سنان أنطون يناقش قضية الهويات الجديدة في مهرجان "دواير"

الروائي العراقي سنان أنطون خلال مهرجان "دواير" الثقافي - Facebook.com/dawayerculturalfestival
الروائي العراقي سنان أنطون خلال مهرجان "دواير" الثقافي - Facebook.com/dawayerculturalfestival
القاهرة-الشرق

استضاف مهرجان "دواير" الثقافي، في إطار فعاليات دورته الأولى التي انطلقت بالتعاون بين مكتبتي "ديوان" و"تنمية" في القاهرة، الروائي العراقي سنان أنطون الذي تحدث عن قضية الهويات الجديدة وفكرة الارتباط والانفصال عن الأوطان.

ورأى أنطون في مداخلته أن هناك "سوء فهم لفكرة الطوائف والأقليات، ومفهوم السكان الأصليين"، معتبراً أن "الإشكالية تكمن في الصورة المثالية عن الوطن، كرمز وفكرة في عالمنا العربي، وبالتالي هناك هوّة ما بين الحقيقي والمجرّد".

وقال: "كل رواياتي كانت محاولة لمقاربة الإشكالية من وجهات نظر مختلفة، ففي العراق مثلاً يوجد عدد كبير خارج البلاد، يحملون تصوّرات مختلفة عن الوطن، وهذا ما يشير إلى حجم المشكلة".

وأكد أنه "لم ينفصل وجدانياً عن العراق، على الرغم من إقامته الطويلة في الولايات المتحدة"، لافتاً إلى أن "سنوات التكوين تشكّل حساسية المرء تجاه المكان الذي يعيش فيه".

دكتاتورية ثقافية

وتحدث عن سنان مراهقته التي عاشها في ظل ما أسماه "سنوات الدكتاتورية الثقافية في العراق"، وهي الفترة التي أدرك فيها ضرورة إعادة تثقيف نفسه بقراءات متنوّعة، كما درس الأدب العربي وواظب على عادة في قراءة الأخبار يومياً، ليحصل على مخزون يعينه في الكتابة".

وقال أنطون "إن مسألة الانفصال والارتباط بالبلاد تختلف من فرد لآخر، فهناك من يحافظ على اتصاله الوجداني، وهناك من يختار الابتعاد التام وينكر لغته الأم".

وحول مدى تعبير أعماله عن كل طوائف العراق قال، "إن الأديب الجيد مثل الممثّل، يجب أن يتقن أداء الشخصيات الأخرى كلها، وأن يتورّط مع العوالم التي يكتب عنها، وإلا سيكون ما يكتبه جافاً مهما كانت درجة إتقانه".

وأوضح أن الشارع الذي نشأ فيه لم يعد موجوداً الآن، وهو كان "بمثابة تمثيل مصغّر للعراق الذي عاشت فيه طوائف وقوميات مختلفة، من دون حساسيات، بعكس ما هو قائم الآن، وبالتالي لم أكن يوماً منفصلاً عن الآخر". 

وأشار أنطون إلى أن اشتغال الروائي في الحقل الأكاديمي "يساعد دائماً على تغيّر خطابه وتطوير رؤاه"، لافتاً إلى حرصه على عدم دخول مجال الكتابة النقدية، لأنه يتعايش مع شخصيات أعماله من زاوية إبداعية، ويتعلق بها لفترات طويلة.

رواية
رواية "خزامى" الجديدة للروائي العراقي سنان أنطون - Facebook.com/dawayerculturalfestival

 "خزامى"

ووقّع أنطون روايته الجديدة "خزامى" وسط جمهور كبير، وردّ على التساؤلات المتعلقة بمشروعه الإبداعي، والمؤثّرات التي أسهمت في تكوينه قبل استقراره في الولايات المتحدة، والعمل في جامعة نيويورك.

رواية "خزامى" هي الرواية الخامسة للكاتب، وهي تدور حول قضية الهويات الجديدة التي يمتلكها الأبناء خارج الوطن، وتتركّز حول حياة شخصين، أحدهما يحاول محو ماضيه وامتلاك هوية جديدة، والآخر يتمسّك بهويته الأولى.

وتحدث خلال التوقيع عن مصر  التي رافقته منذ طفولته، وما حمله النيل له من مجلات كانت تُطبع وتُنشر في مصر، وتصل من القاهرة إلى أختها بغداد.

وذكر أنه حصل عام 2002 على منحة أكاديمية للعيش والدراسة في القاهرة لمدّة عام، وفيها أكمل   روايته الأولى "إعجام"، وواصل كتابة أكثر من عمل شعري.

سنان أنطون شاعر وروائي عراقي وأستاذ في جامعة نيويورك، حصل على شهادة الليسانس في الأدب الإنجليزي من جامعة بغداد، ونال درجة الماجستير من جامعة جورجتاون، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد. 

يعدّ أحد أبرز الأصوات الروائية في العالم العربي، وقد وصلت روايته "يا مريم" للقائمة القصيرة لجائزة "بوكر" العربية عام 2012. نشر روايات عدّة مهمّة أبرزها "وحدها شجرة الرمان"، و"فهرس"، كما صدرت له مجموعات شعرية عدّة منها "ليل واحد في كل المدن".

اقرأ أيضاً:

 

تصنيفات