"زوج تحت الإقامة الجبرية".. كوميديا لبنانية في قالب رومانسي

زياد برجي وهبة نور في مسلسل "زوج تحت الإقامة الجبرية" - المكتب الإعلامي للشركة المنتجة
زياد برجي وهبة نور في مسلسل "زوج تحت الإقامة الجبرية" - المكتب الإعلامي للشركة المنتجة
بيروت-رنا نجار

حظى مسلسل "زوج تحت الإقامة الجبرية"، للمُمثل والملحن اللبناني زياد برجي، بإشادات واسعة من قِبل الجمهور، باعتباره أحد أبرز الأعمال الكوميدية المُشاركة في موسم رمضان الجاري.

وفي ظل التراجع الكبير في تقديم تلك النوعية من الأعمال هذا العام، يرى البعض أن ارتفاع نسب مُشاهدة هذا المسلسل، يرجع إلى عرضه على أكثر من قناة فضائية.

وتدور أحداث المسلسل حول "يوسف" الرجل المِزواج وزوجتيه "ماغي" و"جوري"، اللتان تتنافسان للفوز بقلبه واستمالته رافضتان الاستسلام، وذلك في قالب كوميدي رومانسي، يعرض الغيرة بين الزوجتين وتحالفهما لإفشال مخطط يوسف في الزواج للمرة الثالثة، وصولاً إلى القلق والخوف من وباء كورونا. 

المُسلسل من بطولة زياد برجي، ونادين الراسي، وهبة نور، وهشام حداد، ومحمد خير الجراح وهو تأليف زهير قنوع وإخراج نبيل لبس..

رومانسية وترفيه 

وقال المُمثل والملحن زياد برجي، لـ"الشرق"، إنّ "المسلسل يتضمن مواقف إنسانية مضحكة ومشكلات عائلية وقصص رومانسية مشبّعة بالمكائد والمخطّطات، التي تُبعد الهمّ عن القلب وتُفرح المُشاهد الذي يحتاج لجرعات رومانسية وترفيهية في ظل أزمة كورونا والظروف الحياتية الصعبة". 

وأرجع برجي نجاح المُسلسل وتزايد جماهيريته، إلى "الجهود التي بذلها فريق العمل بكامله والانسجام بين الممثلين والإبداع تأدية أدوارهم بسلاسة، أعطى للعمل نكهة خاصة عفوية ومسلية وظهرنا على الشاشة كعائلة حقيقية تنقل المرح والسعادة من الشاشة الى بيوت الناس بعيدا عن الابتذال". 

وأعرب الممثل اللبناني عن سعادته بردود فعل الجمهور، بشأن أغنية تتر المسلسل والتي تحمل اسم "مثل اللعبة"، وكذلك تتر مسلسل "2020"، قائلاً: "أسعى دائماً لأكون عند حسن ظن الجمهور، فهو الذي يضع علامات على أعمالي، والحمد لله هذه السنة كانت علامتي جيّدة، وسعيد بنجاحاتي أيضاً كمُمثل رغم أنني هاوٍ ولست محترفاً".

كل مشهد نكتة

وأكد المُخرج نبيل لبّس، أنّ نجاح "زوج تحت الإقامة الجبرية" يرجع إلى "إيقاع المشاهد والاسكتشات السريعة والحلقات القصيرة التي وضعت نصب عيني أن تكون مسلية بعيداً من الابتذال والحشو والتطويل كي لا يملّ المشاهد الذي أصبح اليوم عجولاً ويريد مادة خفيفة تنسيه همومه ومشاكله". 

وأضاف أنّ: "خلال التصوير أمشّي الممثلين على جهاز الإيقاع الميترونوم وأعتمد حوارات بسيطة، وتعلّمت من خلال تجاربي أن أحوّل كل مشهد إلى نكتة، كما أحرص على توفير أجواء هادئة كي يؤدي الكوميديان دوره، دون أي توتّر".

