"مَكننة".. توطيد علاقة الفنان العربي بالتكنولوجيا

معرض "مكننة" في مركز فنون الدرعية في الرياض. 22 أبريل 2025 - الشرق
معرض "مكننة" في مركز فنون الدرعية في الرياض. 22 أبريل 2025 - الشرق
الرياض-الشرق

افتتح مركز الدرعية لفنون المستقبل، معرضه الفني الثاني "مَكننَة: أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي"، بالتنسيق المشترك بين التشكيليين والقيّمين الفنّيَين، هيثم نوار وآلاء يونس، وذلك في مقر المركز  في الرياض.

يقدم المعرض تاريخ فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي، عبر أكثر من 70 عملاً فنياً، بمشاركة 50 فناناً من الروّاد العرب في هذا المجال.

يستلهم عنوانه من الكلمة العربية "مَكْنَنَة"، التي تعني إحالة العمل إلى الآلة، أو أن تكون جزءاً منه، ليطرح تساؤلاً جوهرياً حول كيفية تعامل الفنانين العرب مع التكنولوجيا، وكيف أعادوا صياغتها في قالب إبداعي، يتمحور حول الاحتياجات الرقمية، ومنطق الآلة، وصولاً إلى حفظ الذاكرة، والبيئات التخيلية. 

الفنان العربي والتكنولوجيا

وأوضحت القيّمة الفنية على المعرض آلاء يونس لـ"الشرق"، "أن الفكرة تدور حول التنقيب في القرن العشرين، عن تجارب الفنانين العرب في استخدام تكنولوجيا عصرهم، فالمعرض يضم أعمالاً تعود إلى عام 1923، بينها فيلم أنيميشن مصري عُرض سابقاً في المقاهي وليس في صالات السينما، إضافة إلى تجارب رقمية رائدة في الثمانينات مثل أعمال الفنانة سامية حلبي".

كما أشارت إلى أن المعرض يركز على كيفية تفاعل الفنانين مع التكنولوجيا المتاحة لهم، كل حسب موقعه وزمانه، موضحة أن اختيار اسم "مكننة" جاء من إحالة العمل إلى الآلة.

فنانون وتجارب

يشارك في المعرض فنانون من دول عربية عدّة، وتُعرض الأعمال المختارة ضمن 4 محاور رئيسة هي: المكننة، الاستقلالية، التموجات، والغليتش، وهي موضوعات تتقاطع فيها الهموم الفنية المتكررة عبر الأجيال، والجغرافيا، والأنماط التكنولوجية.

فرصة نادرة

الفنان الأردني رائد إبراهيم اعتبر أن تركيز المعرض على الفنون المرتبطة بالتكنولوجيا وفنون المستقبل، "هو ما يتقاطع مع طبيعة بعض الأعمال التي أقدّمها، حيث أستخدم المكوّنات الإلكترونية والميكانيكية لإنتاج أعمال فنية متحركة، مثل عملي المعروض بعنوان (مشوش)".

عمل بعنوان
عمل بعنوان (مشوش) للفنان الأردني رائد إبراهيم - الشرق 

مركز جذب للفنون المعاصرة

 اعتبر الفنان العُماني حسن المير، أن هذا النوع من الفعاليات "يمثّل إضافة ضرورية لمشهد الفنون في المنطقة العربية"، مشيراً إلى أن عمله المعروض، يتناول تحولات أنماط الحياة في منطقة الخليج، وتأثيرها على المجتمع والعمارة، حيث هجر كثير من الخليجيين بيوتهم التقليدية وانتقلوا إلى المدن الحديثة".

أضاف: "الرياض اليوم أصبحت نقطة جذب للفنون الحديثة، ليس فقط في مجال الفنون البصرية، بل في مختلف الإبداعات الثقافية والمعمارية، هناك نهضة شاملة أراها جزءاً من مشروع متكامل للحياة المعاصرة".

عمل بعنوان
عمل بعنوان " هل رأيتموني بأم أعينكم؟" للفنان الفلسطيني شادي حبيب الله - الشرق

حراك ثقافي ورافد اقتصادي

وأشار الصحافي الفني السعودي عبدر الرحمن الناصر، إلى أن هذا النوع من الفعاليات "يسهم في تعزيز السياحة الثقافية، وأن هذه المعارض ليست مجرد منصات للعرض، بل هي فضاءات للتفاعل الثقافي وتبادل الخبرات وتعزيز الشراكات الإبداعية على مستوى المنطقة والعالم".           

وأكد أن المملكة أصبحت "وجهة للفنانين من العالم العربي والعالم أجمع، ليس فقط في الفنون البصرية، بل أيضاً في السينما والفنون الأدائية والموسيقى، وتأسيس بنية تحتية قوية للثقافة والفنون، مثل استوديوهات الإنتاج والمعارض المتخصصة، ينعكس بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني".

أحد الأعمال المشاركة في المعرض
أحد الأعمال المشاركة في المعرض

برنامج ثقافي متنوع

يصاحب المعرض برنامج يتضمن ندوات حوارية، وعروضاً أدائية وأفلاماً، وورش عمل متخصصة، لتعزيز التفاعل المباشر مع الفنانين والمفكرين في مجال فنون الوسائط الجديدة.

يذكر أن مركز الدرعية لفنون المستقبل، هو إحدى مبادرات وزارة الثقافة السعودية، وهو أول مركز يعنى بفنون الوسائط الجديدة والفنون الرقمية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

تصنيفات

قصص قد تهمك