قدّم وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن فرحان، مقاربة شاملة لتحويل الثقافة إلى رافعة اقتصادية في المملكة. وحدّد في مقال رأي نشرته "الشرق الأوسط"، الخميس، مستهدفات 2030 للقطاع الثقافي في السعودية.
يشكّل هذا القطاع 3% من الناتج المحلي السعودي، و346 ألف وظيفة، و24 مليار ريال صادرات، بالتزامن مع إطلاق "جامعة الرياض للفنون" لتعزيز رأس المال الإبداعي.
وقال: "إن حصيلة النسخة الأولى من مؤتمر الاستثمار الثقافي، عكست شهية متزايدة في السوق، إذ انتهى المؤتمر إلى توقيع 89 اتفاقية بقيمة تقترب من 5 مليارات ريال، وسط مشاركة دولية واسعة من المستثمرين ومديري الصناديق والشركات. شملت إطلاق صناديق تمويل متخصّصة في الأصول الثقافية، والأفلام، والأزياء.
مستهدفات 2030
وكشف وزير الثقافة أن مساهمة القطاع الثقافي تتّجه للوصول إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030، مع خلق أكثر من 346 ألف وظيفة، ورفع قيمة الصادرات الثقافية إلى 24 مليار ريال، وزيادة خرّيجي التخصّصات الثقافية إلى 255 ألفاً.
ترتكز هذه الرؤية على حزمة إصلاحات بدأت بإطلاق وزارة الثقافة عام 2018، والاستراتيجية الوطنية للثقافة، وتأسيس 11 هيئة ثقافية متخصّصة.
وفي تطوّر لافت على صعيد رأس المال البشري، أعلن الأمير بدر خلال المؤتمر إطلاق "جامعة الرياض للفنون" لتكون منصّة تعليمية بحثية متخصّصة، مع طموح للانضمام إلى قائمة أفضل 50 جامعة دولية في الفنون.
بحسب ما أورده الوزير، سجّل القطاع نحو 60 مليار ريال مساهمة في الناتج خلال 2023، فيما تجاوزت استثمارات البنية التحتية الثقافية 81 مليار ريال. وبلغت قوة العمل 234 ألفاً، وعدد الشركات العاملة في الأنشطة الثقافية أكثر من 51 ألف شركة في 2023.
كما تخطّى الإقبال المجتمعي 23.5 مليون زائر للفعاليات الثقافية منذ 2021، متجاوزاً مستهدف 2030 البالغ 22 مليون زائر.
منصّات التمويل والشراكات
وأشار المقال إلى توسّع دور الصندوق الثقافي الذي موّل 150 مشروعاً، بأكثر من 508 ملايين ريال، حتى نهاية الربع الثالث 2025. كما مكّن 1517 رائد/ة أعمال عبر حلول تمويلية وتطويرية، مع هدف تغطية 45% من فجوة التمويل، وضخ 13.8 مليار ريال بالشراكة مع القطاع الخاص.
إلى ذلك، شهد المؤتمر إطلاق صندوق "أصول" الخاص بقيمة 850 مليون ريال لقطاعات الفنون البصرية والأزياء والمحتوى الرقمي. كذلك إطلاق صندوق ثانٍ للأفلام بقيمة 375 مليون ريال، مع منتج تمويلي جديد للقطاع الثقافي بقيمة مليار ريال أعلن عنه الصندوق الثقافي، في خطوة تعزّز حضور رأس المال الخاص، وتستقطب المستثمرين الدوليين.
يأتي ذلك بالتوازي مع اتجاه عالمي يشير إلى أن الصناعات الثقافية والإبداعية تولّد نحو 2.3 تريليون دولار سنوياً، وتمثّل 3.1% من مجموع الناتج المحلي العالمي، بحسب تقديرات الأمم المتحدة/ اليونسكو، التي باتت مرجعاً للسياسات الثقافية في مجموعة العشرين.
سوق السينما نموذجاً
وكشف في مقاله، عن أن استثمارات البنية التحتية السينمائية، تعدّت 3.5 مليار ريال، مع وصول مبيعات التذاكر السنوية إلى نحو 900 مليون ريال. ووفق تقرير هيئة الأفلام، سجّل شباك التذاكر السعودي 845.6 مليون ريال في 2024 (17.5 مليون تذكرة)، بما يوضح الاتجاه الصاعد للسوق.









