الأميركية فيث رينجولد تقدم فناً ملوناً ونسوياً في متحف بيكاسو

الفن الإفريقي (صورة تعبيرية) - pexels - "مجلة "سيدتي
الفن الإفريقي (صورة تعبيرية) - pexels - "مجلة "سيدتي
مجلة "سيدتي"الشرق

عندما تلتقي فيث رينجولد Faith Ringgold ببابلو بيكاسو Pablo Picasso، ينتهي الأمر بفن ملون ومثير للدهشة، وصدمة ثقافية رائعة؛ تثري أعمال الفنانين وتفتح مجالات النقاش والسجال لأقصى مدى حتى تصل عنان السماء.

• تهتم بالعدالة منذ نعومة أظافرها

تشتهر فيث رينجولد بشكل خاص بلوحاتها وفسيفساءها ومنحوتاتها وقطعها الفنية المبطنة، وتُظهر الفنانة في عملها الصعوبات والظلم الذي يؤثر على الطبقات الأكثر حرماناً والمجتمعات السوداء في الولايات المتحدة، فلطالما أعلنت دعمها للنضال من أجل الحقوق المدنية وصولاً إلى حركة Black Lives Matter.
تهتم فيث كذلك بالفنانين الأوروبيين وعلى رأسهم بيكاسو، وبالمشهد الفني والثقافي خاصة الباريسي من أوائل القرن العشرين، العصر الذهبي للفنانين من جميع أنحاء العالم الذين تجمعوا في مدينة الأضواء. 

• معرض استعادي رائع يجسّد مسيرة فيث المذهلة

مؤخراً فقد استضاف متحف بيكاسو الوطني في باريس معرضاً مثيراً للفنانة الأميركية فيث رينجولد، تحت عنوان " Black Beautiful" افتتح في 31 يناير الماضي.

يركز المعرض وما يقدمه من فن ملون ولوحات وأعمال نحتية على الفن الأميركي الأفريقي، وتداعيات ما يثقله من قضايا وهموم، والذي يمكننا من اكتشاف دفقة متأججة من الفن الملون الملتزم النسوي، تكتنفها التحديات والصراعات حول قضيتي النوع الاجتماعي والفصل العنصري في الولايات المتحدة حسب موقع museepicassoparis.fr.

ويُعد المعرض معرضاً استعادياً رائعاً يجسّد مسيرة فيث رينجولد الفكرية والفنية والإبداعية المذهلة، والتي رسمت فيها الثقافة الأميركية بطريقتها الخاصة، فلطالما تميزت أعمالها بصدق الأداء، وقوة التعبير، وعمق السعي نحو الفصل العنصري والتمييز، الذي عانت منه كامرأة سوداء.

كما أرادت خلال المعرض إظهار الفن الملون لجمال الأميركيين من أصل أفريقي، وقصصهم الدرامية، وأعمالهم المتحركة، فمن خلال لوحاتها المعبرة، أخبرت الفنانة عن حياتها ونضالاتها وتوجهاتها عبر مسيرتها المهنية الطويلة، وبعيداً عن المعرض فهذه فنانة إفريقية أخرى من نيجيريا لديها العديد من القصص الدرامية، والتي تلهم لوحاتها لتحاكي تعقيدات البشر.

• معرض يعيد قراءة تاريخ الفن الحديث

من خلال إعادة قراءتها لتاريخ الفن الحديث، انخرطت فيث في حوار نقدي وحقيقي مع المشهد الفني الباريسي في أوائل القرن العشرين، لاسيما مع بيكاسو ولوحته الشهيرة Demoiselles d’Avignon، فلطالما وقف بابلو بيكاسو على أعتاب مكانة متفردة بتأثيراته المثيرة على أفكارها ووعيها وفنها، بعدما صدمتها لوحاته وما تقدمه من جرأة ودعوة للتجرد والتجديد والانقلاب الذي يقود للتغيير، إلا أنها على الرغم من ذلك لم تقم معرضاً واحداً في عاصمة النور حتى جاء معرض " Black Beautiful".

