لمناسبة الذكرى المئوية الثانية لميلاد الروائي الروسي فيودور دوستويفسكي، التي تصادف هذا العام، واعتمدته اليونسكو "سنة دوستويفسكي"، صدر عن دار «بلومزبري» البريطانية، كتاب "دوستويفسكي عاشقاً.. حياة حميمة"، للروائي أليكس كريستوفي.
ويتناول الكتاب سيرة صاحب "الجريمة والعقاب" و"الأخوة كرامازوف" و"الأبله" وغيرها من الروايات العظيمة، من علاقته مع المرأة المتزوجة ماريا إيسايفا، التي رفضت الزواج منه في البداية، لكنهما تزوجا بعد موت زوجها، غير أنه كان زواجاً تعيساً، إذا أصيب دوستويفسكي بالصرع في ليلة الزواج.
ثم يتناول المؤلف علاقته مع بولينا، شبه المعتوهة، ابنة أحد الأقنان، ولم تجلب له هذه العلاقة سوى الشقاء أيضاً. ولم يعرف دوستويفسكي السعادة إلا مع زوجته الثانية آنا، التي وقفت إلى جانبه رغم إدمانه لعب القمار، وبيعه أثاث البيت أحياناً لسداد ديونه.
الكتاب لا يتوقف فقط عند ذلك، بل يتناول حياة هذا الروائي، الذي يعد واحداً من أعظم الروائيين عبر العصور الأدبية، ابتداءً من ميوله الثورية في شبابه الأول، حين نفي إلى سيبريا، وتعرض لعملية "إعدام زائف"، عام 1854. كتب عنها لاحقاً في روايته "الأبله".
بكلمة واحدة، كانت حياة دوستويفسكي كلها شقاء. لكنه كان يؤمن بأن الشقاء والمعاناة يمنحان قيمة للوجود. يقول: "المعاناة والألم دائماً مقدران على أصحاب العقول الكبيرة والقلوب العميقة".
وإضافة إلى كل ذلك، عانى دوستويفسكي قصر النظر ومرض الصرع، والبواسير والتهابات المثانة، وتوفي في التاسعة والخمسين من العمر، بعدما حقق إنجازات روائية هائلة واعتبر بطلاً قومياً، وتعلق به الناس.
وخارج روسيا، كتب عنه فرويد، المدين له كثيراً في علم النفس كما صرح هو نفسه مرة، ووصفه جيمس جويس بأنه "الرجل الذي خلق النثر الحديث، وأوصله إلى مكانته الحالية".
المعروف أن دوستويفسكي لم يكتب سيرته، لكن كتاب أليكس كريستوفي، قد يعوض عن ذلك، إذ قدم كتاباً غنياً جمع فيه 400 مادة لها علاقة بجوانب من سيرة حياة دوستويفسكي، إضافة إلى اقتباسات من رسائله ودفاتر ملاحظاته ومقالاته المنشورة في المجلات.