حصلت جامعة لندن على 160 وثيقة تاريخية لمؤلف رواية "1984" جورج أورويل، أحد أبرز الكُتّاب البريطانيين في القرن العشرين، الذي اشتهر بشخصية "الأخ الأكبر"، وهو الحاكم الغامض للدولة الدكتاتورية، الذي أصبح كمرادف للتعسف في استعمال السلطة وعدم احترام الحريات المدنية.
وقالت جامعة كلية لندن (UCL)، إنها حصلت على أرشيف ناشر مؤلف "1984" الذي يشكّل "قطعة قيّمة من التراث الثقافي لبريطانيا، ويضم مراسلات جورج أورويل، والعقود الأدبية، وتقارير القرّاء المتعلقة برواياته الأولى".
أوروبا الثلاثينيات
تعود الوثائق إلى الفترة بين 1934 إلى 1937، وبحسب صحيفة "الغارديان"، "فإن المراسلات هي أكبر مجموعة من المواد البحثية المتعلقة بالكاتب في العالم. وتشتمل على ملاحظاته حول السياسة في أوروبا في الثلاثينيات، التي ساعدت في تشكيل أفكاره وآرائه".
تتعلق الأوراق بأربعة من أولى أعماله المنشورة وهي: "ابنة رجل الدين"، و"دع الزنبقة تطير"، و"الطريق إلى ويغان بيير"، و"داخل الحوت".
كانت المجموعة تعود إلى ناشره، فيكتور غولانز، الذي أسس واحدة من أبرز دور النشر في القرن العشرين. تمّ الاستحواذ على الشركة من قِبل مجموعة "أوريون"، التي أصبحت جزءاً من "هاشيت"، المملوكة من "لاغاردير"، التي قررت بيع الأرشيف، بسبب إغلاق مستودعها العام الماضي.
وحذرت ليز طومسون، المتخصّصة بتجارة الكتب منذ 35 عاماً، "من فقدان أرشيف لا يقدّر بثمن" عندما سمعت عن توزيعه. كما شعرت بالخيبة، عندما علمت أن أحد التجار باع مراسلات غولانز الخاصة بكتاب أورويل "مزرعة الحيوان" بسعر مئة ألف جنيه إسترليني. وشملت تلك المراسلات رسالة أورويل عام 1944، حيث وصف "مزرعة الحيوان" بأنها "قصة خرافية صغيرة ذات معنى سياسي".
أرشيف مبعثر
وكان ريتشارد بلير، ابن أورويل، اشترى عام 2021، 50 رسالة من أرشيف والده المبعثر، لتقديمها كهدية لأرشيف جامعة لندن، خوفاً من بيعها في السوق قائلاً: "عندها لن يراها أحد مرة أخرى."
تمّت عملية الشراء التي قامت بها جامعة لندن، من مكتبات "جونكرز" النادر، ومكتبات "بيتر هارينجتون" النادرة، بدعم من صندوق التراث الوطني، وصندوق أصدقاء مكتبات الأمم.
وقالت سارة آيتشيسون، مديرة مجموعات (UCL) الخاصة: "إن المجموعة كشفت عن عمليات التحرير وراء أعمال أورويل المنشورة، والقلق القانوني الذي دفعه للتعديلات التي أدخلها على نصوصه".
خزائن المراسلات
وتُظهر الأوراق المتعلقة بكتابه "دع الزنبقة تطير"، إحباطه بسبب التغييرات المطلوبة. وتنازله بتردد: "هذه التعديلات تفسد الكتاب تماماً".
وقال كاتب سيرة أورويل دي جي تايلور: "المراسلات الأدبية هي كنز مهم للغاية من وجهة نظر أورويل وتاريخ النشر.. تمتلك المخطوطات الأدبية عادة سيئة، تتمثل في اختفائها في خزائن الجامعين الخاصين، لتختفي عن الأنظار مرّة أخرى، لذا من الرائع أن يتمكن الجميع الآن من الوصول إليها".
وأعربت البروفسورة جان سيتون، مديرة مؤسسة أورويل، عن دهشتها "لأن الناشر لم يفهم قيمة الأرشيف. وجادلت بأن مثل هذه الأرشيفات الأدبية لا ينبغي توزيعها على الجامعين الذين يريدون "جوائز".
وقال بيل هاملتون، الوكيل الأدبي والمنفّذ لعقار أورويل عن الاستحواذ: "نحن متشوّقون. شيئاً فشيئاً، كل هذه المواد المهمّة لأورويل تجد طريقها إلى جامعة لندن، حيث ينبغي أن تكون حقاً".