مصر تنفي نيتها هدم مقبرة طه حسين.. وأسرته تتراجع عن نقل رفاته

صورة مؤرخة في 1960 لعميد الأدب العربي طه حسين  - AFP
صورة مؤرخة في 1960 لعميد الأدب العربي طه حسين - AFP
القاهرة-الشرق

بعد أيام من الجدل نفت السلطات في مصر الجمعة، الأنباء المتداولة بشأن إزالة مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين، مؤكدة أن ما يتم تداوله بهذا الخصوص "عار تماماً عن الصحة".

إلا أن حفيدته أكدت أنه "تم تدنيس المقبرة وكتب عليها باللون الأحمر كلمة إزالة"، لكنها أشارت إلى تراجعها عن نقل رفاته للخارج.

وعلى مدار الأيام الماضية، شهدت مصر جدلاً بشأن إزالة مقبرة طه حسين (1889 - 1973)، وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لواجهة المقبرة وهي تحمل علامة  "X" حمراء وكلمة "إزالة".

وأصدرت محافظة القاهرة التي تقع فيها المقبرة بياناً مقتضباً الجمعة، نفت فيه تلك الأنباء، قائلة إنها "عارية عن الصحة"، لكنها لم تقدم إيضاحات بشأن المسألة.

وقالت حفيدة كاتب "الأيام"، مها عون في بيان على فيسبوك: "إجابة على تساؤلات الصحافيين، صدمنا بشدة من قرار هدم مقبرة عائلة طه حسين، وأن يتم اقتلاعنا من جذورنا حتى يتسنى لكوبري (جسر) أن يستقر مكان أجسادهم المدفونة".

وأضافت عون أنها لا تعلم ما إذا كان القرار (هدم المقبرة) قد اتخذ أم لا، مشددة على أنها "حاولت خلال الأشهر الماضية الحصول على إجابات، لكن حتى الحد الأدنى من الاحترام لإبلاغ الناس بأن جذورهم ستُقتلع، لم نحصل عليه".

ورغم أن الجدل بشأن المقبرة يدور منذ أيام، إلا أن الأسرة تحاول منذ مايو الماضي الوصول إلى معلومات بشأن القرار.

وأشارت حفيدة مؤلف "الشعر الجاهلي" إلى أن جدتها سوزان (زوجة طه حسين الراحلة وهي فرنسية الأصل) دفنت هناك أيضاً.

وتابعت: "بالنسبة لي، يمثل (هذا المكان) جذوري حيث دفنت عظام أجدادي، وأيضاً هو المكان الذي سأدفن فيه بعد كل رحلاتي وأسفاري".

وأردفت: "لا نعلم حتى إذا كان القرار قد اتخذ، ولكن بدلاً من إبلاغنا ذلك تم تدنيس القبر أولاً بعلامة"X" باللون الأحمر، وهي جريمة في بعض البلدان  […] والآن أضيف لها كلمة إزالة باللون الأحمر ثم تم قطع المياه".

صورة غير مؤرخة لبوابة مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين وتحمل كلمة
صورة غير مؤرخة لبوابة مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين وتحمل كلمة "إزالة" وعلامة "X"

"لا نقل للرفات"

وبشأن التقارير عن نقل الأسرة رفات طه حسين إلى فرنسا، قالت حفيدة عميد الأدب العربي، إنه "فيما بدأ الجيران المتوترين في إزالة رفات أحبائهم، لأنهم سمعوا عن جرافات تدمر قبوراً أخرى. أردت نقل رفات طه حسين إلى بلد تحترم فيه السلطات سلام الموتى، وربما حتى تكرم شخصية كانت رائدة في صناعة النهضة".

ولفتت حفيدة كاتب "دعاء الكروان" إلى أن بعض أفراد الأسرة عارضوا الفكرة، مضيفة "خالي وخالتي رفضا الفكرة، وقالا إن أحداً دفن هنا لن يرضى أن يدفن خارج مصر، وأنا أعلم أن هذا صحيح".

وزادت: "خالي ذكر أن العميد كرس حياته لتطوير مصر ولمناصرة حقوق الفقراء والعدالة، والدفاع عن المساواة، حتى زوجته الفرنسية أعادت جواز سفرها للسفارة الفرنسية عندما هاجمت بلادها مصر أثناء العدوان الثلاثي عام 1956. فكيف ننفيه عن بلده؟".

واعتبرت أن الهجوم على حسين، "ليس أمراً جديداً بالنسبة له"، مشيرة إلى تعرضه "للهجوم من قبل المتطرفين والحكومات التي حكمت في حياته".

وأعربت عون، عن تقديرها لـ"الاهتمام الذي لقيته العائلة خلال الأشهر الماضية من قبل الكثير من المصريين الذين أعجبوا وفهموا قيمة فكر طه حسين".

وقالت: "طه حسين مصري، ومصر، هي المكان الذي ينتمي إليه بغض النظر عن الحكومات والسلطات. وبعد العديد من الاجتماعات، وأمام حالة الحب إزاء العميد قررت الأسرة أنها لن تنقل رفات عميد الأدب العربي هذا ما استقر عليه رأى الأغلبية في العائلة بعد مناقشات طويلة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات