أعلى معرض لـ"فن الأرض" فوق جبال الهملايا لأهداف بيئية

عمل فني ضخم في وادي "ديسكو" فوق جبال الهملايا. 10 أغسطس 2023 - saladakh.com
عمل فني ضخم في وادي "ديسكو" فوق جبال الهملايا. 10 أغسطس 2023 - saladakh.com
دبي-الشرق

يقام أعلى معرض لفن الأرض في جنوب آسيا على ارتفاع 3600 متر، فوق جبال الهملايا، في قلب وادي ديسكو الخلاب، عبر استخدام المواد التي تمّ تدويرها، والمواد المستدامة، بمشاركة فنانين من جميع أنحاء العالم.

يركز المعرض على الأزمة البيئية التي تواجه المنطقة، وخصوصاً لداخ الهندية، وتعزيز الحوار حول القضايا المتعلقة بالمناخ، واستكشاف دور الفن في نظام بيئي فريد وهش، بحسب بيان المنظمين.

يعدّ المعرض الأوّل من نوعه للفنون البرية المعاصرة، إذ أنشأ الفنانون عشر منحوتات وتركيبات خاصة بالمواقع، على قطعة أرض قاحلة مساحتها 20 فداناً، محاطة بتلال شديدة الانحدار، كانت ذات يوم مشهورة بالسيّاح وسائقي الدراجات الجبلية. 

المصمّم ساجارديب سينغ، أحد مؤسسي البرنامج قال، "إنه تماشياً مع أهداف الاستدامة في المعرض، فإن الأعمال كلها مصنوعة من مواد محلية المصدر خالية من النفايات، تم إنقاذها أو إعادة استخدامها لأغراض قابلة للتحلل البيولوجي".

أضاف: "نريد أن نترك أقلّ أثر ممكن".

تجاهل الأرض

أحد الأعمال الفنية المشاركة في معرض لداخ فوق جبال الهملايا. 6 أغسطس 2023 - saladakh.com
أحد الأعمال الفنية المشاركة في معرض لداخ فوق جبال الهملايا. 10 أغسطس 2023 - saladakh.com

 وحول الاستنزاف العالمي للتربة، قالت ماريا هيلينا سيميدو من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) : "غالباً ما يتمّ تجاهل الأرض التي تحت أقدامنا من قِبل صانعي السياسات. الأزمات البيئية الأكثر إلحاحاً هي التي تواجه كوكب الأرض اليوم".

يشهد المعرض عرضاً للأفلام ذات الصلة، وأعمال الواقع الافتراضي، وقد تم عرض بعضها على الوجوه الصخرية الوعرة المنتشرة في جميع أنحاء الموقع. وبعد انتهاء العرض، ستتم إعادة توجيه جميع الأعمال المادية، أو تركها لتتفكك مع مرور الوقت، أو الإبقاء عليها كمنشآت دائمة في الوادي.

ندرة التربة

لطالما كانت ندرة التربة حقيقة واقعة في المدينة  الجبلية الهندية، التي تطفو على ارتفاع 12 ألف قدم، وقد أجبر موقعها المرتفع، والمطر الناجم عن القمم الشاهقة لجبال الهملايا، سكانها على التنقل الدائم بحثاً عن الماء أو الأرض الخصبة لقرون عدّة.

من الأمور المحورية في نقد المعرض، كيف أن ندرة المياه التي طال أمدها في لداخ، تتعرّض لمزيد من الضغوط ومستويات غير مستدامة، من خلال زيادة التنمية والسياحة في المنطقة، إذ تتناول نصف الأعمال هذه المسألة. 

وقالة الفنانة أنايات علي من كارجيل، "إن لداخ هي مكان جميل لكنه هشّ للغاية، كما أن هذا التدفّق الجماعي للأجانب ضار، ويجب علينا أن نتحرك الآن".

تضاعفت الأرقام الخاصة بالسياحة في لداخ في السنوات الأربع الماضية، وبحسب ما ورد وصلت إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عام 2022، إذ استقبلت المنطقة نحو 250 ألف زائر في ذلك العام، أي حوالى عشرة أضعاف عدد سكانها الدائمين البالغ عددهم 30 ألف نسمة.

 من المقرر أن تحطم الأرقام المتوقّعة لعام 2023 هذا الرقم القياسي، "وترتفع إلى أرقام مقلقة بالنظر إلى الضعف البيئي في المنطقة"، كما حذّر كونزانغ ديتشين، عضو في منظمة السياحة غير الحكومية المسؤولة عن السياحة لوكالة "فيوتشرز لداخ".

تدعم المعرض مجموعة "Kicker of Plastics"، وهي عبارة عن منحدر كبير للدراجات مصنوع من آلاف العناصر البلاستيكية التي تُستخدم لمرة واحدة، والتي تمّ التخلص منها وجمعها في أسبوع واحد من المدينة، تعبيراً عن "البيئة السامة التي أنشأتها السياحة الحالية في لداخ"، كما يقول غياتسو أحد الفنانين المشاركين.

يقول الفنان جالهوترا، "إن الغليان العالمي الذي يشهده عصرنا، ينبع من الاستهلاك غير المتوازن للموارد الطبيعية من قبل أولئك الذين في السلطة، كما يطرح موقف لداخ باعتبارها "أرضاً حدودية تحت التهديد السياسي، ما يوفر رابطاً مهماً بين المثل العليا التي تم التعبير عنها في العرض والسياسة المشحونة في المنطقة.

كانت لداخ حتى وقت قريب جزءاً من الولاية الهندية شبه المستقلة جامو وكشمير ، المتاخمة لباكستان من الشرق والصين من الغرب، لكن الهند لديها علاقات متوترة مع البلدين، لذلك ألغت عام 2019 وزارة الداخلية هذا الوضع شبه المستقلّ، وقسّمت الولاية إلى جامو وكشمير ولداخ، التي إلى إقليم اتحادي، وربط سياساتها بشكل أكبر بنيودلهي.

اقرأ أيضاً:

 

تصنيفات