تخوض المُمثلة والمُنتجة التونسية فاطمة ناصر السباق الرمضاني لموسم 2021 من خلال إنتاج المسلسل التونسي "أولاد الغول" للمخرج مراد بالشيخ.
وتُعد فاطمة أول ممثلة تونسية تخوض تجربة الإنتاج الدرامي هناك، إذ ترى أنّ مستوى الدراما في بلادها شهد تطوراً نسبياً في الأعوام الـ10 الأخيرة، واصفة خوض التجارب الإنتاجية بـ"المخاطرة والمُغامرة".
ويستعرض "أولاد الغول" خلال أحداثه أوجه الحياة وتناقضاتها وصراعاتها لشخصيات كثيرة تجمعهم علاقات عائلية متشعّبة، من خلال قصة "إسماعيل" الذي يتاجر في المخدرات، ويؤسس شركة يخفي وراءها تجارته الفاسدة.
المسلسل من بطولة فتحي الهداوي، ووحيدة الدريدي، وحلمي الدريدي، وعزيز باي، وفارس الأندلسي، وتأليف رفيقة بوجدي، وإخراج مراد بالشيخ.
تحدٍّ كبير
وأرجعت فاطمة ناصر، في حديث لـ"الشرق"، خوضها تجربة الإنتاج الفني، إلى رغبتها في تقديم عملٍ سينمائي من بطولتها، موضحة: "وجدت أن هذه الخطوة ستطلب فترة طويلة من التحضيرات، خاصة على مستوى السيناريو، لذلك اتجهت مع عدد من الشركاء للإنتاج الدرامي".
وأكدت أنها كانت تفضل ورشة كتابة لعمل تنتجه لرمضان 2021، إلا أن ضيق الوقت لم يمنحها هذه الفرصة، لذلك تعاونت مع الكاتبة رفيقة بوجدي، باعتبارها واحدة من أبرز الكاتبات في تونس، موضحة أن مسلسل "أولاد الغول" كان مكتوباً منذ أكثر من 5 أعوام، وجرى إعادة صياغته مجدداً.
وأشارت إلى تجربتها الأولى في الإنتاج، العام الماضي، من خلال المُشاركة في إنتاج مسلسل "نوبة" في جزئه الثاني لعبد الحميد بوشناق، واصفة التجربة بـ"التحدي الكبير"، خاصة على مستوى الميزانية.
وأوضحت أنّ "العمل كان ضخماً حيث تدور أحداثه في 30 حلقة مع فريق عمل يجمع نجوم الدراما التونسية، وفي المقابل سوق الإعلانات شهد تراجعاً بسبب جائحة فيروس كورونا".
أزمة نصوص
وترى فاطمة ناصر أن هناك أزمة نصوص درامية، واصفة الكتابة للتلفزيون في تونس بـ"الكلاسيكية"، ومن الضروري تطويرها عبر ورش للسيناريو، قائلة إن "هناك ثورة في الكتابة نشاهدها من خلال عدد كبير من الأعمال العربية والإنتاج المعروض على المنصات المُختلفة ونطمح للوصول لهذا المستوى".
وأوضحت أن عدم مشاركتها في أداء أحد الأدوار من إنتاجها الفني، يرجع لغياب دور مناسب يعيدها للدراما التونسية، خاصة أنها غائبة منذ سنوات بعد مشاركتها في مسلسلي "مكتوب" و"عنقود الغضب"، إذ ترغب في العودة بدور يكون اكتشاف بالنسبة للجمهور التونسي".
حلمٌ قديم
وأكدت بن ناصر أن عودتها للإنتاج في تونس بمثابة حلمٌ قديم ظل يراودها طويلاً، وكانت تسعى لتحقيقه، فضلاً عن رغبتها في إنتاج وتسويق الدراما التونسية خارج حدودها المحلية لتصل إلى العالمية، مشددة على أن هناك قامات على مستوى التمثيل في بلادها، ليست معروفة على مستوى عربي، كما أن التقنيين التونسيين من أفضل الكفاءات في المجال السمعي البصري ومطلوبين في الأعمال الفنيّة الجزائرية والخليجية والشامية.
وأشارت المنتجة التونسية، إلى اختلاف عالم الإنتاج في دول المغرب العربي عن الإنتاج في مصر وغيرها من دول الشرق، بسبب غياب الصناعة الدرامية في تونس وضيق سوق العرض والإعلانات، موضحة أن "المُنتج المصري على سبيل الذكر يبيع المسلسل قبل إنتاجه، فيما يمول المنتج التونسي العمل وينفذه من الألف إلى الياء قبل الحصول على العائدات، التي تتأخر في أحيانٍ كثيرة لأكثر من سنة".
أعمال جديدة
وكشفت المُمثلة التونسية عن مشاريعها الفنية الجديدة، موضحة أنها تُشارك كجهةٍ إنتاجية في السلسلة البوليسية "13 نهج غاريبلدي" الذي سيعرض خلال الأسابيع المُقبلة، وسيُسوق بعد عرضه في تونس على قنوات عربية، لافتة إلى توفير نُسخة مُدبلجة من تلك السلسلة، حتى "لا تقف اللهجة التونسية عائقاً أمام الجمهور العربي".
وأضافت أنها تُشارك في مسلسل مصري جديد يحمل اسم "تحقيق"، يدور في إطار بوليسي قائم على التشويق والغموض، وهو من بطولة المُمثلين الشباب أحمد مالك، وخالد أنور ومي الغيطي.
وقالت إنّ مسلسل "تحقيق" مكوّن من 13 حلقة فقط، ومن المُقرر عرضه عبر إحدى المنصات الرقمية، لافتة إلى مُشاركتها في عملٍ آخر يضم بين أبطاله ممثلين من جنسيات مختلفة، وتأجل تصويره بسبب انتشار جائحة كورونا، ومن المُفترض استئناف تصوير باقي مشاهدها خلال الفترة القليلة المُقبلة، في إحدى الدول الأوروبية.
ومن المنتظر أن تدخل فاطمة ناصر عالم الإنتاج السينمائي، إذ تستعد لتقديم فيلم سيكون من بطولتها وإنتاجها، وسينطلق تصويره في سبتمبر المُقبل.