كلينتون وكاسترو وودي آلن.. رسائل مشاهير العالم لماركيز في معرض

منظر لرسائل الكاتب الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز في معرضه بالمكسيك - AFP
منظر لرسائل الكاتب الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز في معرضه بالمكسيك - AFP
مكسيكو -أ ف ب

تستضيف العاصمة المكسيكية معرضاً يضم أكثر من 150 رسالة تلقاها الأديب الكولومبي الراحل جابرييل جارسيا ماركيز، من قادة العالم ومشاهيره.

وبخلاف الكولونيل الذي تتمحور حوله إحدى روايات ماركيز، كان "جابو" -الاسم المعروف للكاتب بين أصدقائه- يتلقى رسائل كثيرة من مشاهير العالم، بينهم الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو والرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون والممثل وودي آلن وسواهم.

وأتاح نجل ماركيز وحفيدته منذ الخميس للجمهور قراءة نحو 150 رسالة تلقاها الكاتب الذي توفي عام 2014، ومن بين مرسليها الممثل الأميركي روبرت ردفورد والمخرج الألماني فيم فندرز وآخرون.

واحتلت مكانة بارزة في المعرض، الرسائل المتبادلة بين مؤلف كتاب "100 عام من العزلة" والرئيس كلينتون والـ"ليدر ماكسيمو" كاسترو.

وقال نجل ماركيز الأصغر جونزالو جارسيا، في مدينة ميكسيكو، حيث قضى الأديب جزءاً كبيراً من حياته، إن "اتصالات ودية كانت تربط (جابو) بالرجلين"، معتبراً أن والده تولى "دور الموفّق بينهما".

وأضاف الابن، وهو فنان جرافيكي، أن "ثمة أدلة على أن جابو أقام اتصالاً بين رئيسي الدولتين في محاولة لتحسين علاقتهما".

رسالة أرسلها الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو (1916-2016) إلى الكاتب الكولومبي غابرييل جارسيا ماركيز (1927-2014)  - AFP
رسالة أرسلها الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو (1916-2016) إلى الكاتب الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز (1927-2014) - AFP

وكانت الولايات المتحدة حظرت كل التبادلات التجارية مع جزيرة كوبا منذ عام 1962. وتطالب دول أميركية لاتينية، وفي مقدمتها المكسيك، برفع الحظر الأميركي المفروض على هافانا.

وعلى ورقة يتصدرها شعار البيت الأبيض تعود إلى فبراير 1997، شكر كلينتون الذي كان أعيد انتخابه لولاية ثانية في البيت الأبيض "العزيز جابرييل" على موقفه الإيجابي من عهده.

وكتب كلينتون رسالته بخط اليد، كما فعل وودي آلن في بضع كلمات أرسلها من نيويورك وجاء فيها: "خطرت ببالي حظاً سعيداً،  وإذا احتجت إلي، في أي شيء، اتصل بي".

أما رسائل فيدل كاسترو فكانت بمثابة تعبير عن الصداقة للكاتب الكولومبي الذي كانت له أيضاً علاقات مع قادة الديمقراطيات الأوروبية الاشتراكيين في تلك الحقبة كالفرنسي فرنسوا ميتران والإسباني فيليبي جونزاليس.

وكتب كاسترو لماركيز في إحدى الرسائل المؤرخة في أكتوبر 1987: "تلقيت كتابك آمل ألا يمر وقت طويل قبل أن تعود إلى هنا، سيكون لدينا بلا شك الكثير ليقوله أحدنا للآخر، أهنئك بولادة حفيدك وكذلك أهنئ الجدة والوالدين".

إميليا جارسيا ، حفيدة الكاتب الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز (1927-2014) ، تظهر بجانب صورة جدها في بيت الأدب غابرييل غارسيا ماركيز ، حيث يوجد أكثر من مائة رسالة تم العثور عليها مؤخرًا في أرشيف عائلة جارسيا ماركيز  - AFP
إميليا جارسيا، حفيدة الكاتب الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز تظهر بجانب صورة جدها في المعرض المقام بالمكسيك - AFP

قراءة وإعجاب

وكان ماركيز يتلقى أيضاً رسائل من أصدقائه الكتّاب كالمكسيكي كارلوس فوينتيس الذي تمنى له عيداً سعيداً بمناسبة بلوغه الخامسة والثمانين في 6 مارس 2012، قائلاً: "تصوّر أننا نعرف بعضنا منذ نصف قرن!".

وتكشف رسائل متبادلة مع فائز آخر بجائزة نوبل، هو الشاعر التشيلي بابلو نيرودا صداقة أخرى طويلة الأمد. وجاء في رسالة حملت توقيع "بابلو": "عزيزي جابي، قصة 12 يوليو ليست مزحة، سنفتتح حانة الحصان الأخضر".

وأوضح الابن جونزالو جارسيا بارشا أن هذه الرسالة تتعلق بلقاء بين الصديقين في باريس عام 1972.

ولاحظ أن "هناك رابطاً بين كل هذه الرسائل، إذ توحي أن هؤلاء الأشخاص قرأوا مؤلفات جابو، وليسوا كمن يراسل أحد المشاهير فحسب".

وينظم المعرض في إطار الذكرى الأربعين لنيل جابرييل جارسيا ماركيز جائزة نوبل للآداب عام 1982، ويقام في منزله القديم الذي حُوّل مركزاً ثقافياً أقامت فيه حفيدته إميليا جارسيا مزاداً علنياً باعت خلاله بعضاً من ملابسه.

وأمضى جابرييل جارسيا ماركيز الذي يعتبر أبرز كاتب كولومبي في القرن العشرين جزءاً كبيراً من حياته في المكسيك حيث توفي في 17 أبريل 2014.