أثار اختيار معهد "بانتون" الذي يعدّ مرجعاً رائداً في مجال الألوان، استغراباً في المشهد الثقافي الغربي. إذ أعلن أن لون العام 2026 هو أبيض "راقصة السحاب" 11-4201.
ووصف بانتون اللون بـ"الأبيض الناصع، الذي يرمز إلى تأثير مهدئ، في مجتمع يُعيد اكتشاف قيمة التأمل والاسترخاء، ويسمح للعقل بالتجول والإبداع".
وفيما ربطه بعض المختصين بلوحات فنية من الفراغ، انتقده آخرون لما يرمز إليه من عنصرية سائدة لجهة لون البشرة. ووصفته بعض المواقع الثقافية بأنه لون "مبالغ فيه".
تأثير مهدئ
وقالت لوري بريسمان، نائبة رئيس معهد بانتون للألوان لشبكة CNN: "مع تزايد سيطرة التكنولوجيا على الحياة اليومية، تمثّل "راقصة السحاب" "تأثيراً مُهدئاً في مجتمع مُضطرب، يُعيد اكتشاف قيمة التفكير المتأني والتأمل الهادئ".
وأكدت أن "اسم اللون بالغ الأهمية. وبمجرد أن تسمع اسماً يصف لوناً، تخطر ببالك صورة على الفور".
أضافت: "كلوحة بيضاء تجسّد "راقصة السحاب" رغبتنا في بداية جديدة، اللون يرتبط ببدايات جديدة دائماً".
لاختيار لون العام، يُنقّب فريق المعهد في المراجع الثقافية والسياسية والأسلوبية السائدة، ثم يُحد عائلة ألوان، ويختار منها الدرجة المُحددة - مع إيلاء اهتمام خاص لاسمها أيضاً.
وعلى الرغم من أن معهد "بانتون" يُعرف بتكتمه الشديد على عملية اختياره الدقيقة لألوانه السنوية، يسعى سنوياً منذ عام 1999 إلى "تسليط الضوء على كيفية التعبير عما يحدث في ثقافتنا الشاملة في لحظة ما من خلال لغة اللون".
عام 2024، مثّل لون "موكا موس" المرّة الأولى التي يختار فيها "بانتون" أي درجة من درجات اللون البني منذ عام 1999، عندما أطلقت مبادرة "لون العام". وفي عام 2026، تكرّم بانتون اللون الأبيض بهذه الجائزة الصارخة.
وعقدت صحيفة "نيويورك تايمز" لجنة من أربعة خبراء للنظر في القرار، وتباينت الآراء بين ارتباطه بالثقافة والفن والسياسة.
وتماشياً مع استعارة اللوحة، يكمل "بانتون" شراكاته المعتادة مع علامة "لون العام" بمبادرة جديدة، يقودها فنانون خاصة بـ"راقصة السحاب"، واعداً بتصاميم محدودة الإصدار مع فنانين في جميع مجالات الفن والتصميم".









