"ساعي البريد" الذي يعرف الكثير عن حياتنا

غلاف كتاب 'ساعي البريد' للكاتب ستيفن جرانت - aarp.org
غلاف كتاب 'ساعي البريد' للكاتب ستيفن جرانت - aarp.org
دبي-الشرق

بعد عشرين عاماً من العمل في مجال استراتيجيات التسويق، أصبح ستيفن ستارينغ جرانت، ساعي بريد ريفي، بعد أن تمّ فصله من عمله خلال جائحة كوفيد عام 2020. 

يروي جرانت في كتابه الجديد "ساعي البريد" الصادر عن دار "سايمون وشوستر" 2025، تجربته بعد أن كان خياره الوحيد هو العمل مع فريق خدمة البريد الريفي، إذ فقد عمله وهو في سن الخمسين، وكان مصاباً بسرطان البروستات، ولديه زوجة وابنتان مراهقتان، والأهم أنه كان بحاجة إلى الوظيفة من أجل تأمين صحي.

التحق جرانت ببرنامج البريد التدريبي، لكنه أدرك سريعاً أن الوظيفة تتطلب تعقيدات لوجستية هائلة، وإعداد عدد ضخم من الطرود يومياً.

 يتتبع الجزء الأكبر من السرد الروتين اليومي خلال عام كامل لعمل جرانت الجديد، ويقول بروح الدعابة: "إن أسوأ ما في توصيل البريد ليس الكلاب، على الرغم من تعرّض نحو 5 آلاف ساعي بريد للهجوم كل عام، يموت عدد قليل منهم كل عقد. وخلال التدريب يتعلم عمّال البريد حمل عبوات من بخاخ "هالت" لمواجهتهم". 

غلاف كتاب 'ساعي البريد' للكاتب ستيفن غرانت
غلاف كتاب 'ساعي البريد' للكاتب ستيفن جرانت - aarp.org

يضيف: "كذلك ليس أسوأ ما في الأمر النحل والدبابير، وكذلك العناكب التي تختبئ في صناديق البريد المهملة". فقد شقّ طريقه عبر طرق فرجينيا الفرعية الموحلة، وعلقت يده بالخطأ في عش دبابير.  

ويتابع: "كذلك ليس الأسوأ هو تسلّح الناس بكثرة، إذ يكون هناك احتمال لإطلاق النار عليك. وليس المطر، والثلج والبرد، ولا الحرارة الشديدة في شاحنات البريد غير المكيّفة، ولا الطرود التي تزن 69 رطلاً، ولا معدل الإصابات المرتفع، وخصوصاً في عضلة الكفة المدوّرة".

ويؤكد "أن أسوأ ما في توصيل البريد هو "التغليف" المطلوب قبل انطلاقك كل صباح. تغليف البريد يعني ترتيب كل شيء بعناية (مظاريف، صناديق، مجلات، بطاقات بريدية، الطرود) ليسهل عليك استعادته أثناء التنقل".

يقول جرانت في حديث لصحيفة "نيويورك تايمز": "كل يوم يبني ساعي البريد مكتبة كاملة ويحملها في شاحنة، ثم يوزّعها حسب مسارها. التغليف يتطلب صبراً والكثير من الأربطة المطاطية. إنه أمر مرهق. القيام بهذا العمل بشكل سيء قد يضيف ساعات عمل إضافية إلى يومك".

وعلى الرغم من كل ما يواجهه ساعي البريد، "هناك أمور إيجابية مثل الاطمئنان على الأشخاص الوحيدين"، وهو غالباً ما كان يشعر بأنه يسلّم شيئاً يتجاوز مجرد البريد، "إنه الاستمرارية، الأمان، الحياة الطبيعية. الرفقة".

كما تطرّق الكاتب إلى تفاصيل يومية، مثل مراقبة الناس أثناء تلقيهم البريد، وانتظارهم طروداً محددة، وفرحتهم وغضبهم وحالاتهم الإنسانية كلها.

يقول: "يشعرك توصيل البريد بالجوع، فاكتشفت أن حلوى "سليم جيمز"، كانت الوجبة الخفيفة المفضلة لدى سعاة البريد في المنطقة الريفية".

عام 2020، كان جرانت البالغ من العمر 50 عاماً جالساً في مطار كارولاينا الشمالية، عندما تمّ فصله من عمله عبر الهاتف. كان حينها يشغل موقع خبير في استراتيجيات المستهلكين. ونظراً لانتشار جائحة كورونا، وتشخيص بالمرض، عاد إلى مسقط رأسه في فرجينيا، وتقدّم لسلسلة من الوظائف التي توفر له تأميناً صحياً.

يقول: "كنت أنتظر طائرتي إلى فرجينيا، عندما اتصل بي مديري قائلاً: ستيف، كلانا بالغ، فلا داعي للإطالة في الحديث. كان رجلاً نبيلاً ومحترفاً في هذا المجال، حظيت بشرف العمل معه لسنوات، والآن انتهى كل ذلك، تمّ تسريحي من العمل".

تصنيفات

قصص قد تهمك