المعرض هو أول معرض فردي شامل لها في باريس، وهو الأول من نوعه الذي يجمع في فرنسا مجموعة من الأعمال الرئيسية لفيث رينجولد، ويأتي امتداداً لمعرضها الاستعادي الأخير في المتحف الجديد في نيويورك.

سيشمل عرض Ringgold في باريس أيضاً أعمالاً من "مجموعتها الفرنسية"، المستوحاة من المشهد الفني الباريسي في أوائل القرن العشرين وفنانين مثل بيكاسو، وإذا كانت رينجولد فنانة أميركية أفريقية تناضل لإثبات هويتها الأفريقية بأميركا، فهذه ثانديوي موريو Thandiwe Muriu فنانة أفريقية أخرى ولكنها لم تترك وطنها بأفريقيا حيث تستكشف ثقافة الهويات الفردية عبر تمويه المنسوجات النابضة بالحياة.

• فيث رينجولد

حسب موقعها الرسمي faithringgold.com، ففيث رينجولد هي شخصية رئيسية في الفن النسوي الأميركي، ومن نضالات الحقوق المدنية إلى تلك الخاصة بحياة السود، ومؤلفة بعض الأعمال المشهورة جداً في أدب الأطفال.

يربط عملها بين التراث الغني لعصر نهضة هارلم والفن الحالي للفنانين الأميركيين من الأصول الأفريقية الشباب، ولدت عام 1930 في هارلم، نيويورك عملت كرسامة ونحاتة مختلطة في وسائل الإعلام وفنانة أداء وكاتبة ومعلمة ومحاضرة.

وحصلت على شهادة البكالوريوس، وماجستير في الفنون المرئية من كلية مدينة نيويورك في عامي 1955 و1959. وهي الأستاذ الفخري للفنون بجامعة كاليفورنيا في سان دييجو، وحصلت خلال مسيرتها الفنية الطويلة على 23 درجة دكتوراه فخرية.

خلال أوائل الستينيات، سافرت رينجولد إلى أوروبا. وأنشأت المؤطرة سياسياً الأولى، The American People Series من عام 1963 إلى عام 1967، وأقامت معرضها الأول والثاني لشخص واحد في معرض Spectrum في نيويورك.

في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، بدأت في صنع فن ملون تانكات، مستوحاة من شكل فني من اللوحات التبتية مؤطرة بأقمشة مزركشة غنية، ومنحوتات وأقنعة ناعمة. استخدمت لاحقاً هذه الوسيلة في عروضها المقنعة في السبعينيات والثمانينيات.

على الرغم من أن فن فيث رينجولد كان مستوحى في البداية من الفن الأفريقي في الستينيات، إلا أنها لم تسافر إلى نيجيريا وغانا حتى أواخر السبعينيات، لترى التقليد الغني للأقنعة التي ظلت تمثل أكبر تأثير لها.

صنعت أول لحاف لها، أصداء هارلم، في عام 1980، بالتعاون مع والدتها، مدام ويلي بوسي. كانت الألحفة امتداداً لتوجهاتها الفنية من السبعينيات. ومع ذلك، لم تكن هذه اللوحات محاطة بالقماش فحسب، بل كانت مبطنة، مما خلق لها طريقة فريدة للرسم باستخدام وسط اللحاف.

أول قصة لحاف رينجولد "من يخاف العمة جميما؟" كتبت عام 1983 كوسيلة لنشر كلماتها غير المحررة. تطورت ألحفتها الفنية فأضافت النص إلى الألحفة ليكون وسيط فريد وأسلوب مميز يختص بأعمالها، يمكنك التعرف على المزيد من فن النسيج والألحفة الملونة المدهشة النابضة بالحياة من بيزا بتلر المنشورة على موقعها الرسمي المذكور سابقاً.

خلال معرضها " Black Beautiful" في متحف بيكاسو الوطني، تقدم فيث مجموعة كاملة من الفن الملون التي تحكي عن حياتها المهنية ومعارك فنانة نيويورك التي تعلمت النضال والسجال في المعارك في هارلم، حي الفنون والتجديد في نيويورك، ويستمر المعرض إلى 2 يوليو القادم.

هذا المحتوى من مجلة "سيدتي"