عُرفت الفنانة الإيطالية إليزابيتا سيراني (1638-1665) بـ "سيدة الفن الإيطالي" في القرن السابع عشر، وزار الاستديو الخاص بها معظم سكان المدينة والمسافرين إلى بولونيا لمشاهدة أعمالها.
وللمرّة الأولى يقام معرض لأعمال سيراني خارج إيطاليا، وذلك في مركز "روبرت سيمون للفنون" في نيويورك، يستمر حتى 29 سبتمبر.
يضم المعرض خمس لوحات وثلاثة رسومات ونقش جمعها مركز سايمون في يوليو 2023، في حين كان يمتلك ثلاث لوحات في مخزونه، ووصل إلى لوحات أخرى من بينها لوحتان يملكهما أحد جامعي الأعمال الفنية من ولاية كونيتيكت.
يتضمن المعرض صوراً شخصية لأورتنسيا ليوني كورديني في دور القديسة دوروثي (1661)، ومشاهد وشخصيات تاريخية مثل دليلة (1664)، وقصص رمزية مثل الحب الذي ينتصر على الجميع (1662)، ويصوّر كيوبيد جالساً على ستائر قرمزية، وصورة آنا ماريا رانوزي (1665).
200 لوحة
وقال مركز سايمون الذي باع أول لوحة لسيراني منذ أكثر من 20 عاماً، "إنها شخصية رائعة وكان لها تأثير حقيقي في بولونيا، وهي أحد أكثر الفنانين ابتكاراً وإنتاجاًَ ونجاحاً في مدرسة بولونيا خلال القرن السابع عشر، ورسمت لوحات جميلة."
الفنانة هي ابنة جيوفاني أندريا سيراني الذي درّبها، كانت تبيع اللوحات وهي في سن السابعة عشرة من عمرها، واحتفظت بقائمة أعمالها التي يبلغ عددها أكثر من 200 لوحة، وقّعت على معظمها.
أكاديمية فنية للنساء
عندما أصبح والدها عاجزاً، قامت بإدارة ورشته. كما أنشأت أول أكاديمية للفنون للنساء خارج الدير. قام الدوق الأكبر كوزيمو الثالث دي ميديشي، من بين كثيرين آخرين بتكليفها، وكرّمت بعد وفاتها عن عمر ناهز 27 عاماً بجنازة عامة شاركت فيها بولونيا بأكملها.
كانت بولونيا تشجّع الفنانات بشكل خاص، وكانت سيراني على دراية بنماذج القدوة المحلية، مثل النحاتة بروبرزيا دي روسي، والرسامة لافينيا فونتانا، والراهبة الفنانة كاترينا فيجري. وقد اعتمدت على تراثهم ودفعته للأمام من خلال رسم روايات كلاسيكية وتوراتية في الغالب.
وقفزت أسعار أعمال سيراني في الآونة الأخيرة، وباعت "دار سوثبيز" للمزادات صورة للقديس يوحنا المعمدان (1663) مقابل 163 ألف جنيه إسترليني (مع الرسوم)، وفي يناير 2020، باعت الدار نفسها لوحة شخصية ترجع إلى عام 1658 مقابل 43 ألف دولار.
كما صدرت أعمالها ضمن موضوع كتاب حديث لمؤرخة الفن والباحثة في جامعة ملبورن، أديلينا موديستي، التي وثّقت سيرة ذاتية مضيئة للفنانة.
اقرأ أيضاً: