يحتفي متحف بروكلين على مدى شهرين، بالإمكانات الإبداعية لأفريقيا كعاصمة مفعمة بالخيال والتراث الجمالي، منذ الخمسينيات وحتى اليوم، من خلال معرض ثقافي فني بعنوان "الأزياء الأفريقية"، يُبرز التأثير العالمي للمصمّمين والمبدعين الذين يقودون القارّة في القرن الحادي والعشرين.
وقال المتحف في بيان، "إنه ومع حصول جزء كبير من أفريقيا على الاستقلال في منتصف القرن العشرين، اجتاحت موجة من التعبير الإبداعي المتحرّر جميع أنحاء القارّة، ولم يتوقف تطوّرها منذ ذلك الحين".
ومن خلال عرض مجموعة مبهرة من الملابس إلى جانب الموسيقى والفنون البصرية وغيرها، تسلط الأعمال الضوء على الدور المحوري للأزياء في النهضة الثقافية في أفريقيا، التي أرست الأساس لثورة الموضة المستمرّة.
القماش كلغة بصرية
وأوضحت القيّمة على المعرض إرنستين وايت ميفيتو: "بينما حرّرت القارّة نفسها من الاحتلال، كان الفنانون يستخدمون القماش كلغة بصرية للتفاعل مع المشهد السياسي الجديد المفعم بالأمل، واستُخدمت الملابس لمراقبة الأحداث السياسية المهمّة".
وأكدت أن "حركات الاستقلال الفريدة والبالغة الأهمية، أدّت إلى إعادة تجديد جذري للذات، وهي الصحوة التي أطلقت نهضة ثقافية تردّد صداها على مستوى الفنون كافة. والأهم من ذلك، أن المبدعين اعتمدوا على التقاليد المهمّشة سابقاً، لإنشاء أشكال جديدة ومبتكرة تماماً".
يبدأ العرض من نهاية الحكم الاستعماري في أفريقيا. إذ حرّرت المغرب وتونس نفسيهما من السلطة الفرنسية عام 1956. وانتزعت غانا نفسها من بريطانيا بعد عام. وشهد عام 1960، الذي أطلق عليه "عام أفريقيا"، تحرّر 17 دولة أفريقية أخرى من الاستعمار. ووصل هذا العدد إلى 48 بحلول نهاية العقد.
يعدّ معرض "أزياء أفريقيا"، الذي ظهر للمرّة الأولى في أميركا الشمالية في بروكلين، أكبر عرض على الإطلاق للإبداع الأفريقي، وهو يجمع أكثر من 180 عملاً، بما في ذلك القطع المميّزة من مجموعات المتحف.
وإلى جانب أعمال التصوير الفوتوغرافي، والأعمال الأدبية والرسومات والموسيقى والأفلام والمنسوجات والمجوهرات، يضمّ المعرض الملصقات القديمة وأغلفة المجلات، ويتمّ تمثيل أكثر من أربعين مصمّماً وفناناً من 20 دولة أفريقية.
يبدأ المعرض من الطلائع التي اكتسبت اهتماماً عالمياً، مثل كوفي أنساه (غانا)، وشادي توماس فاهم (نيجيريا)، إلى أحدث جيل من المبدعين مثل ثيبي ماجوجو (جنوب أفريقيا)، وجوليد أحمد (جيبوتي). تُعرض أعمالهم للمرّة الأولى في الولايات المتحدة.
لقد مرّ قرن من الزمن منذ أن أصبح متحف بروكلين أوّل مؤسسة فنية تعرض الفن الأفريقي لجمهور أميركا الشمالية، كما دخل المتحف في شراكة مع مكتبة بروكلين العامة لتوفير نسخ من الكتب التاريخية المعروضة، "إنه أكبر عرض تقديمي من نوعه تم تركيبه على الإطلاق في مكان بأميركا الشمالية"، كما ذكر المتحف.
اقرأ أيضاً:
