100 فنان معاصر "يستنسخون" أعمال فنانين من التاريخ

عمل للفنان الأميركي جيف كونز استنسخه من تمثال روماني قديم من الرخام (1620) وأضاف إليه كرات ملوّنة. (يوليو 2025) - jeffkoons.com
عمل للفنان الأميركي جيف كونز استنسخه من تمثال روماني قديم من الرخام (1620) وأضاف إليه كرات ملوّنة. (يوليو 2025) - jeffkoons.com
دبي-الشرق

قبل نحو عام، تمّت دعوة 100 فنان معاصر بارز من حول العالم، لنسخ روائع فنية من مجموعة متحف اللوفر في باريس، وجاء في الدعوة: "تخيّل نسخة عن عمل أصلي تختاره من مجموعات اللوفر".

ومن بين المشاركين المدعوين لأداء هذا العمل، وفكّ الرموز والتحقيق والفهم، رسامين ونحاتين وفناني فيديو ومصمّمين وكُتّاب، فضلاً عن فنانين مشهورين مثل جيف كونز، وبول مكارثي، وجولي مهريتو، وكاميل هينروت، وكلير تابوريه، وجوليان كروزيه وآخرين.

شكّلت أعمال المدعوين المقلّدة، أساس معرض "الناسخين" في مركز بومبيدو - ميتز، في شمال شرق فرنسا. الذي انطلق في 12 يونيو ويستمر حتى 2 فبراير 2026. 

رئيس البرامج المعاصرة في متحف اللوفر، دوناتيان غراو، أكد أن "هذه العلاقة المُعاصرة بالتراث الفني، فتحت آفاقاً جديدة لمشاهدة الفن العريق"، موضحاً أن المعرض "هو لناسخين أكثر منه لعرض النسخ الأصلية".

وقال: "إن إعادة تفسير التاريخ لا يتعارض مع الابتكار، بل على العكس يغذيه". أضاف: "يشبه المعرض عالماً افتراضياً مدمجاً بالعالم الواقعي، وكل قطعة فنية أُنتجت لهذا المعرض، هي في حوار مع فنانين من جميع العصور".

عمل فني مستنسخ من المعرض
عمل فني مستنسخ من المعرض - centrepompidou-metz.fr

تتداخل في المعرض العصور القديمة بالحديثة، وصولاً إلى القرن التاسع عشر، كما يكشف المعرض عن تعدّد الفترات الزمنية التي تتعايش في متحف اللوفر.

وقالت إدارة بومبيدو: "كان النَسخ جوهرياً في التراث الكلاسيكي. ويعدّ نَسخ أعمال الفنانين العظماء أداة للتعرّف على القواعد والتقنيات والقصص. إن استيعاب خبراتهم وتبنّي إتقانهم، هو سبيل للمعرفة والإبداع الفني، من أكثرها أكاديمية إلى أكثرها معاصرة".

أضافت: "على الرغم من أن العديد من الفنانين العظماء، من ماتيس إلى بيكاسو، نسخوا أعمال فنانين سابقين، إلا أن الفن الحديث يبدو أنه فضّل نهجاً يقلّل من قيمة النسخ، ويستبدل فيه التكرار بالانقطاع، والتصوير بالتجريد، والرسم الحرّ والتخطيط، بزيادة عدد الأشكال الممكنة".

"الحرية تقود الشعوب"

من بين الأعمال المقلّدة، لوحة "الحرية تقود الشعب" لأوجين ديلاكروا (1830)، ولوحة "صورة رجل" لجيوفاني بيليني (1475-1500)، و"طوف ميدوسا" لثيودور جيريكو (1818-1819)، و"محادثة في حديقة" لتوماس غينزبورو (1746-1748). 

عمل فني من المعرض
عمل فني من المعرض - centrepompidou-metz.fr

ابتداءً من عصر النهضة، كان نَسخ التحف الفنية ركناً أساسياً من تدريب الفنانين، إلا أن هذا الاهتمام بدأ يتراجع في أواخر القرن التاسع عشر. لكن يبدو أن مسألة النسخ عادت إلى الواجهة. إذ شهدنا عودة إلى التصوير في الرسم المعاصر، حيث يستعير العديد من الرسامين، زخارف من أعمال الماضي ويبثّون فيها روحاً جديدة. 

كما أن طبيعة النسخ تشهد تحولاً بفضل التكنولوجيا الرقمية: فتكاثر الصورة وتوافرها، وتجريدها، وغياب الوسيط المادي، كل ذلك يُشكّل وسيلة للنسخ. كذلك اتسع معنى النسخ، بدءاً من المسح ثلاثي الأبعاد في النحت، الذي يسمح بنسخ أكثر دقة، وصولاً إلى ألعاب الفيديو ونسخ الحياة في العالم الرقمي".

تجدر الإشارة، إلى أن متحف اللوفر لعب دوراً محورياً في تاريخ النسخ الممتد لقرون، الذي يُعدّ أيضاً تاريخاً للفن في العصر الحديث (من القرن الخامس عشر حتى اليوم).

كما يعدّ اللوفر "كتاب ضخم نتعلم فيه القراءة"، بحسب الفنان بول سيزان، وآخر متحف يضم مكتباً للنسخ، بقي قائماً منذ إنشائه عام 1793، ولا يزال مركزاً أساسياً في ممارسة النسخ في فرنسا والغرب.

تصنيفات

قصص قد تهمك