خصص متحف المتروبوليتان الأميركي، حفله السنوي لمصمّم الأزياء الألماني الراحل كارل لاغرفيلد وقطته "شوبيت"، بحضور مشاهير العالم من مثقفين وكُتّاب وفنانين وسينمائيين، وذلك على الرغم من تشكيك البعض بقرار المتحف، عرض أعمال "رجل أدلى بالعديد من التعليقات الإشكالية حول العرق والدين، فضلاً عن ظهور روابط عائلية له بعد وفاته بالحزب النازي الألماني"، بحسب بيان المتحف.
شهد الحفل "Karl Lagerfeld: A Line of Beauty"عرضاً مبهراً لعبقري الملابس الذي بقيت أزياؤه مرغوبة للغاية لأكثر من نصف قرن. وضمّ العرض 200 قطعة صمّمها لاغرفيلد، وتميّزت بظهورها في مناسبات لأشهر مشاهير العالم.
ومن بين التصاميم إبداعاته البارزة لماركات تجارية عالمية مثل "شانيل" و"فندي" و"كلوي"، فضلاً عن علامته التجارية التي تحمل اسمه. وتركز العرض حول الثنائيات الموجودة في تصميمات لاغرفيلد، المذكر مقابل الأنثوي، والتاريخي مقابل المستقبلي.
"تشوبيت" الملهمة
من الواضح أن لاغرفيلد كان يحمل حبّاً كبيراً لقطته المعروفة باسم "تشوبيت"، إذ كانت محور اهتمامه، وتمتّعت بحياة مرفّهة فيها خدم وحشم وحسابات خاصة على وسائل التواصل، وهي نعته يوم وفاته على حسابها على إنستغرام قائلة: "شكراً للجميع على عبارات التعازي والمواساة.. أدعو الله أن تساعدني كلماتكم في الاستمرار بمستقبلي من دون والدي كارل لاغرفيلد".
وعلى الرغم من أن الكثيرين توقّعوا ظهور قطة كارل المدللة، إلا أنهم اكتفوا بظهور الممثل الأميركي Jared Leto مرتدياً ثوب "شوبيت"، التي ألهمت المصمّم ودخلت في خطوط الموضة التي تحمل اسمه.
الملابس القديمة
اختار المشاهير المشاركين في الحفل إحياء الملابس القديمة، إذ ارتدت الممثلة الأسترالية نيكول كيدمان ثوباً وردياً أثيرياً ظهرت فيه بفيلم "شانيل رقم 5" الذي أخرجه باز لورمان مع لاغرفيلد، قبل عقدين من الزمن، بينما اختارت جيزيل بوندشين فستاناً أبيض مضيئاً من "شانيل هوت كوتور " لربيع وصيف 2007، ارتدته سابقاً في افتتاحية فنية.
رئيسة متحف المتروبوليتان دوا ليبا، تميّزت بأكثر إطلالات شانيل شهرة، وهو فستان زفاف "شانيل كوتور" (1992)، الذي ارتدته بالأصل كلوديا شيفر. كانت نعومي كامبل ومارجوت روبي وكريستين ستيوارت وجيني كيم من بين أولئك الذين يرتدون أزياء "شانيل" الكلاسيكية، بينما ارتدت ليلى ابنة كيت موس لخريف 2018 أزياء "فندي كوتور" من تصميم لاغرفيلد.
ارتدى العديد من الضيوف الرجال بدلاتهم بدبابيس وقفّازات جلدية على غرار لاغرفيلد، مع شخصيات بارزة بما في ذلك زيّ المصور تايلر ميتشل المزين بالدانتيل، وبدلة جاكيموس البيضاء الرأس المزينة بأزهار الكاميليا، وزهرة شانيل المميزة.
اختبرت النساء أيضاً أفكارهن الخاصة بشأن الزي المفضّل لدى المصمّم. وكانت الأكمام المبالغ فيها هي القاسم المشترك في مظهر ميشيل يوه الأنيق من علامة لاغرفيلد، وبدلة مارك جاكوبس الطويلة من كيندال جينر. أذهلت ميشال يوه نجمة "Everywhere Everything All at Once" في ثوب "فالنتينو" المطرّز بالترتر الأسود، الذي يتباين مع قميص أبيض رزين وربطة عنق سوداء.
كما قامت العارضة الهندية بريانكا تشوبرا بإقران ثوبها الأبيض والأسود من "فالنتينو" بعقد من المجوهرات الفاخرة من "بولغري" يبلغ وزنه 11.6 قيراطاً، يتوقّع بيعه بأكثر من 25 مليون دولار خلال مزادات أسبوع الرفاهية في "سوثبي" في جنيف خلال شهر مايو.
اختتمت إطلالات المشاهير التي استحضرت خزانة ملابس لاغرفيلد، بعرائس "شانيل". فمنذ الأربعينيات من القرن الماضي، كان التقليد الخاص بالمصمّمين، هو إنهاء عروضهم الراقية بإطلالة عروس تلخص البراعة الحرفية للمصمّم وفريق عمله.
كانت كيم كارداشيان واحدة من عدد لا يحصى من الحاضرين الذين تزيّنوا باللؤلؤ، وارتدت ديان فون فورستنبرغ فستاناً يصوّر لغز الكلمات المتقاطعة المليئة بأحرف اسم لاغرفيلد، مما يعكس روح الدعابة لدى المصمم الألماني الراحل. كما ارتدت ليلي كولينز وفيرا وانغ عباءات متطابقة، تمّ تطريز هوامشها بكلمة "كارل" .
اقرأ أيضاً: