أثار تغيير اسم مركز كينيدي للفنون، وإضافة اسم الرئيس ترمب إلى جانبه، جدلاً واسعاً في واشنطن العاصمة. إذ يُعدّ المركز معلماً ثقافياً بارزاً منذ إنشائه وتسميته باسم الرئيس الراحل، الذي تمّ اغتياله وهو في السادسة والأربعين من عمره.
وأعلن البيت الأبيض، الجمعة، أن مجلس إدارة مركز كينيدي، صوّت على تغيير اسم المركز الفني إلى مركز ترامب-كينيدي.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "إن المجلس صوّت بالإجماع على هذا التغيير تقديراً للجهود الجبّارة التي بذلها ترمب خلال العام الماضي لإنقاذ المبنى".
كما هنّأت ليفيت الرئيس الراحل جون إف. كينيدي، وكتبت: "سيكون هذا فريقاً عظيماً حقاً لسنوات طويلة قادمة. ولا شك أن المبنى سيحقق مستويات جديدة من النجاح والفخامة".
وقالت صحيفة "غلوب أند ميل" الكندية: "تجسّد هذه القضية برمّتها الصراع الثقافي الأميركي الذي يدور رحاه في أبرز المراكز الثقافية بالعاصمة".
أضافت: "جاء استيلاء السيد ترمب على النفوذ الثقافي بعد استهدافه مركز كينيدي منذ بداية ولايته الثانية. إذ شنّ حملة تشويه ضد إدارته، وأقال إدارة المركز، ما أدى إلى استقالات جماعية. كما عيّن نفسه رئيساً لمجلس الإدارة، وبرر غيابه الرئاسي غير المعتاد عن مسارح المبنى بقوله: "لم أكن أرغب في الذهاب. لم يكن هناك ما أودّ مشاهدته".
وتحت عنوان "نصب تذكاري لكينيدي؟ أصبح الآن لترمب أيضاً"، كتبت صحيفة "نيويورك تايمز": وُضِع اسم الرئيس ترمب على واجهة مركز جون إف. كينيدي للفنون، ليتحول ما شُيّد كنصب تذكاري حيّ للرئيس الخامس والثلاثين، إلى معلم آخر يحمل علامة ترامب التجارية في العاصمة".
أضافت: "على الرغم من أن السيد ترمب أمضى حياته يضع اسمه على كل شيء- كبيراً كان أم صغيراً - ناطحات سحاب، زجاجات مياه، كازينوهات، شرائح لحم، ألعاب لوحية، فودكا، أناجيل، أحذية رياضية، بطاقات تداول، ربطات عنق، مجلات، طائرة، إلا أن هذه المرة كانت مختلفة. كان هذا نصباً تذكارياً وطنياً لرئيس آخر، اغتيل وهو في السادسة والأربعين من عمره. والآن أصبح الأمر متعلقاً بالسيد ترمب".
وأوضحت الصحيفة أن "سرعة تغيير الاسم أثارت دهشة الكثيرين في واشنطن. كما طُرحت تساؤلات فورية حول شرعية القرار. إذ يُسمى مركز الفنون الأدائية، بموجب القانون مركز جون إف. كينيدي للفنون الأدائية، ومن المتعارف عليه أن سلطة تغيير الاسم منوطة بالكونغرس".
وصرّح ترمب بأنه "متفاجئ" و"مُتشرف" بقرار مجلس الإدارة القيام بذلك نيابةً عنه.
وعبّرت شخصيات بارزة في عائلة كينيدي عن "استيائها الشديد"، بحسب الصحيفة. ونشرت كيري كينيدي، ابنة السيناتور روبرت ف. كينيدي، على موقع (X): "بعد ثلاث سنوات وشهر من اليوم، سأحمل معولاً وأزيل تلك الأحرف من ذلك المبنى، لكني سأحتاج إلى مساعدة في تثبيت السلم. هل أنتم مستعدون؟"
وقال شقيقها كريستوفر كينيدي في رسالة بريد إلكتروني: "هناك فرق بين الإهانة والضرر. هذه إهانة، وهي محاولة لصرف الانتباه عن الضرر الذي يُلحقه ترمب بالفقراء، من خلال تخفيضات برنامج المساعدة الغذائية التكميلية (SNAP)، والرعاية الصحية والتعليم الخاص".
أضاف:" إذا كنا سنُحارب هذه الإدارة، فسنُحارب من أجل الفقراء وليس من أجل أنفسنا فقط".