وأشاد بأداء جميع المُمثلين المُشاركين في العمل، قائلًا: "كل ممثل تقمص الشخصية وكأنها كانت مُجهزة له خصيصاً"، لافتاً إلى قلقه المُسبق منذ اللحظة الأولى كي لا تقع حركات الممثلين في الابتذال والاستخفاف وعدم جنوح الحوارات إلى الألفاظ البذيئة أو الأحاديث الجنسية.

أزمة نص كوميدي 

وانتقد لبّس، تراجع المسلسلات الكوميدية والتوجه في الغالب إلى دراما البطل الواحد الخارج عن القانون مع ممثلة جميلة مثل "الهيبة"، معتبراً أن غالبية المنتجين تجّار ويهتمون بالتوزيع أكثر من صناعة الدراما. 

ويرى أنّ هناك أزمة في النصوص الكوميدية، مشيراً إلى الصعوبات التي واجهته في هذا الاتجاه، حيث أعاد مع الممثلين كتابة المشاهد والحوارات، قبيل التصوير، من خلال ورشة عمل أدارها مع المؤلف فؤاد يمين، حيث عدّل كل ممثل على نصّه لتحميله خصوصية وحميمية وروحاً حية كي لا تبدو المَشاهد جافة وثقيلة. 

وأبدى المُخرج دهشته من الانتقادات التي وُجهت للعمل، كونه يُكرس فكرة تعدّد الزوجات في المجتمع، قائلاً إن: "المسلسل هدفه الوحيد الترفيه وتسلية الناس، وتعدّد الزوجات ما هي إلا مادة للضحك"، داعياً إلى "عدم تحميل الأمور أكثر مما يجب، إذ أن العمل لا يدّعي تغيير المجتمع أو فرض سلوكيات عليه بل يتّخذ من هذه المواقف مادة للسخرية". 

أزمة كوميديا

ومن جانبه، قال الممثل محمد خير الجرّاح، لـ"الشرق"، إنه أجرى بعض التعديلات على الشخصية التي يُجسدها في المسلسل بالاتفاق مع المُخرج، موضحاً "اتفقت معه على تغيير مسار الشخصية وإضافة تفاصيل وحركات وأدوات وصوت فريد ولهجة حلبية شعبية، لتصبح أكثر طرافة وتكون من لحم ودم وتبني علاقات جيّدة مع الشخصيات الأخرى". 

وأضاف أنّ: "الكوميديا تجري في دمي، وأؤدي مثل هذه الأدور منذ عشرات السنين بشكل تلقائي دون أن أفكر بها، لكنني أحرص على تكرار الأدوار، وأن أرسم للشخصية خيوط مبتكرة بعيدة عن شخصية الحلبي التي قمت بها في (صبايا أو كوم الحجر أو بقعة ضوء)". 

محمد خير جراح وأنطوانيت عفيفي في مسلسل
محمد خير جراح وأنطوانيت عقيقي في مسلسل "زوج تحت الإقامة الجبرية" - المكتب الإعلامي للشركة المنتجة

وأوضح أنّ "الأعمال الكوميدية تعيش اليوم أزمة بدءًا من غياب النص الكوميدي المحترف الذي أحجم رواده عن كتابته بسبب الرقابة الصارمة التي تفرضها التلفزيونات التي تحرّم التطرق إلى السياسة والجنس والدين، في حين أن اللعب على الكلام في هذه التابوهات الثلاث هو أكثر ما يضحك المشاهد". 

وأشار إلى أن "غالبية التلفزيونات وشركات الإنتاج تبحث اليوم عن صناعة مسلسلات بأقل تكاليف ممكنة، لذلك صارت تتعاقد مع أي كاتب هاوٍ، ما ساهم في اتجاه الكوميديا العربية بغالبيتها إلى التهريج والابتذال، بعيداً عن الحالة الفنية التي تحمل موقفاً أو حدثاً طريفا". 

اقرأ أيضاً: