إحدى عشرة محافظة تشكّل التقسيم الرئيسي لسلطنة عُمان، وتحت كل محافظة "ولايات" يصل عددها إلى 61 ولاية.
لكن المحافظات العُمانية ليست تقسيماً إدارياً بالنسبة للسلطنة وحسب، بل تشكّل موضوعاً لاحتفال سنوي، اختارته الوزارات المعنية، كي يواكب معرض مسقط الدولي للكتاب.
هكذا تحتفي عُمان بمحافظة من محافظاتها الـ11 كل عام، وتُبرز خصوصيتها وتطوّرها الثقافي، وتراثها المتنوّع، المرتبط بتداخل حدود السلطنة مع حدود السعودية والإمارات واليمن جنوباً، ومضيق هرمز شمالاً، وبحر العرب شرقاً.
يتجاوز معرض مسقط للكتاب فكرة عرض الإنتاجات الأدبية واستعراض الفعاليات، نحو تجديد الاهتمام بالمدن الفرعية، المرتبطة عضوياً بقلب مسقط، والمندمجة سوسيولوجياً بفعل سياسات الدولة المدروسة، ولذلك تحلّ محافظة "شمال الشرقية"، ضيف شرف المعرض هذا العام في دورته الـ29.
التنوّع الثقافي شعار مسقط
يحمل معرض مسقط للكتاب، الذي انطلق اليوم الخميس، شعار "التنوّع الثقافي ثراء للحضارات العالمية"، وشكّل حضور صاحب السموّ الشيخ سلطان القاسمي، حاكم الشارقة، مفاجأة افتتاح المعرض، إذ وقّع مجموعته "البرتغاليون في بحر عُمان" المؤلفة من 21 مجلداً، والصادرة عن منشورات القاسمي.
افتتح المعرض فعالياته بحضور محافظ شمال الشرقية محمود بن يحي الذهلي، ومدير المعرض أحمد بن سعود الرواحي، الذي تحدث عن أهمية هذا الحدث الثقافي في السلطنة، وعن خريطة الفعاليات التي تتوزّع على 84 جلسة حوارية، و15محاضرة ثقافية، و13 أمسية شعرية، و23 ندوة فكرية وأدبية، وأربع فقرات موسيقية، وثماني ورش عمل، وأربعة تكريمات لكتّاب ومثقفين، و16 حفل إطلاق كتاب، فضلاً عن 44 فعالية فنية في "ردهة الفنون".
شيخة المحروقي وإدارة الإعلام الخارجي
وتحدثت شيخة بنت أحمد المحروقي، مدير عام الإعلام الخارجي في سلطنة عُمان، لـ"الشرق"، عن دور الإعلام في معرض مسقط للكتاب، فقالت: "من ضمن أعمال المسؤولين في الإعلام الخارجي، تنظيم مراكز إعلامية مصاحبة للأحداث الثقافية الكبرى في البلاد، وشعار المعرض هذا العام يحمل أهمية خاصة، تتعلق بالآخر المختلف، ومن الضروري أن يتذكره الناس في هذه الفترة من تاريخنا تحديداً، بهدف احترام اختلافاتنا، وأفكارنا المتعددة، ورؤانا، وهذا مهم جداً في التظاهرات الإعلامية".
أضافت: "وجود المركز الإعلامي، هو فرصة لدمج الحضارات مع بعضها، وخصوصاً أن عُمان تجمع جنسيات مختلفة، وتتقاطع مع حدود عدّة، والتعرّف والتماهي الثقافي والحضاري هو الفرصة الأسمى لنا في المركز الإعلامي، ويأتي بعدها الجزء الروتيني من العمل، وهو التغطية وصناعة القصص الإخبارية".
وتحدثت المحروقي عن البرنامج المصاحب الذي ينظمه في المركز الإعلامي، ممثلاً بالإعلام الخارجي، "إذ نعرّف فيه الإعلاميين العرب والأجانب على الصورة الحضارية للسلطنة، من خلال زيارات ميدانية لأبرز مرافقنا الثقافية والفنية والسياحية، مثل وزارة الإعلام، ودار الأوبرا، ومتحف عُمان عبر الزمن، والجبل الأخضر".
وأشارت إلى أن اللقاءات مع المعنيين في الثقافة والأدب، تتيح للإعلاميين التعرّف على شخصيات مهمة، وتكوين انطباعاتهم عن البلاد، مثل رئيس مركز جائزة السلطان قابوس للثقافة والأدب، والقيّمين على معهد السلطان قابوس لتعليم العربية للناطقين بغيرها، وهذا صرح علمي وحضاري مهم.
تشارك في معرض مسقط للكتاب 674 دار نشر من 35 دولة، منها 640 تشارك بشكل مباشر و34 عن طريق التوكيلات، فيما يبلغ إجمالي العناوين والإصدارات المُدرجة في الموقع 681041 عنواناً، منها 467413 كتاباً عربيًاً، و213610 كتب أجنبية، فيما بلغ عدد المجموعة العُمانية 27464 كتاباً، وعدد الإصدارات الحديثة التي طُبعت بين 2024 و2025 نحو 52205 كتب.
السعودية وعُمان نموذجاً
ويستضيف معرض مسقط للكتاب "الأيام الثقافية السعودية"، التي ستشهد ندوات وأمسيات شعرية أبرزها: "الواقعية السحرية: السرد الخليجي الحديث"، للكاتب وليد قادري، و"الحِرف اليدوية في الثقافة الخليجية (السعودية وعُمان) أنموذجاً، للكاتب سليمان السحيباني، "المواقع الأثرية في السعودية وعُمان: كنوز الماضي ورهان المستقبل"، للدكتورة حصة الشمري.
كما تشمل الفعاليات، "المسرح التجريبي بين كسر القواعد وخلق لغلت جديدة"، للدكتورة أمل التميمي، "القصة القصيرة جداً فن الاقتصاد اللغوي ورحابة المعنى"، للدكتورة حمده العنزي، "الأزياء التقليدية الخليجية في الأدب والفن"، للدكتور صلوح الحربي، "شعراء المهجر الجدد.. تجربة الشعر العربي في الشتات"، للدكتور طنف العتيبي، وأمسية شعرية للشاعرة تهاني صبيح.