أعلن الأردن الثلاثاء عن اكتشاف فريق علماء أردني فرنسي موقعاً أثرياً يعود إلى سبعة آلاف عام قبل الميلاد، مرتبطاً بصيد الغزلان وممارسة طقوس دينية يعود إلى العصر الحجري الحديث، في منطقة نائية في البادية في جنوب شرق المملكة الأردنية.
وأعلن وزير السياحة والآثار الأردني نايف حميدي الفايز أن "المنشأة فريدة من نوعها في العالم ومرتبطة بممارسة طقوس دينية".
وأشار البيان الرسمي حول الاكتشاف الذي نقلته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" إلى أن المنشأة تحتوي على "أقدم مجسم معماري بالعالم"، ومصائد حجرية تعود لسبعة آلاف عام قبل الميلاد، إضافة إلى حجرين عليهما شكل بشري بحجم الإنسان الطبيعي تقريباً.
وبدأت المهمة العلمية التي أدت الى هذا الاكتشاف في عام 2012 بمبادرة من المعهد الفرنسي للشرق الأدنى في عمان وجامعة الحسين بن طلال وبتمويل فرنسي أردني مشترك.
ويهدف المشروع الى دراسة التطور المجتمعي في العصر الحجري، ولا سيما بالنسبة إلى تنقل الشعوب في الصحراء.
ومنذ عام 2013، حصلت اكتشافات عدة ضمن المشروع، بينها مصائد حجرية للصيد الجماعي التي تتكوّن من جدران غير مرتفعة من حجارة مرصوفة تمتد لعدة كيلومترات بشكل مدخل متسع من جهة ينتهي بمواقع ضيقة مستديرة كانت تُجمع فيها الحيوانات الواقعة في المصيدة.
وقال البيان إن الاكتشاف يؤكد "ثقافة مجتمع الصيادين خلال العصر الحجري الحديث الذين مارسوا الصيد الجماعي للغزلان باستخدام المصائد الحجرية الضخمة"، مشيراً إلى وجود "مخيمات" قرب المصائد الحجرية.
وأقيم احتفال رسمي مساء الثلاثاء احتفاء بالاكتشاف الذي يضم أيضاً 250 قطعة أثرية متحجرة معظمها من أصول بحرية، ودمى، وأدوات صوانية، ومواقد مرتبطة بممارسة طقوس دينية.
وقالت سفيرة فرنسا لدى الأردن فيرونيك فولاند خلال الاحتفال إن الاكتشاف "يقدم لنا شهادة لا تقدر بثمن عن تاريخ الحياة في الشرق الأوسط وتقاليدها وطقوسها".
وأشارت الى دعم بلادها "نحو 10 بعثات أثرية فرنسية في الأردن".
وقال الفايز خلال الاحتفال "نتطلع مع ظهور الاكتشافات الأثرية الجديدة الى انتعاش مستدام لقطاع السياحة".
ويضم الأردن مواقع أثرية عديدة شاهدة على الأزمنة والحضارات من العصور الحجري والبرونزي والحديدي والبابليون والفرس واليونان والرومان.
وقبل تفشي جائحة كورونا، كان ما يزيد عن خمسة ملايين سائح يزورون الأردن سنوياً.