أوصت لجنة استشارية حكومية ألمانية مختصّة بالأعمال الفنية المنهوبة من قِبل النازيين، بإعادة تحفة للفنان الروسي كاندينسكي، بعنوان "Colorful Life" أو "الحياة الملوّنة" (1907)، كانت معروضة في متحف ميونيخ لعقود، إلى أحفاد عائلة يهودية عاشت في هولندا أثناء الاحتلال النازي.
وأعلن بنك بافاريا "BayernLB" المملوك من الدولة في بيان، الاثنين، أنه سيعيد تحفة كاندينسكي المعلقة في المتحف الألماني منذ عام 1972، إلى أحفاد ورثة إيمانويل ألبرت لوينشتاين، مدير مصنع ماكينات الخياطة، وزوجته هيدويج لوينشتاين ويرمان.
وأوضح أن قرار إعادة اللوحة "جاء بناء على توصية صدرت الشهر الماضي عن اللجنة الاستشارية للحكومة الألمانية، بشأن الأعمال الفنية التي نهبها النازيون".
الأزرق العميق
تجسّد اللوحة مشهداً نابضاً بالحياة والناس، بملابسهم الزاهية في مساحة مفتوحة على الطبيعة والسماء، وألوان زرقاء داكنة وعميقة.
وقال جيمس بالمر، ممثّل الورثة لصحيفة "نيوروك تايمز"، "إن كل تعويض لعائلات الضحايا المضطهدين، يمنحهم إحساساً بالشفاء والعدالة والكرامة".
وذكرت الصحيفة نفسها، إلى أن عائلة لوينشتاين امتلكت في الماضي مجموعة فنية واسعة، تمّ بيع جزء كبير منها في مزاد في أمستردام عام 1940، بعد أشهر من غزو ألمانيا لهولندا. واستحوذ بايرن إل بي على اللوحة المذكورة، من أرملة الجامع الذي اشتراه في ذلك المزاد.
وكان البنك قد أعار اللوحة إلى متحف ميونيخ الذي يحتوي على واحدة من أهم مجموعات كاندينسكي في جميع أنحاء العالم، إذ عاش الفنان في ميونيخ معظم حياته المهنية المبكرة.
وفشلت سنوات طويلة من البحث عن ظروف بيع اللوحة عام 1940، وعن كيفية طرحها في المزاد. إذ كان الزوجان لوينشتاين قد ماتا وفرّ طفلاهما من أوروبا.
وخلصت اللجنة الألمانية، إلى أن "هناك مؤشرات عدّة على أن اللوحة صودرت نتيجة الاضطهاد النازي". أضافت "أن الخسائر التي عانى منها هواة جمع الأعمال الفنية اليهود بعد الغزو الألماني في 10 مايو 1940، يجب اعتبارها غير طوعية ما لم يكن هناك دليل واضح على عكس ذلك".
وقالت "إن التراجع عن عبء إثبات الملكية لصالح الملاك السابقين، يعكس الضغط الذي يمارس على الذين اضطهدهم النظام النازي، إذ إن الإقصاء المنهجي، والحرمان من حقّ التصويت وطرد السكان اليهود في هولندا، بدأ على الفور بعد الغزو ".
في السنوات الأخيرة، استعاد ورثة لوينشتاين لوحة أخرى من أعمال كاندينسكي "Painting With Houses"، فُقدت في ظروف غير واضحة، وبيعت في المزاد نفسه عام 1940. وخلصت عودة هذا العمل إلى نزاع طويل وساخن بين الورثة ومدينة أمستردام.
اقرأ أيضاً: