توفي الفنان الأوكراني إيليا كاباكوف عن عمر ناهز 89 عاماً، وهو أحد الفنانين الروّاد الذين عملوا في موسكو خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وقد نعته عائلته عبر موقعه الرسمي.
ابتكر كاباكوف عشرات الألبومات الغريبة والقصص الخيالية، التي تدور أحداثها في محيط رتيب، أعاد تصميمه من ماضيه السوفييتي. ثم قام بتحويل تلك القصص إلى منشآت ضخمة. كما أنتج أكثر من 100 كتاب للأطفال خلال السبعينيات والثمانينيات.
عملاق الفن
كانت رؤى كاباكوف قاسية ومنتقدة صراحة للدولة، لذلك كانت أعماله مختلفة تماماً عن الفن الذي وافقت عليه الحكومة، والذي يتم صنعه في الاتحاد السوفييتي، واشتهر بعمله الفني حول "الرجل الذي يقفز إلى الفضاء من غرفته".
لهذا السبب، أصبح كاباكوف عملاق المشهد الفني "غير الرسمي" في بلاده، وأنتج أعمالاً موجودة خارج نطاق التيار السائد، وانخرط سراً في دائرة تضم عدداً من الفنانين المفاهيميين في الاتحاد السوفييتي.
"لا يمكن عرض هذه الأعمال في الاتحاد السوفييتي، لكن يمكن تحقيقها في مكان آخر". هذا ما قاله الفنان الراحل عام 1987، لذلك ومع نهاية الحرب الباردة، غادر بلاده ووجد نجاحاً كبيراً في الغرب، وبقي مصدر إلهام للفنانين الروس.
رفعت منشآت كاباكوف شهرته إلى العالم، ووصفت إميليا زوجته عوالمه لصحيفة "ذا غارديان" عام 2018، بأنها "الجنة الصغيرة التي نصنعها في جحيمنا الأكبر".
موسكو الملاذ
ولد كاباكوف في أوكرانيا عام 1933، عندما بدأت الحرب العالمية الثانية، ذهب والده للقتال وتركه وحده مع والدته التي انتقلت أولاً إلى القوقاز ، ثم إلى سمرقند. ولأن والده لم يعد من الحرب، فقد عاش حياة غير مستقرة، وانتهى به الأمر في موسكو، حيث التحق بمعهد "سوريكوف" للفنون.
بعد تفكّك الاتحاد السوفييتي، استمر كاباكوف في إنتاج فنه المختلف، وقال لصحيفة "لوس أنجلوس تايمز" عام 1995، "لقد انتهى سياج الشيوعية الآن ، لذا فإن عملي يدور حول عالم لم يعد موجوداً، إنه شعور غريب حقاً، اختفاء العالم الذي عشت فيه لسنوات عدّة".
في أواخر الثمانينيات، هاجر إلى لونغ آيلاند في الولايات المتحدة، وبقي فناناً غزير الإنتاج مع إميليا زوجته وشريكته الفنية، حتى الثمانينيات من عمره.
اقرأ أيضاً: