أصدرت محكمة في إيطاليا حكماً لصالح "Gallerie dell’Accademia" التابعة لمتحف فلورنسا، وذلك في الدعوى التي رفعتها ضدّ دار النشر "Edizioni Conde Nast"، بعد أن استخدمت صورة تمثال "دايفيد" لمايكل أنجلو من دون إذن.
وبحسب بيان المتحف، فقد عرض الناشر وجه "دايفيد" على رأس نموذج لصورة ظهرت على غلاف إحدى المجلات، من دون ترخيص من المتحف الذي يمتلك حقوق الصورة لمنحوتة شهيرة عمرها 500 عام، على الرغم من أن العمل الفني ينتمي إلى المجال العام.
وقضت محكمة فلورنسا بتغريم الناشر دفع مبلغين منفصلين للمتحف، الأوّل يبلغ 20 ألف يورو مقابل رسوم الترخيص، والثاني يبلغ 30 ألف يورو إضافية، "للطريقة التي تمّ بها تشويه صورة ديفيد للمجلة".
واعتبر متحف فلورنسا، أنه من خلال وضع صورة "دايفيد" لمايكل أنجلو "مع صورة نموذج آخر بشكل خبيث، فإن الناشر كان يحطّ من قيمته الرمزية العالية ويهينه، وبالتالي يهين الفن ويُخضعه لأغراض الدعاية والتحرير ".
المنتج الثقافي غير مجّاني
وقال وزير الثقافة الإيطالي جينارو سانجوليانو في بيان: "أقدّر حكم محكمة فلورنسا بشأن دايفيد مايكل أنجلو ، الذي يعترف بمبدأ حق الصورة للتراث الثقافي".
أضاف: "يجب أن يكون استخدام المنتج الثقافي للأغراض التجارية مدفوعاً، بينما للأغراض التعليمية والدراسية مجّانياً". وقال: "إنه لأمر مريح أن يفكّر القضاة عندنا مثل وزارة الثقافة ".
ووصفت سيسيلي هولبرج، مديرة "أكاديمية جاليريا ديل"، الحكم بأنه "إنجاز عظيم للمؤسسة، لقد تم الآن التأكيد على مبدأ يتجاوز الحالة الفردية".
توقّفت القضية على المادة التاسعة من الدستور الإيطالي، التي تحمي رموز الهوية الثقافية للأمة والذاكرة التاريخية. إذ يسمح القانون للمؤسسات العامة في الدولة، بطلب رسوم الامتياز للنسخ التجارية للأعمال الفنية للتراث الثقافي، بغض النظر عن حالة حقوق الطبع والنشر الخاصة بها.
ليست سابقة
وليست هي المرّة الأولى التي تسعى فيها مؤسسة إيطالية إلى اتخاذ إجراء قانوني بشأن تصوير أعمال فنية مشهورة. في وقت سابق من العام 2023، رفعت الأكاديمية نفسها في البندقية، دعوى قضائية ضدّ شركة الألعاب الألمانية "Ravensburger"، بسبب أحجية تصوّر رسم "فيتروفيان" الشهير لدافنشي.
وحكمت المحكمة لصالح الأكاديمية الفنية، ومنعت الشركة الألمانية من إنتاج إصدارات مستقبلية من المنتج.
رمز القوة والاستقلال
في 16 أغسطس عام 1501، تمّ تكليف مايكل أنجلو بإنجاز التمثال، وذلك من قِبل عمّال كاتدرائية فلورنسا، مقابل أجر بلغ 400 دوكات.
في 25 يناير 1504، قرّرت لجنة مؤلفة من الفنانين البارزين في ذلك الوقت (ليوناردو دافنشي، ساندرو بوتيتشيلي، فيليبينو ليبي، بيروجينو) وضع التمثال عند مدخل قصر "فيكيو" ، كرمز يعبّر عن قوة واستقلال فلورنسا.
في 8 سبتمبر 1504، تمّت إزاحة الستار عن التمثال في المدينة. كانت بعض أجزائه مُذهّبة في الأصل: إكليل على رأسه، والجذع أو "البرونكون"خلف الرِجل اليمنى.
يبلغ ارتفاع التمثال بقاعدته المنحوتة 517 سنمتراً، ويزن 5560 كيلوجراماً. وعام 2003-2004 تمّ إخضاع الرخام لعملية تنظيف دقيقة، ويتمّ نفض الغبار عنه بانتظام.
اقرأ أيضاً:
