحية لعادل إمام، مؤكداً أنه بحالة صحية جيدة، لكنه قرر التفرغ للحياة الأسرية وقضاء كل وقته مع الأحفاد، وهو الأمر الذي جرى تفسيره عبر منصات التواصل الاجتماعي، بأن ذلك يُعد إعلان اعتزال "الزعيم".
ومن جانبه، نفى المنتج عصام إمام، في وسائل إعلام مصرية، ما يُشاع حول اعتزال شقيقه عادل إمام، مؤكداً أن هذا الكلام عارٍ تماماً عن الصحة.
وقال: "أنا متفاجئ مما قاله رامي، والزعيم لم يعتزل، وهو بصحة جيدة، ويقضي وقته فعلاً مع أحفاده وبيقرا وزي الفل".
وكان أحدث ظهور لعادل إمام، في شهر مايو الماضي، بالتزامن مع احتفاله بعيد ميلاده الـ83، وسط عدد كبير من أصدقائه، أبرزهم يسرا، ولبلبة، وخالد سرحان وآخرين.
وابتعد عادل إمام، عن الساحة الفنية، منذ 4 أعوام تقريباً، فكان آخر عمل فني قدمه، مسلسل "فلانتينو"، والذي عُرض عام 2020، وهو تأليف أيمن بهجت قمر، وإخراج رامي إمام.
"جائزة زعيم الفن العربي"
وكُرّم عادل إمام بجائزة استثنائية تحمل اسم "جائزة زعيم الفن العربي"، في حفل Joy Awards 2024، وتسلمها نجلاه رامي ومحمد، وبعث رسالة صوتية وجّه من خلالها التحية لجمهوره، بقوله: "بحبكم، وربنا يخلي أيامكم كلها سعادة".
من جانبه، أكد رئيس هيئة الترفيه المستشار تركي آل الشيخ، أنّ: "هذه الجائزة استثنائية، خاصة بالفنان عادل إمام فقط، إذ تُقدم مرة واحدة في تاريخ Joy Awards".
ردود فعل
وتوالت ردود الفعل في الوسط الفني على تضارب تصريحات أسرة عادل إمام، إذ قال المخرج عمر عبد العزيز رئيس اتحاد النقابات الفنية لـ"الشرق": "التصريح كان من الأفضل ان يخرج من عادل إمام نفسه، وأرى ان تعارض تصريحات أسرته سوء فهم والأفضل أن يتركوا الزعيم علي حريته، وأن تكف وسائل التواصل عن مطاردته بالشائعات".
واتفق معه المخرج مجدي أحمد علي قائلاً لـ"الشرق": "اتركوا عادل إمام يأخذ قراره بنفسه، سواء بالاعتزال أو التواجد فنياً، لأنه يعرف جيداً حالته، بعد أن صنع تاريخ كبير وأسعد الجمهور، من حقه أن يجلس مع أحفاده ويتأمل"، وتابع "فنان بحجم عادل لا يمكن ان يضغط عليه أو يوجهه أحد".
المؤلف بشير الديك قال لـ"الشرق": "عادل ليس صغيراً في العمر، وبالتالي هناك معطيات للزمن يجب وضعها في الحسابات، لكن التصريحات الخاصة بالأسرة ليست فيصل والقرار لعادل إمام نفسه، إذا أراد أن يستمر لن يمنعه أحد، لأنه أصبح أيقونة فنية يصعب تكرارها".
واختلف معهم الناقد السينمائي طارق الشناوي، قائلاً لـ"الشرق": "أبناء الزعيم في النهاية أصحاب القرار، وأعتقد أن شقيقه سوف يستجيب لهما، وأنا مع قرار اعتزاله"
وتابع: "عادل إمام مبدع استثنائي، ليس بسبب كونه الكوميديان الأول في العالم العربي، لكن لأنه الأول عالمياً الذي استطاع ان يتصدر المشهد الكوميدي، رغم أن الكوميديا متغيرة، والحفاظ على النجومية في هذا المجال صعب أن تتحقق لمدة 40 عاماً".
وأضاف "التسجيل الصوتي لعادل إمام في الحفل طمأن محبيه، لكن الدائرة المقربة منه وأنا منها كانت تعرف أنه أراد الابتعاد بعد مسلسل "فلاتتينو"، وما أشيع عن تقديمه فيلم "الواد وأبوه" كان مجرد أخبار، لأن عادل حاضر ذهنياً بكل تأكيد، لكن الزمن والعمر لهما أحكام، والوقوف أمام الكاميرا يحتاج قوة بدنية، وهذا صعب بالنسبة له، وأؤكد أن أي عمل مهما كان لن يضيف لرصيده شيئاً، لأنه صنع نجومية كبيرة على مدار أكثر من نصف قرن، ومجرد ذكر اسمه يصنع بهجة".
مسيرة فنية حافلة
عادل إمام، صاحب مسيرة فنية طويلة، انطلقت منذ ستينيات القرن الماضي، وحققت خلالها نجاحات كبيرة، على مستوى السينما، والتلفزيون والمسرح، تعاون فيها مع عدد كبير من النجوم والمؤلفين والمخرجين.
وقدّم حوالي 126 فيلماً سينمائياً، صنع من خلالها جماهيرية ضخمة، وتناول فيها قضايا مجتمعية مختلفة، أبرزها "الإرهاب والكباب"، و"اللعب مع الكبار"، و"المنسي"، و"الحريف"، و"كراكون في الشارع"، و"الإرهابي"، و"طيور الظلام"، و"النوم في العسل"، و"الواد محروس بتاع الوزير"، و"السفارة في العمارة"، و"عمارة يعقوبيان"
ومن أبرز مسلسلاته، "دموع في عيون وقحة"، و"أحلام الفتى الطائر"، و"أستاذ ورئيس قسم"، و"عوالم خفية"، و"العراف"، و"صاحب السعادة"، و"مأمون وشركاه".
أما أعماله المسرحية، فتضم "الزعيم"، و"بودي جارد"، و"الواد سيد الشغال"، و"شاهد مشافش حاجة"، و"مدرسة المشاغبين" وغيرها.