يعرض المتحف اليهودي في نيويورك طيلة عام 2023 لوحة "الأب" للفنان مارك شاغال، والتي سرقها النازيون وأُعيدت قبل عام إلى أصحابها الشرعيين. ولقد أعار مالك اللوحة الجديد هذا العمل للمتحف المذكور.
وتمثل لوحة شاغال الزيتية المُنجزة على قماش صورة معبّرة لوالد الفنان الفرنسي الروسي، رسمها عام 1911 عقب انتقاله إلى باريس. وشهدت اللوحة تاريخاً عاصفاً كان آخره المزاد الذي أقيم في نيويورك خلال نوفمبر 2022، وبيعت فيه بمبلغ 7.4 مليون دولار.
قرّر أصحاب اللوحة، وهم ورثة صانع الآلات الوترية البولندي اليهودي ديفيد سيندر، "التخلي عنها بعد فترة وجيزة من إعادة السلطات الفرنسية اللوحة إليهم. إلا أنهم طلبوا من مشتريها الذي بقيت هويته قيد الكتمان أن يعيرها إلى المتحف اليهودي في نيويورك لعرضها"، بحسب ما أوضح المتحف.
وحظي طلب الورثة بموافقة المالك الجديد الذي أضاف شرطاً يتمثل في إبقاء اللوحة في نيويورك. وكان ديفيد سيندر الذي خسر ممتلكاته نتيجة اضطراره للانتقال إلى "جيتو لودز" في بولندا عام 1940، اشترى اللوحة عام 1928. وبعدما رُحّل إلى معسكر "أوشفيتز" حيث قُتلت زوجته وابنته، نجا سيندر وانتقل عام 1958 إلى فرنسا حيث توفي سنة 1966.
لم تُعرف الجهة التي استحوذت على اللوحة، وأعيد شراؤها بين عامي 1947 و1953 من شاغال نفسه الذي ربما لم يكن يعرف الجهة التي كانت تستحوذ عليها، بحسب وزارة الثقافة الفرنسية ودار "فيليبس" للمزادات التي طرحتها للبيع.
بعد وفاة شاغال في فرنسا عام 1985، أصبحت لوحة "الأب" جزءاً من المجموعات الوطنية عام 1988، ثم كُلّف بها مركز بومبيدو الثقافي، ونُقلت إلى متحف الفنون اليهودية في باريس.
مع بداية عام 2023، أقرّ البرلمان الفرنسي بالإجماع قانوناً لاستعادة 15 عملاً لعائلات يهودية سرقها النازيون. وأعربت مديرة المتحف اليهودي في نيويورك كلوديا جولد عن امتنانها "لاستعارة اللوحة وإمكانية عرضها".
وقالت في بيان إن "عمليات النهب الكبيرة والمنهجية للأعمال الفنية خلال الحرب العالمية الثانية تعد من أكثر الوقائع مأساوية للفن في القرن العشرين، ولا تزال تداعياتها حتى اليوم".
اقرأ أيضاً:
