رفض الكاتب الكويتي طالب الرفاعي، وصف تكريمه في "معرض الشارقة للكتاب" بـ"المتأخر"، مشيراً إلى أن الكاتب العربي "مهموم" و"تعيس".
وأضاف الرفاعي في تصريحات لـ"الشرق"، على هامش تكريمه بجائزة "شخصية العام الثقافية" في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2021، والتي اعتبرها، "تلامس الجانب الإنساني والفطري"، أن من "البطولة" بمكان أن "تكون كاتباً عربياً".
وتابع: "أنت تكتب وأنت عامل، أنت تكتب وأنت مدرس، وأنت سائق سيارة، الكاتب العربي غير متفرغ، لهذا (هو فعل) بطولة، وبالتالي هو أحوج ما يكون إلى الجائزة، سواء في وضعها التقديري أو وضعها المادي".
وأشار إلى أن "التكريم بجائزة الشخصية الثقافية لا يأتي مفرداً، بل يأتي تتويجاً لمسيرة الكاتب، فمن الطبيعي أن تأتي متأخرة، بل من المفترض بها أن تتريث ليُرى مدى عطاء الكاتب فهناك العديد من الكتاب يبدؤون وينطفؤون بسرعة".
وتابع "الحقيقية لا أعتقد أن الجائزة جاءت متأخرة، وحتى إن جاءت متأخرة، فأن تأتي متأخرة خير من ألا تأتي".
معيار الكتابة
وأيّد الرفاعي في حديثه لـ" الشرق" ما تشهده الساحة الثقافية والأدبية من زخم كبير في الإنتاج الأدبي، واعتبر أنه مؤشر إيجابي "جداً" كما يصف، وقال: "اشتغال الشباب بأجناس الأدب المختلفة والتركيز على الإنتاج الثقافي أمر مفرح، وهو خير من الاشتغال بأمور أخرى سيئة".
واعتبر أن "للكتابة معيار حقيقي لا يخذل أحداً ولا يسمح لأحد بتسلق مكانة لا يستحقها ومالم يكن كاتباً حقيقياً، ولذلك أنا أبارك لكل الكتّاب الشباب فعسى أن يأتي منهم مجموعة تشكل عطاء حقيقياً".
وتحدث الرفاعي عن الكتابة الإبداعية بصفته أستاذاً لمادة الكتابة الإبداعية في الجامعة الأميركية في الكويت، وعن مدى إمكانية تعلمها بشكل حِرفي.
وقال: "ليس هناك مادة في الكتابة الإبداعية تجعل الإنسان يصبح كاتباً، ولكنها تأخذ بيد الموهوب وتمنحه الأساسيات، فكاتب القصة مثلاً يجب أن يعرف العناصر الأساسية للقصة، ونستطيع القول بأن مادة الكتابة الإبداعية هي أداة صقل للموهبة".
تحولات مصيرية
وفي أمسية ثقافية أقيمت على هامش المعرض تحدث الرفاعي عن المحطات التي شكّلت تجربته منذ الطفولة ومراحل الدراسة الأولى وقراءاته المبكرة في الأدب العالمي، مؤكداً أن تجربته الإبداعية كانت حصيلة مراحل مختلفة من القراءات التي غرست في وعيه الشعور بقيمة الكتابة.
كما تطرق للحياة الخاصة للكاتب ومعاناة العزلة والصمت التي تفرضها عليه حالة الكتابة التي يعيشها، وما تحتمله أسرة الكاتب ومحبيه: "حين تختار أن تكون كاتباً عليك أن تعلم بأن كثيرين حولك سيدفعون ثمن هذا الخيار، ثمن مزاجيتك، عصبيتك، عزلتك، ومتطلباتك، صراخك أحياناً، وقلقك وتوترك وأنت تطارد الفكرة، وتسرج خيول الوقت دائماً لأنك على قلق وعلى سفر دائمين".
وأوضح الرفاعي أن الكاتب يعيش دائماً في وحدة، فهو عندما يقرأ يبتعد عن الآخرين، كما يعيش في وحدة أخرى وهي وحدة الكتابة، لأنه أيضاً يبتعد عمن حوله خلال كتابته، لدرجة أن ذلك يشعل الخلاف بيني وبين زوجته التي كثيراً ما تقول له: لماذا تزوجتني وأنت متزوج من الكتابة والقراءة؟".