"المومياوات الملكية" تغادر المتحف المصري بعد أكثر من قرن

إحدى المومياوات قبل نقلها من المتحف المصري لمتحف الحضارة بالفسطاط - وزارة السياحة والآثار المصرية
إحدى المومياوات قبل نقلها من المتحف المصري لمتحف الحضارة بالفسطاط - وزارة السياحة والآثار المصرية
القاهرة-محمد الخولي

كشفت وزارة السياحة والآثار المصرية، تفاصيل نقل موكب المومياوات الملكية، من المتحف المصري في ميدان التحرير بوسط القاهرة، إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، في الثالث من أبريل المقبل، في مشهد أعدّت له مصر طيلة عام كامل.

وقال مدير المتحف القومي للحضارة، أحمد غنيم، لـ"الشرق"، إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وعدد من رؤساء الدول والشخصيات المعروفة، سيستقبلون موكب المومياوات، في "حدثٍ فريدٍ من نوعه".

وستمر 22 مومياء ملكية، من عدّة نقاط بشوارع القاهرة، مُحمّلة على عربات حربية، يشاهدها الجمهور، في رحلة تنقلها أكثر من 200 محطة تلفزيونية عالمية، على الهواء مباشرة، وفقاً لتصريحات وزير السياحة والآثار المصري، خالد العناني.

 نقطة الاستقبال

وأوضح مدير المتحف القومي للحضارة، أحمد غنيم، أنه سيتم استقبال المومياوات في قاعة خُصصت لها على شكل قبو، ما يُعطى الزائر شعوراً بزيارتها في أماكن اكتشافها الحقيقية، لافتاً إلى أن تكلفة المتحف بلغت نحو ملياري جنيه مصري (ما يعادل 128 مليون دولار أميركي).

وأضاف أن المومياوات، ستصبح جاهزة خلال 14 يوماً بعد تعقيمها قبل أن تُتاح للجمهور، على أن يُوضع مع كل مومياء متعلقاتها الشخصية التي وجدت معها، مع استعراض قصتها عبر شاشات العرض بالمتحف.

وذكر غنيم أن القاعة المركزية بالمتحف، ستضم ما يقرب من 1500 إلى 2000 قطعة، تحكي قصة الحضارة المصرية قبل التاريخ وفي العصر البطلمي وغيرها، ليصبح المتحف شاهداً على هذه العصور.

المغادرة بعد قرن

مديرة عام المتحف المصري بالتحرير، صباح عبد الرازق، قالت لـ"الشرق"، إن المتحف احتضن المومياوات طيلة 118 عاماً، إلّا أن رحلتها بدأت مبكراً عن هذا التاريخ، فمنذ اكتشافها في عام 1881، في خبيئة الدير البحري، وُضعت في متحف بولاق، ثم تحركت في عام 1891، لمتحف الجيزة، وظلت به حتى استقرت بمتحف التحرير منذ عام 1902.

وأوضحت أن المتحف وضع خطة كاملة لنقل المومياوات الملكية، بداية من إعداد تقرير بحالتها، وتعقيمها، ثم تصويرها، وتوثيقها للمرّة الأخيرة بالمتحف، وإجراء الأشعة المقطعية عليها، ثم تغليفها بالطرق الآمنة، لتصبح جاهزة لنقلها لمتحف الحضارة بالفسطاط في أبهى صورها.

وذكرت صباح عبدالرازق، أن المتحف المصري لن يضم بعد ذلك أي مومياوات ملكية، إلّا عدداً تم اكتشافه في وادي الملوك، كما سيُعرض به بعض مقتنيات خبيئة الدير البحري في قاعة أخرى، لكن المتحف سيظل حاضناً لكثير من الآثار الأخرى.

Zahi Hawass, an Egyptologist, stands next to assistant as a mummy, said to be belonging to an ancient Egyptian King, is put through a CT scanner in Egypt - VIA REUTERS
خبير الآثار المصري زاهي حواس خلال إجراء أشعة مقطعية على مومياء لملك مصري قديم - REUTERS

 

العصر الذهبي

من جانبه، قال خبير الآثار المصري، زاهي حواس، لـ"لشرق"، إن "هذه المومياوات تمثل العصري الذهبي للدولة المصرية الحديثة، وستُعرض لأول مرة بطريقة حضارية، لأن وضعها السابق لم يدل على تقديرها"، حسب تعبيره.

وأضاف حواس، أنه عمل على إعادة اكتشاف تفاصيل حياة معظم تلك المومياوات، وفي مقدمتهم الملك سقنن رع، (أول ملك شهيد في ميدان معركة خلال حروبه ضد الهكسوس)، ثم رمسيس الثالث، الذي مات نتيجة مؤامرة بين زوجته وابنه.

وقال خبير الآثار المصري، إن الموكب الذي سيتحرك في السادسة مساءً بتوقيت القاهرة في الثالث من أبريل المقبل، "سيهز العالم من الناحية الثقافية والتراثية والأثرية، لأن نقل ملوك مصر ليس بالأمر الذي يحدث كل يوم".

وزارة السياة والآثار المصرية
إحدى المومياوات قبل نقلها من المتحف المصري لمتحف الحضارة بالفسطاط -وزارة السياحة والآثار المصرية

 

الخبيئة الملكية

ويضم الموكب ملوك مصر من الأسرة الـ17 حتى الأسرة الـ20، واُكتشفت تلك المومياوات في مكانين مختلفين، الأول: خبيئة الدير البحري، التي تم اكتشافها في عام 1881، وخبيئة مقبرة الملك أمنحتب الثاني في عام 1898.

وتُعرف خبيئة الدير البحري، باسم "الخبيئة الملكية"، وهي مقبرة أثرية تقع بجوار الدير البحري، في جبانة طيبة غرب الأقصر، ومن بين المومياوات الملكية التي عُثر عليها بداخل تلك الخبيئة: مومياوات الملوك سقنن رع تاعا، أحمس الأول، أمنحتب الأول، تحتمس الأول، تحتمس الثاني، تحتمس الثالث، ستي الأول، رمسيس الثالث، رمسيس الثاني، ورمسيس التاسع، ومن الملكات (أحمس - نفرتاري).

وشهدت خبيئة مقبرة الملك أمنحتب الثاني، احتضان عدد آخر من المومياوات الملكية التي سيتم نقلها، ويعود تاريخ اكتشاف تلك الخبيئة إلى عالم المصريات الفرنسي فيكتور لوريه، في عام 1898، بمنطقة وادي الملوك في الأقصر.

وعُثر بداخلها على عددٍ من المومياوات الملكية، منها مومياء أمنحتب الثاني، تحتمس الرابع، أمنحتب الثالث، مرنبتاح، سا بتاح، رمسيس الرابع، رمسيس الخامس، رمسيس السادس، ستي الثاني، والملكة تي.