متى سيتم الانتهاء من أحد أبرز معالم برشلونة، كاتدرائية "ساغرادا فاميليا"؟
أحد الأسئلة الأكثر تكراراً هي المتعلقة بموعد انتهاء البناء بـ "Sagrada Família" أو "العائلة المقدسة"، بعد مرور أكثر من 140 عاماً على وضع حجر الأساس لهذا المعبد الضخم، وتحديداً عام 1882.
شهدت خمسة أجيال تطوّر أعمال البناء في المَعلم الأكثر زيارة في جميع أنحاء إسبانيا، وأحد أشهر أعمال مهندس إسبانبا العبقري أنطوني غاودي.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، الثلاثاء، "إن الكاتدرائية الشهيرة غير المكتملة تقترب من خط النهاية، بعد مرور أكثر من 140 عاماً على قيام أسقف إسباني بوضع حجر الأساس لها، وقد تمّ بناء خمسة من أبراجها المركزية الستة بالكامل اعتباراً من الأسبوع الماضي".
وأوضحت الصحيفة "أنه مع استمرار أعمال البناء، لا ينبغي للزوّار أن يتوقّعوا رؤية تحفة أنتوني غاودي تتحقّق بالكامل، حتى عام 2026 على أقرب تقدير".
تدشين الأبراج
وأعلن موقع الكاتدرائية عبر صفحته على فيسبوك، "أنه سيقام قدّاس لتدشين الأبراج في 12 نوفمبر 2023، وستتمّ إضاءة الأبراج الإنجيلية الأربعة، وستبقى مضاءة خلال عيد الميلاد".
وأعلنت المؤسسة التي تشرف على بناء الكنيسة "Junta Constructora del Temple Expiatori de la Sagrada Família"، أن العمل "اكتمل في اثنين من الأبراج الرئيسية للكنيسة، فضلاً عن اثنين آخرين تمّ الانتهاء منهما العام الماضي، ويرمز الأبراج الأربعة إلى الإنجيليين، متّى ومرقس ولوقا ويوحنا، مؤلفي الأناجيل القانونية التي تروي حياة يسوع المسيح".
تاريخ البناء
بدأ تشييد المبنى عام 1882، وتمّ تصميمه في البداية على الطراز القوطي الجديد. وبعد مرور عام، تمّ تكليف المهندس المعماري الإسباني الكاتالوني أنطوني غاودي، الذي أعاد تصميمه بالكامل. وقدّم تصميماً مبتكراً لكاتدرائية تحتوي على 18 برجاً، لكنه توفّي بعد أن أكمل برجاً واحداً فقط من هذه التحفة المعمارية.
وبحسب موقع الكاتدرائية، "تعدّ "ساغرادا فاميليا"، أفضل مثال على العمارة الحديثة التي صمّمها المهندس الأسطوري غاودي. إذ يتوافد كل يوم آلاف السياح إلى هذا المعلم الغريب الذي لم يكتمل بناؤه حتى اليوم".
توفي غاودي عام 1926، تاركاً مشروعه الذي كرّس له حياته من دون اكتمال. لكن وبفضل مخطّطاته المعمارية، لا تزال أعمال البناء بالكنيسة مستمرّة على يد أشهر المهندسين المعماريين.
ويبدو أن مهندس إسبانيا، أدرك أنه لن يتمكّن من إكمال هذا العمل، فترك العديد من الرسومات كي يتمكّن من يخلفه من إنهاء العمل بشكل صحيح.
تأثّر غاودي بشدّة بالطبيعة وأشكالها، وقام بتصميم الأعمدة على شكل جذوع أشجار أنيقة ونحيلة، ما أدى إلى إنشاء غابة خرسانية داخل الكنيسة. "ويتمّ تمويل أعمال البناء من عائدات السياحة والزيارات إلى الموقع، فضلاً عن التبرّعات"، بحسب موقع الكاتدرائية.
رموز
تمتلىء الكاتدرائية بالرموز المعمارية والدينية. وهذه بعض أبرز أقسامها:
الأبراج
تمّ الانتهاء من ثمانية أبراج من أصل ثمانية عشر. كان غاودي قد خطّط لبناء 12 منها تخليداً لذكرى التلاميذ، وأربعة لإحياء ذكرى الإنجيليين، وواحدة لذكرى مريم، وأخرى مخصّصة للسيد المسيح. إذ يعتمد ارتفاع كل برج على التسلسل الهرمي الديني الذي يمثّله.
يقصد الزائرون عادة قمّة اثنين من أبراج الكاتدرائية على الجانبين، بهدف الحصول على مشهد بانورامي للمدينة، ومعاينة الهندسة المعمارية الخارجية للمبنى عن قرب.
ثلاث واجهات
تضمّ الكاتدرائية ثلاث واجهات رمزية هي، واجهة الميلاد: تمثّل ميلاد المسيح، وهي مزيّنة ومليئة بالحياة.
واجهة العاطفة: وتمثّل معاناة يسوع أثناء صلبه.
واجهة المجد: وهي الواجهة الرئيسية والأكبر. ترمز إلى موت يسوع وقيامته ومجده الحاضر والمستقبلي.
أنطوني غاودي (1852-1926)
مهندس معماري سابق لعصره، مراقب للطبيعة، تحوّل إلى رمز عالمي في الهندسة المعمارية الحديثة. ابتكر منهجيته الفريدة وأسلوبه المليء بالرمزية، مع العناية القصوى بالتفاصيل.
ولد غاودي في 25 يونيو 1852 في ريوس، التي كانت تعدّ ثاني أكبر مدينة في كاتالونيا. درس في المدرسة الابتدائية في "Escoles Pies"، وبرع في الهندسة والحساب، وتلقّى تعليماً دينياً تقليدياً في العلوم الإنسانية.
كان والده صانع خزف، وهو تأثّر بالأعمال الحرفية، وتعلّم التجارة في ورشة والده عام 1860. أمضى طفولته في ريوس وريودومس المجاورة، في مزرعة عائلته، حيث لاحظ عن كثب ما سيصبح مرجعاً له طوال حياته، الحياة في كنف الطبيعة.