قمة باريس تسخّر الذكاء الاصطناعي لحماية تراث العالم من الحروب

القصر الكبير في باريس - iconem.com
القصر الكبير في باريس - iconem.com
دبي-الشرق

تمخضّ عن القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، التي عقدت في باريس بمشاركة 61 دولة، هيئة جديدة تضم عمالقة التكنولوجيا، تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في حماية مواقع التراث والآثار الرئيسية، وإنشاء حلول تكنولوجية مبتكرة لرصد وتوثيق التراث المهدد بالانقراض.

وأطلقت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، الثلاثاء، "HeritageWatch.AI"، وهي هيئة مستقلة غير ربحية، تضمّ أربع منظمات هي: planet وALIPHFoundation وiconem وMicrosoft.

 وأعلنت داتي أنه "سيتم تزويد مواقع التراث الثقافي بأدوات جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي، للمساعدة في حمايتها من الحروب والكوارث الطبيعية".

المؤسسون الأربعة

الؤسسون هم شركة النمذجة ثلاثية الأبعاد "Iconem"، ومزوّد صور الأقمار الصناعية "Planet Labs PBC" أسسها ثلاثة علماء من وكالة ناسا، ومجموعة التراث الثقافي الحكومية الدولية، ومؤسسة "Aliph" (التحالف الدولي لحماية التراث)، ومايكروسوفت.

تتمثّل مهمة اللجنة الرباعية في توفير معلومات في الوقت المطلوب لقطاع التراث، من خلال جمع صور الأقمار الصناعية عالية الدقة التي التقطها أسطول "Planet Labs PBC" المكوّن من 200 قمر صناعي في المدار.

إمبراطورية قرطاج أو Lepcis Magna القديمة في ليبيا
إمبراطورية قرطاج أو Lepcis Magna القديمة في ليبيا - iconem.com

 سيتم بعد ذلك استخدام هذه الصور بواسطة "Iconem"، لإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد لكل موقع تراثي. وسوف يقوم مختبر مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي بتحليل بيانات المناخ، وتحديد المجتمعات الضعيفة المعرّضة لخطر الحرارة الشديدة، والفيضانات وارتفاع منسوب مياه البحر. 

وسوف تستخدم شركة "Aliph" ومقرّها جنيف هذه المعلومات لمواصلة مساعدة الهيئات التراثية عند وقوع الكوارث.

وقدّمت "أليف" منذ إطلاقها عام 2017، منحاً بقيمة 100 مليون دولار لأكثر من 500 مشروع تراثي حول العالم، من بينها متحف سرسق في بيروت، الذي تلقى 500 ألف دولار بعد فترة وجيزة من انفجار المرفأ عام 2020. وتمّ استخدام الأموال لحماية السلامة الهيكلية للمتحف.

كما قدّمت دعماً للعديد من المتاحف والمكتبات والمواقع التراثية في أوكرانيا، عقب الغزو الروسي عام 2022.

مدينة الموصل العراقية
مسجد النوري في مدينة الموصل العراقية - iconem.com

 

التنبوء بالمخاطر

وقالت "أليف" في بيان:  إن "HeritageWatch.AI" مصمّم لتمكين قطاع التراث الثقافي من التحرّك نحو نهج قائم على التنبؤ، وتحديد المناطق المعرّضة للأزمات، وتنفيذ تدابير لتخفيف الأضرار قبل وقوع الكوارث".

وقالت هيئة التراث، "إن المشروع يهدف إلى ملاحظة التأثير التدريجي للتصحّر على العمارة الترابية في منطقة الساحل، أو ارتفاع مستويات سطح البحر للتراث الساحلي، أو عواقب الإعصار على المواقع القديمة".

أضافت: "وبالمقابل، سيكون لدى منظمات مثل "Aliph"، أدوات أكثر قوّة يمكنها من خلالها دعم المجتمعات المتضرّرة قبل أن تتعرض لأزمة. ومع شركائها على الأرض، يمكنها وضع خطط لحماية وتأمين التراث الثقافي، وتحديد ومرافقة مشروعات إعادة التأهيل الأكثر صلة".

وقامت مايكروسوفت بضخ مبلغ أولي قدره مليون دولار في المشروع على مدى أربع سنوات، فضلاً عن 750 ألف دولار من "الخدمات العينية”. وقد قدمت "أليف" مبلغ 250 ألف دولار.

وقال مدير التراث العالمي في اليونسكو، لازار إيلوندو أسومو: "في حالة وقوع كارثة عادة، نواجه صعوبة في الوصول إلى البيانات في الوقت المناسب، في الموقع المتضرر، وهذا البرنامج سيمنحنا الوصول إلى البيانات والمراقبة في الوقت الفعلي، فضلاً  عن القدرة على التنبؤ، حتى نتمكن من تطوير استجابات أكثر قوّة وسرعة".

تصنيفات

قصص قد تهمك