أميركا تدخل حرباً ثقافية جديدة ضد الرقابة الحكومية

بيان ضد الرقابو السياسية على المؤسسات الثقافية الأميركية - ncac@ncac.org
بيان ضد الرقابو السياسية على المؤسسات الثقافية الأميركية - ncac@ncac.org
دبي-الشرق

وقّعت أكثر من 150 منظمة ثقافية أميركية، وأكثر من 320 فناناً وعاملاً في قطاع الثقافة، بياناً عاماً مفتوحاً، أكدوا فيه "التزامهم بمقاومة الضغوط السياسية على المؤسسات الثقافية في البلاد"، في إشارة إلى الإجراءات التي تفرضها إدارة ترمب على البرمجيات الثقافية كي تتناسب مع وجهة نظر الرئيس ورؤيته الخاصة للثقافة في البلاد.

وجاء في بيان نشره التحالف الوطني ضد الرقابة (NCAA) على موقعه: "وسط التهديدات المتزايدة للحرية الفنية والفكرية في الولايات المتحدة، يؤكد البيان التزام قطاع الفنون بالاحتفاظ بالاستقلال البرنامجي، ومقاومة ضغوط الرقابة المؤسسية، وهي الطريقة الوحيدة الضامنة، كي ترث الأجيال القادمة مؤسسات ثقافية قوية تحفّز الخيال، وتولد التفكير الحرّ، وتحتضن مستقبلاً جديداً".

أضاف: "إن ممارسة الاستقلالية البرنامجية، هي أمر ضروري للحفاظ على الغرض المؤسسي، والمرونة في مواجهة الضغوط الأيديولوجية، وإذا لم تلتزم المؤسسات بهذا التفويض، فإنها تخاطر بأن تصبح أدوات للدعاية، وتخضع لأهواء من هم في السلطة مؤقتاً".

شعار الحملة التي يقودها تحالف
شعار الحملة التي يقودها التحالف الوطني ضد الرقابة -ncac@ncac.org 

أطلق البيان التحالف الوطني ضد الرقابة، ومركز "فيرا ليست" للفن والسياسة (VLC)، تحت عنوان "الحرية الثقافية تتطلب شجاعة جماعية: بيان على مستوى الأمّة للقيم والمبادئ في مجال الفنون والثقافة". 

وقالت إليزابيث لاريسون، مديرة برنامج الدفاع عن الفنون والثقافة في (NCAC): "تواجه المؤسسات الفنية والثقافية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، سواء تأثّرت بشكل مباشر بالتحوّلات في السياسة، أو سحب التمويل الحكومي منها، ضغوطاً متزايدة على قرارات البرمجة الخاصة بها".

أضافت: "في لحظة الخوف وعدم اليقين هذه، من المهم للمؤسسات الثقافية والعاملين في مجال الثقافة، أن يتصرّفوا بشجاعة، وأن يعيدوا الالتزام بمهامهم، وأن لا ينسوا أسباب قيامهم بالعمل الذي يقومون به. إن التعديل الوقائي للبرامج لاسترضاء الجهات الرقابية الحكومية المحتملة، سوف يؤدي إلى تآكل نزاهة مؤسساتنا الثقافية".

وقالت كارين كوني، المديرة الأولى وكبيرة أمناء (VLC): "مجالنا ككل، بغض النظر عن مصادر التمويل، يحتاج إلى عمل جماعي وشجاعة، ونحن نواجه بيئة من الرقابة المتزايدة والخطاب الانتقامي فيما يتعلق بالفن المنخرط اجتماعياً وسياسياً".

وتابعت: "الثقافة والتنوّع الثقافي هما جوهر الديمقراطية. بالنسبة لكل من المنظمات الخاصة والمنظمات غير الربحية، تتمثّل مهمتنا في الحفاظ على استقلالنا البرنامجي، حتى نتمكن من خدمة الجمهور، وهذا ما تتطلبه الديمقراطية منا".

قائمة ترمب السيئة

وكان البيت الأبيض نشر على موقعه الخميس، لائحة انتقد فيها مجموعة من الأعمال الفنية والعروض، تحت عنوان "الرئيس ترمب على حق بشأن مؤسسة سميثسونيان". كما أدان منحوتات معينة باعتبارها دلالات على السلطة، وهاجم مرة أخرى المتحف الوطني للتاريخ والثقافة الأميركية الأفريقية؛ بسبب عروضه حول "الثقافة المهيمنة للبيض"، ما اعتبره موقع " The art newspaper" بـ"قائمة ترمب السيئة".

وكان ترمب، أعاد تشكيل مركز كينيدي إلى حد أنه مازح بشأن إعادة تسميته بـ"مركز ترمب كينيدي"، كما قامت إدارة ترمب بتسريح العشرات من الموظفين في NEA وNEH وIMLS، وهي الوكالات الثلاث التي توزّع الجزء الأكبر من التمويل الفيدرالي للفنون في الولايات المتحدة، وأعادوا توجيه أموال المنح لدعم أولويات ترمب، بما في ذلك حديقة النحت الوطنية المخطط لها.

تجدر الإشارة إلى أن (NCAC) هي منظمة وطنية غير ربحية، ملتزمة بحماية والدفاع عن التعديل الأول وحقوق حرية التعبير، مع التركيز في المقام الأوّل على الشباب والفنانين والمعلمين والناشطين وأمناء المعارض والصحفيين، وغيرهم ممن يواجهون قضايا الرقابة المباشرة.

تصنيفات

قصص قد تهمك