"اسمي الحظ" أو My name is chance، عنوان معرض الفنّان الإيراني آراش نزاري في "غاليري ليلى هيلر"، في حيّ "السركال أفنيو" في دبي، إذ يضم المعرض خمس لوحات مستطيلة، تُبرز تأثّر الرسّام بفنّ المنمنمات الفارسية بشكلٍ كبير، بعد أن منحها روحاً معاصرة.
في لوحات نزاري، تحتشد الألوان الزاهية، والتفاصيل المشغولة بدقة وبهجة، وتلفت أعماله الانتباه، إلى التناقض بين الفنّ الكلاسيكي الفريد للمنمنمات، الذي يتعارض مع درجات الألوان في الفنّ المعاصر.
ومن خلال الهندسة المتقنة للوحاته، وترتيب خطوطه وفق أصولٍ رياضية دقيقة ومحسوبة، يعكس نزاري اهتمامه بمجالي الرياضيات والهندسة، وهو المتخصّص بالهندسة الصناعية، على عكس العديد من الفنّانين الذين اهتمّوا بالفنّ منذ الصغر.
روح المنمنمات
لوحات نزاري متجذّرة في الماضي، وهو يستخرج شخصياته من خضم التاريخ، الملوك والأبطال والملاحم والمعارك، يضعها كلّها في وسط الإطار، ويوسّع لوحته الكلاسيكية أفقياً، كمن يشذّبها ويشدّ خيوطها الممتدّة على جانبَي اللوحة.
اللوحات المأخوذة من أجواء المنمنمات، التي اشتهرت بين القرنين الثامن والحادي عشر الهجريين، منحها نزاري مزيداً من الطاقة، فظهرت الخطوط الأفقية أكثر قوّة ونقاء، لتمثّل السرعة والتغيّر الزمني. يقول نزاري: "يبدو الأمر كما لو كنا قد مررنا بهم لفترة، وشاهدنا اللحظة الوجيزة لهذا الفن".
السرعة هي المحرّك الدافع، وقد قام الفنّان بتسريع كل شيء، إذ تشهد لوحاته على المعارك والتحوّلات الدراماتيكية، كما تشهد على القصائد والملاحم الشعرية.
قصائد الفردوسي
تستدعي أعمال نزاري قصائد الفردوسي أكبر شعراء الملاحم الفارسية، إلى ورشة الفن المعاصر، وهو يوظّف تاريخه الثقافي مستخدماً أجزاء منه. وتلعب قصص الشاعر الإيراني دوراً رئيساً في أعماله، فقد نظم حرب فريدون والضحاك، وأولع الناس بنظمه. وقد كان ينظم الشاهنامه، وجمع في قصصه البطولات والمعارك.
وبحسب بيان صادر عن الغاليري، فإن لوحات نزاري تنطوي على الكثير من "أجواء الكتب القديمة والمتاحف التاريخية، التي نقلها إلى مسرح أعماله. هذه العملية لاكتشاف التاريخ الثقافي وعرضه، أنتجت حواراً فنّياً مرئياً بين المواضيع الأسطورية والأسئلة والاهتمامات المعاصرة".
اقرأ أيضاً:
