"أنماط الحياة".. تحية للمنازل المدمرة في فلسطين وسوريا والعراق

تركيب "أنماط الحياة" للفنانة منى شلبي. 1 أغسطس 2025 - situ.nyc
تركيب "أنماط الحياة" للفنانة منى شلبي. 1 أغسطس 2025 - situ.nyc
دبي-الشرق

مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وقصف وتدمير المساكن في أنحاء القطاع، يقام معرض متحفي في مدينة نيويورك، يجمع بين الصحافة والتاريخ الشفوي والفن والعمارة، ويقدّم تحية من نوع آخر للمنازل التي تمّ تدميرها في فلسطين والعراق وسوريا، بأسلحة صُنعت في الولايات المتحدة.

يقام معرض "أنماط الحياة" في ترينالي سميثسونيان للتصميم في متحف "كوبير هويت"، ويستعرض منازل ثلاث عائلات واحدة في غزة، والثانية في الموصل بالعراق، والثالثة في منبج سوريا، دُمّرت جميعها جراء العمليات العسكرية على مدار العقد الماضي.

عملت الصحفية والرسامة منى شلبي، المتخصّصة في البيانات، مع استوديو "سيتو" للهندسة المعمارية، لدراسة جريمة قتل المساكن جراء الحروب.

عمل فني في المعرض للمدن الثلاث
عمل فني في المعرض للمدن الثلاث - situ.nyc

يعدّ هذا المعرض أحد أهم فعاليات "ترينالي سميثسونيان" للتصميم لهذا العام، ويستمر عرضه حتى 10 أغسطس.

من خلال مقابلات مع ناجين وصور أقمار صناعية، أنشأت صحفية البيانات منى شلبي ومؤسسة SITU Research، نماذج للمنازل المدمّرة، وقالت شلبي: "يعتبر المعرض شهادة على مدى أهمية المنازل، ولكنه أيضاً بمثابة تكريم للذكريات والأشخاص الذين عاشوا فيها". 

أضافت: "جزء آخر من المشروع ارتكز على التصوير الدؤوب للأنقاض، لكن الأنقاض تُظهر فقط ما بعد الكارثة، ولا تُظهر ما تمّ فقدانه فعلاً".

ملصق المعرض
ملصق المعرض - dezeen.com

تُعيد النماذج بتفاصيل دقيقة الأبعاد، بناء منازل عثمان وزوجته في منبج، الذي تضرر عام 2016، وباسم وعائلته في الموصل، الذي دُمر عام 2015، وامرأة مجهولة الهوية وابنها في غزة، تمّ تدمير منزلهما عام 2023.

ضمّت هذه المنشآت نماذج مصغّرة لأشياء منزلية، تحاكي ذكريات مادية من المنازل المفقودة: لوحات عائلية على الجدران، وحرف يدوية مشتركة بين الأجيال، وستائر كانت معلقة على الجدران.

من بين المساكن الثلاثة المعروضة، منزل عائلة باسم رازو في الموصل، الذي دُمّرَ بالكامل جراء غارة جوية، بعد أن صنّفه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" خطأ، على أنه مصنع سيارات مفخّخة.

 فقد رازو زوجته وابنته وابن أخيه وشقيقه في الغارات التي استهدفت منزليهما المتجاورين في المدينة. وقال رازو لموقع "Hyperallergic": "كان منزلي مملكتي، وتعرّفت من خلال المدخل الرخامي المميّز، والنوافذ الكبيرة في المعرض على منزلي السابق".

وقال غوري باهوغونا، الباحث في SITU، الذي عمل على المشروع: "هذه المنازل كانت مليئة بحياة عادية جداً، هذا الجوهر الإنساني الدنيوي يمحى في معظم التمثيلات".

من المعرض
من المعرض -dezeen.com

بالنسبة لشلبي "كان إدراج منزل رازو في المعرض محاولة لمنع نسيان حرب الولايات المتحدة على العراق".

نجح هذا المشروع في استعادة عناصر المنازل المدمّرة بشكل شبه متطابق في النموذج، مثل راديو صغير من خمسينيات القرن الماضي ، وخزانة ملابس كانت تزيّن قديمة وغيرها من التفاصيل.

صُوِّرت المقتنيات داخل المنازل برسومات شلبي على قماش حريري شبه شفاف. وقالت شلبي: "للذكريات نوع من الهشاشة. إنها تعيش في نفوس الناجين، ويمكنهم ربطها بنا، ولكن هناك شيء مفقود". 

أضافت: "بالنسبة لي، إحدى طرق التعبير عن ذلك، كانت باستخدام مادة شفافة يمكن رؤية الأشياء من خلالها، ذات خاصية مسامية".

"لا يُمكن محو الذكريات"، هذا ما قاله محمد عثمان، الذي دُمِّر منزله في منبج، في غارة جوية شنّها التحالف بقيادة الولايات المتحدة عام 2016.

 أكثر ما أثّر فيه هو عرض قطعة الخشب المصنوعة يدوياً التي بناها والده، والتي كانت موضوعة في منتصف طاولة غرفة المعيشة. يتذكر أنه رآها ملقاة بين الأنقاض بعد تدمير منزله. كما تضمن نموذج منزل عثمان صوراً عائلية ملوّنة ولوحة لآيات قرآنية.

المنزل الثالث يقع في غزة،  ويمثّل آلاف المنازل الفلسطينية التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، أي ما يُعادل 92% من الوحدات السكنية في غزة، وفقاً لتقرير صادر عن منظمة أطباء بلا حدود في يناير. 

تصنيفات

قصص قد تهمك