"مطبوعات القاهرة".. 150 فناناً يعرضون تاريخ مصر فى 500 ملصق

جانب من البوسترات المشاركة في معرض "مطبوعات القاهرة" - الشرق
جانب من البوسترات المشاركة في معرض "مطبوعات القاهرة" - الشرق
القاهرة-أماني السيد

افتتح جاليري "كايروبوليتان" بالعاصمة المصرية القاهرة، الاثنين، معرض "مطبوعات القاهرة"، بمشاركة 150 فناناً من مصر وخارجها، لعرض ما يقرب من 500 بوستر تكشف عن ثراء المشهد الجرافيكي المصري والإقليمي.

ويستمر المعرض، الذي يقام للعام الثاني على التوالي لمدة أسبوعين، وتتوزع قاعات العرض بين 3 أماكن هي جاليري "كايروبوليتان" بمنطقة "غاردن سيتي" بالقاهرة، والمعهد الفرنسي بالمنيرة، والمعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية، ويأتى تنوع أماكن العرض حفاظاً على قواعد التباعد الاجتماعي فى ظل جائحة كورونا.

الحياة اليومية

وجاءت فكرة المعرض نتيجة تضافر المطبوعات في القاهرة مع الثقافة البصرية، إذ تعد جزء أساسياً من الحياة اليومية في مصر، خاصة شوارع القاهرة كإحدى أبرز ملامح المدينة، حيث تتنوع الملصقات المعروضة بين ملصقات مصممة للأفلام، وألبومات الموسيقى، والمعارض الفنية، واللوحات الإعلانية، وواجهات المحال.

ويعد استخدام المطبوعات باعتبارها واحدة من أشكال الفنون أمراً ليس جديداً، لكنها نجحت أخيراً في اكتساب مكانة خاصة لها في المجالات الآخرى، مثل السينما والفنون البصرية والموسيقى وحتى النشر.

4 أجيال

 وقال موقع "كايروبوليتان" عن تنظيم المعرض: "أطلقت (كايروبوليتان) دعوة مفتوحة هذا العام لترحب بأعمال من مصممي الجرافيك والفنانين البصريين الذين يرغبون في أن تكون أعمالهم جزءاً من مجموعتنا من المطبوعات، في محاولة لكسر الحواجز باستمرار وتوسيع الدوائر المعتادة".

ويهدف المعرض إلى تتبع أحدث الإصدارات من الفنانين الراسخين والناشئين وجمعها في مساحة واحدة، من خلال الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الفنانين والمصممين، خاصة أولئك الذين يعرضون أعمالهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يجمع المعرض أعمالاً من تصميم وتنفيذ 4 أجيال مختلفة ومتتالية لفنانين ومصممين ينتمون إلى خلفيات متنوعة، بهدف توفير مساحة مخصصة لعرض أعمالهم.

موضوعات مختلفة

وتتناول البوسترات المعروضة، موضوعات مختلفة، منها بوسترات أطفال، وخط عربي، ورسم يدوي، ورسم رقمي وغيرها.

وقالت منة أحمد، إحدى المشاركات في المعرض (20 عاماً)، إنها قدمت للمشاركة في البداية لعرض 3 بوسترات، تم قبول 2 منها للعرض، موضحة أن الملصقين يحملان عنوان "حقيقي جداً" وهو عنوان أغنية أميركية، حولت كلماتها ولحنها إلى صور مرئية باستخدام الرسم بالحبر وتعديلها بالبرامج التقنية الحديثة.

وأضافت أحمد لـ"الشرق": "كان هذا تكليفاً حيث أدرس في الجامعة الألمانية بالقاهرة، وفكرتهما مستوحاة من تحويل أغنية إلى صورة".

وقال المهندس المعماري، عمرو موسى، إنه يشارك في المعرض بـ"ديجتال آرت بوستر"، يحمل عنوان "أقرب إليه من حبل الوريد" وهو جزء من الآية 16 من سورة "ق" من القرآن الكريم، بالاعتماد على تحويل جملة مكتوبة بالخط العربي إلى عمل مرئي.

وأضاف موسى لـ"الشرق": "التجربة تعد فرصة جيدة لمصممي الجرافيك لتحويل أعمالهم إلى مطبوعة بدلاً من عرضها على الشاشات فقط، وكذلك للجمهور حال تفضيله اقتناء العمل والاحتفاظ به".

بوستر
بوستر "أقرب إليه من حبل الوريد" في معرض "مطبوعات القاهرة" - الشرق

 "القاهرة من أعلى" كانت فكرة الفنانة التشكيلية ورسامة كتب الأطفال، بسنت أشرف، في البوستر الذي شاركت به في المعرض، وهو عبارة عن طائر عملاق يقفز فوق المباني كأنه يراها من أعلى، موضحة لـ"الشرق"، أنها أرسلت 10 أعمال مرسومة يدوياً، اختار المعرض واحدة فقط.

وأضافت أن "المعرض لفت انتباهها إلى إمكانية تحويل أعمالها إلى منتجات أخرى مطبوعة أو استخدامها بأكثر من طريقة"، مشيرة إلى أن "اقتناء العمل الفني بشكل مختلف أصبح هدف الكثير من الجمهور".

بوستر
بوستر "أنط النطة" في معرض "مطبوعات القاهرة" - الشرق

 من فرنسا للعالم

وقال الفنان التشكيلي والناقد الفني وعضو مجلس إدارة صالون الخريف الثقافي بباريس، عبد الرازق عكاشة، إن "وجود معرض عن فكرة البوستر ليس جديداً، إذ تقام في أوروبا معارض لهذه الفنون".

وأضاف لـ"الشرق": "فن الملصقات يتسم بالدلالة على طرق معيشة وتفكير الناس في كل عقد زمني، إذ تعطى البوسترات دلالة عن ذوق الجمهور وطرق تعامله مع الألوان والعلاقة بين المجتمع والشارع والمواطن".

وتابع عكاشة: "يجب أن تتوافر في العمل عدة شروط حتى يمكن تصنيفه ملصقاً، منها تقديم ملامح تاريخية، ومشاعر سواء سعادة أو انتفاضة وغضب حال استخدامه في أفكار سياسية، أو لرفض عادات وسلوك".

وأشار إلى أن "فن الملصقات، المعروف في أوروبا بـ(الأفيش)، يحظى بأهمية تاريخية منذ ظهوره عام 1866 على يد فنان فرنسي صمم أكثر من ألف ملصق دعاية لأحد المنتجات، وغزت الملصقات العالم منذ ذلك الوقت، وتمت طباعتها بأشكال مختلفة، على الحجر، والزنك، والخشب والقوالب النحاسية".

اقرأ أيضاً: