استقالت رئيسة متحف "سارلاند"، أندريا جان، من منصبها، بعد أن أثارت جدلاً في وسائل الإعلام الألمانية، إثر قرار المتحف إلغاء معرض الفنانة اليهودية كانديس بريتز، الرافضة للحرب على غزة.
وكانت بريتز، كتبت على وسائل التواصل أنه "ينبغي دعم النضال الفلسطيني من أجل الحقوق الأساسية والكرامة الإنسانية، بما في ذلك التحرّر من عقود من القمع، مع الإدانة بشكل لا لبس فيه لما ارتكبته حماس في 7 أكتوبر، والقبضة الخانقة القاسية التي تمارسها على المدنيين في غزة (لصالح قادة إسرائيل الساديين)، لكن حماس ليست فلسطين".
ووصفت بريتز إلغاء المعرض بأنه "معادي للسامية بشدّة"، وقالت: "إن القرار متجذّر في ثقافة يشعر فيها العديد من الألمان بأن لديهم ما يبررهم تماماً في إدانة المواقف اليهودية التي لا تتفق مع مواقفهم، وفي حماستهم لتأكيد إخلاصهم للمبادئ المعادية للسامية".
واتهمت الفنانة وزيرة الثقافة الألمانية سارلاند كريستين شترايشرت كليفو، بأنها "أول وزيرة ألمانية منذ الحقبة النازية توافق على إلغاء معرض كبير لفنان يهودي في متحف ألماني، من دون أسباب قانونية واجبة، مع التجاهل التام للدستور الألماني".
وصرّحت بريتز لصحيفة "الغارديان" البريطانية، أنه في 24 نوفمبر، "تلقّى الاستوديو الخاص بها مكالمة هاتفية من مديرة المتحف، تعلن فيه أنها ستضطر على الأرجح إلى إلغاء المعرض، الذي نعمل عليه منذ مدّة ثلاث سنوات".
أضافت: "نظراً للمناخ الحالي في ألمانيا، افترضت على الفور أن الإلغاء كان له علاقة بالآراء التي عبّرت عنها حول المذبحة المستمرة في إسرائيل وفلسطين. وعندما تمكّنت أخيراً من التحدّث إلى مديرة المتحف، أخبرتني أن الطريقة التي عبّرتُ بها علناً عن القصف المستمر على غزة كانت غير مناسبة".
وأوضحت أنه خلال اجتماع لمؤسسة التراث الثقافي في سارلاند، "أصرّ رئيس أكاديمية الفنون المحلية، أن المعرض لا يمكن أن يستمر لأنني، على حد تعبيره، "ربما وقّعت على خطاب لدعم حركة المقاطعة، وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)،" هي حركة يقودها الفلسطينيون تروّج لفرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل.
ونفى متحف "سارلاند" أن يكون الإلغاء معادياً للسامية، وقال إنه "لن يوفّر منصّة لأي فنان لممارسة حق الدفاع عن هجوم إرهابي باعتباره إبادة جماعية.
ومن المقرّر أن تتخلى أندريا جان، مديرة متحف سارلاند ومديرة الفنون والثقافة في مؤسسة سارلاند للتراث الثقافي، عن منصبها في أبريل 2024، قبل أكثر من عام من الموعد المقرّر لها. وبحسب وزارة الثقافة في ساربروكن، فإن المغادرة المبكرة جاءت وسط "آراء مختلفة حول مواصلة تطوير المؤسسة ومرافقها".
وكان معرض بريتز مخصّص لتركيب فيديو حول "العاملات في مجال الجنس" في كيب تاون، جنوب أفريقيا.