ينشغل العُمانيون بتحويل الرواية المحلية إلى أفلام سينمائية، بعد أن حقّق الأدب العُماني نجاحاً عالمياً، وحاز جوائز مرموقة، مثل "بوكر" وغيرها.
وتنشط الجمعية العُمانية للسينما في "أفلمة" السرد المحلي، وهو ما أعلنت عنه ضمن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب الـ29، خلال جلسة بعنوان: "تحويل الرواية العُمانية إلى أفلام سينمائية"، أقيمت في مركز المعارض والمؤتمرات.
ناقشت الجلسة الخصائص السردية والجمالية في الرواية العُمانية، التي تؤهلها للمعالجة السينمائية، والتحديات الفنية في تحويلها إلى مشهد بصري، والعلاقة بين المؤلف والمخرج وكاتب السيناريو.
وقال مدير المهرجان عمار آل إبراهيم في الافتتاح "نحن هنا اليوم لنعبر عن اهتمامنا بالفن والسينما، ولنستكشف الفرص المتاحة لاستثمار هذا الفن الذي يمتلك القدرة على تحقيق التغيير ونشر الوعي، والتعبير عن الهوية الوطنية والعربية، وتوظيفه بشكل جيد في المجتمع".
نائب رئيس الجمعية العُمانية للسينما، أنور بن خميس الرزيقي قال: "إن الرواية العُمانية تمتلك حسّاً بصرياً عالياً، وتسرد تفاصيل البيئة والمكان، وهذا يمثّل أهمية كبرى في تحويل الرواية إلى سينما، فالمخرج يبحث عن شخصيات مهمّة ومؤثرة ومعقّدة، فضلاً عن الأحداث المتشابكة والمناطق غير المألوفة في السرد".
وأكد أن سلطنة عُمان "تمتاز بتنوّع وثراء ثقافي وتاريخي، وهو ما يُسهم في نجاح صناعة السينما بشكل كبير". وأشار إلى أن الأفلام القصيرة في سلطنة عُمان، "تتميّز بإنتاج عالٍ، وهي حازت على جوائز عدّة على المستوى المحلي والدولي، كما لاقت الأفلام الروائية والوثائقية ترحيباً وتميّزاً".
وتحدث نور الدين بن موسى الهاشمي، كاتب ومؤلف مسرحي، عن تحويل القصة إلى دراما لها بنية معينة من الأحداث المتطوّرة والمتداخلة بوجود الشخصيات الرئيسة والثانوية والعقدة والحل وعنصر التشويق.
ولفت إلى أن القصة العُمانية "واعدة واستحقّت مكانتها على المستوى العربي والعالمي، ويمكن تحويلها إلى دراما كأفلام ومسلسلات؛ فهي لا تقتصر على الترفيه وإنما لها أهداف اقتصادية وثقافية، وتسهم في طرح قضايا المجتمع".
وكان مهرجان مسقط السينمائي الدولي انعقد في دورته الحادية عشرة، في مارس 2025 تحت شعار "عُمان المتجددة".
تجدر الإشارة إلى أن السينما العُمانية لها دور فاعل في التعريف بالتراث العُماني الغني والتنوّع الطبيعي والثقافي التي تتميّز به السلطنة، وتعزّز الترويج للسياحة الثقافية.
الأيام الثقافية السعودية
شهدت فعاليات الأيام الثقافية السعودية التي يستضيفها معرض مسقط للكتاب، جلسة حوارية بعنوان "المواقع الأثرية في السعودية وسلطنة عُمان: كنوز الماضي ورهان المستقبل"، تناولت أهم المواقع الأثرية التي تميّز بها البلدان ثقافياً وتاريخياً، والتي تشكل مدخلاً لفهم الهوية الثقافية للمنطقة.
وأكدت الدكتورة حصة الشمري، أستاذة الآثار والمتاحف في جامعة الأميرة نورة السعودية، أن سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، "تأتيان في مقدّمة دول الخليج العربي التي تحتضن تنوّعاً لافتاً في المواقع الأثرية، يعود بعضها إلى العصور الحجرية والبرونزية، ويمتدّ للفترات الإسلامية المتأخرة، ما يؤكد استمرارية التطوّر الحضاري لهذه البقعة الجغرافية عبر آلاف السنين".
وأشارت إلى إن منطقة الخليج العربي، "تعدّ من أغنى المناطق في العالم التي تحظى بالتراث الأثري والتاريخي، نظراً لموقعها الجغرافي والحيوي والاستراتيجي، وكانت ملتقى للحضارات من خلال القوافل التي تركت بصماتها المتنوّعة، سواء في العمارة أو الفنون أو الكتابة".
واستعرضت الشمري أبرز المواقع الأثرية في السعودية وسلطنة عُمان، ومن بينها منطقة حائل في شمال المملكة، التي تضم العديد من الفنون الصخرية، وواحة الأحسام التي تمّ تسجيلها عام 2018 كأحد الواحات القديمة، وحمى نجران وهي مكان تجمع النقوش المكتوبة، ومحمية كاشت التي تعد أوّل موقع تراثي طبيعي في السعودية.
كما ذكرت موقع "الفاو" في وادي الدواسر، الذي يعتبر تجربة حيّة للتعرف على أساليب البناء القديمة للأسواق والمعابد والآبار والرسوم الجدارية، وسمّي بهذا الاسم لأنه يقع على فوهة وادي.
واستعرضت أبرز المواقع الأثرية في سلطنة عُمان ومنها، موقع بات والخطم والعين في ولاية عبري بمحافظة الظاهرة، التي تعود للعصر البرونزي، وتضم مدافن دائرية الشكل تسمى بمدافن خلايا النحل، وحصن بهلاء، الذي يحمل تصميماً دفاعياً وأسواراً، فضلاً عن الأفلاج التي تشكّل أنظمة الريّ القديمة وتمثل هندسة معمارية متقدّمة.