حالة من الجدل أثارها فيلم The Apprentice، للمخرج الإيراني علي عباسي، والذي يتناول رحلة صعود الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب كمطور عقاري طموح في نيويورك خلال السبعينات والثمانينات، وتم عرضه لأول مرة في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي.
وحظي الفيلم بتقييمات إيجابية من عدد كبير من النقاد، لكنه أثار تهديداً قانونياً من الرئيس السابق، إذ وصف المتحدث باسم ترمب وصف الفيلم بأنه "قمامة" و"خيال محض" واتهمه بأنه محاولة من هوليوود للتأثير في الانتخابات.
الفيلم يبدأ بتحذير أن العديد من أحداثه مفبركة، ويتضمن مشهدًا مثيراً للجدل يصور ترمب وهو يغتصب زوجته الأولى إيفانا، وهو ما أثار استنكار المتحدث الرسمي لترامب، ووصفه بأنه "تدخل انتخابي" من قبل "نخبة هوليوود".
سباستيان ستان، الذي ظهر في عدة أفلام من سلسلة Marvel، يلعب دور ترمب، بينما يؤدي جيريمي سترونج دور المحامي روي كوهن.
النقاد وصفوا الفيلم بأنه يقدم صورة معقدة، ولكن غير متحفظة لترامب، حيث يروي كيف تآكلت نزاهته أثناء تعلمه لفنون الصفقات المظلمة وتذوقه للسلطة.
نسخة جريئة
المخرج الإيراني-الدنماركي علي عباسي، قال إنه أراد تقديم نسخة جريئة وتاريخية من القصة، وعلق خلال المؤتمر الصحفي للفيلم في مهرجان كان، الثلاثاء، "الجميع يتحدث عن مقاضاة الفيلم، لكنهم لا يتحدثون عن نسبة نجاحه، أنا لم أعتقد بالضرورة أن ترمب سيحب الفيلم، وأتصور أنه سيكون مفاجئًا له، وكما قلت من قبل، سأعرض الذهاب لمقابلته أينما يريد والحديث عن سياق الفيلم، وعرض الفيلم ومناقشته بعد ذلك، إذا كان ذلك يهم أي شخص في حملة ترمب".
وعندما سُئل عن موعد محتمل لإصدار الفيلم، الذي لم يجد بعد موزعاً في الولايات المتحدة، قال عباسي: "لدينا حدث ترويجي قادم يسمى الانتخابات الأميركية سيساعدنا مع الفيلم، المناظرة الثانية ستكون في 15 سبتمبر، شيء من هذا القبيل، لذلك أعتقد أنه تاريخ إصدار جيد".
وفي العرض الأول لفيلم The Apprentice في مهرجان كان السينمائي، لم يكن جيريمي سترونج حاضراً بسبب انشغاله بأداء دوره في مسرحية "عدو الشعب" على مسرح برودواي، لكنه أرسل رسالة قرأها المخرج علي عباسي خلال المؤتمر الصحفي.
كتب سترونج في رسالته: "عبارة 'عدو الشعب' استخدمت من قبل ستالين، ماو، جوبلز، ومؤخرًا من قبل دونالد ترمب عندما هاجم الصحافة الحرة، ووصف CNN وNBC وABC وCBS News وصحيفة نيويورك تايمز بـ'وسائل الإعلام الكاذبة' نحن نعيش في عالم حيث الحقيقة غير واضحة. هذا الهجوم على الحقيقة، إلى حد كبير، تحت تأثير ترمب من روي كوهن، كوهن وصفته مجلة National Law Journal بأنه متخصص في الهجوم، نحن نشهد ظل روي كوهن الطويل والمظلم - إرثه من الأكاذيب، والإنكار الصريح، والتلاعب، والاستخفاف الكبير بالحقيقة."
الفيلم حصل على تصفيق استمر 8 دقائق بعد عرضه في كان، على الرغم من أنه يثير ردود فعل قوية من معسكر ترمب.
وأصدرت حملة ترمب الانتخابية لعام 2024 بيانًا طويلًا، الاثنين، قال فيه المتحدث الرسمي باسم الحملة، ستيفن تشيونج: "سنقوم برفع دعوى قضائية لمعالجة الادعاءات الكاذبة بشكل صارخ من هؤلاء المخرجين المزيفين. هذه القمامة هي خيال بحت يثير الأكاذيب التي تم دحضها منذ زمن طويل، كما هو الحال مع محاكمات بايدن غير القانونية، هذا تدخل انتخابي من نخب هوليوود، الذين يعلمون أن الرئيس ترمب سيستعيد البيت الأبيض ويهزم مرشحهم المختار؛ لأن لا شيء مما فعلوه قد نجح".