رحيل سمير غانم.. انطفاء "ثالث أضواء المسرح"

الفنان المصري الراحل سمير غانم - AFP
الفنان المصري الراحل سمير غانم - AFP
القاهرة-الشرق

توفي الفنان المصري سمير غانم، الخميس، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا، ليلحق برفيقيه في فرقة "ثلاثي أضواء المسرح" الضيف أحمد (12 ديسمبر 1936- 6 أبريل 1970)، وجورج سيدهم (مايو 1938 - 27 مارس 2020)، لينطفئ آخر ضوء في ذلك الثلاثي، الذي شكل حالة فنية كبيرة في مصر والعالم العربي.

ويعتبر سمير غانم، صاحب مدرسة كوميدية استثنائية، أثراها بأعمالٍ سينمائية ودرامية ومسرحية على مدار 6 عقود كاملة، كان قوامها التلقائية والبساطة، لا تعرف معنى التعقيد، وأعطى أعماله نكهة فنية خاصة، فاحتل مكانة مميزة في قلوب الجماهير على مدار أجيالٍ متعاقبة.

ورحل سمير غانم، عن عمر ناهز 84 عاماً، داخل أحد مستشفيات القاهرة، بعد توقف وظائف الكلى بشكلٍ تام، وسبق ذلك دخوله في غيبوبة تامة منذ نحو أسبوع.

وقدّم الراحل أكثر من 300 عملٍ فني على مدار مسيرته الفنية، منها نحو 160 فيلماً، و50 مسرحية و80 عملاً تلفزيونياً، إذ كان صاحب إنتاج غزير، وبلغ متوسط الأعمال التي يقدمها في العام الواحد 5 وأحياناً تصل إلى 10 بين مسلسلات وأفلام ومسرحيات.

ولد سمير غانم بإحدى قرى محافظة أسيوط في صعيد مصر، عام 1937، والتحق بكلية الشرطة، اقتداءً بوالده الذي كان ضابطاً، إلا أن الكلية فصلته بعد رسوبه عامين متتاليين، فانتقل إلى كلية الزراعة في جامعة الإسكندرية.

في الإسكندرية انضم للفرق الفنية بالجامعة، والتقي الفنانين وحيد سيف، الذي كان يدرس في كلية الآداب، وعادل نصيف الذي كان في كلية الزراعة، وشكلوا فرقة "اسكتشات غنائية" تقدم عروضاً على المسرح في مدينة الإسكندرية، لكن سرعان ما توقف نشاط الفرقة، بسبب انسحاب وحيد سيف وعادل نصيف، لظروف خاص بكل منهما.

ثلاثي أضواء المسرح

جاءت بداية سمير غانم الفنية، عندما أسس مع جورج سيدهم والضيف أحمد، فرقة "ثلاثي أضواء المسرح"، ولمع نجمه بشكلٍ كبير بعد تقديم مسرحية "طبيخ الملايكة" للمخرج حسن عبد السلام عام 1964، وواصل مسيرته الفنية بتقديم عددٍ من الأفلام والاسكتشات، مثل اسكتش "كوتوموتو"، وعدد من المسرحيات منها "حدث في عزبة الورد" و"الراجل اللي اتجوز مراته" و"حواديت".

وتوقف نشاط الفرقة، مطلع السبعينيات، مع وفاة الفنان ضيف أحمد، بشكلٍ مفاجئ، ما سبب صدمة له، فاتجه "غانم" بعدها مع جورج سيدهم للتمثيل في عدة مسرحيات، منها "جوليو وروميت"، و"المتزوجون" و"أهلا يا دكتور".

فوازير رمضان

وظهر سمير غانم، في ثوبٍ مختلف ومميز، مع بداية الثمانينيات، حين قدّم فوازير رمضان، وتُعتبر تلك الفترة من أهم الفترات في حياته الفنية، إذ حقق من خلالها نجاحاً كبيراً، وجسد فيها شخصيات كوميدية من وحي خياله، تحمل اسم "سمورة وفطوطة"، وهي الشخصيات التي يرتبط بها الجمهور حتى الآن.

العمل الأخير

كان آخر أعمال سمير غانم، مسرحية "الزهر لما يلعب" التي قدّمها عام 2020، مع الفنانين شيرين، ورضا حامد، وإيمان السيد، ومنير مكرم، والمؤلف أحمد الإبياري، الذي تعاون معه في كثير من الأعمال، أبرزها مسرحية "دو ري مي فاصوليا".

ونافس سمير غانم عمالقة المسرح، وأصبح واحداً من أهم رواده، بعد ما قدم مجموعة كبيرة من المسرحيات منها "فارس بني خيبان"، و"جحا يحكم المدينة"، و"أنا ومراتي ومونيكا"، و"بهلول في استنبول"، و"أخويا هايص وأنا لايص".