يُبرز معرض "عطور الشرق"، الذي حطّ رحاله في المتحف الوطني السعودي في الرياض، الاثنين، العلاقة الوثيقة بين العالم العربي والعطور عبر التاريخ، ويستعرض روائح الشرق المميّزة، والتقاليد العربية التي منحت العطر دوره الاجتماعي والجمالي.
يقام المعرض بالشراكة مع معهد العالم العربي في باريس، ويستمر حتى 14 سبتمبر 2024، ويقدّم رحلة غامرة في عالم العطور القديمة.
يركز المعرض على الأهمية الثقافية والتاريخية للعطور وعلاقتها الوطيدة بالجزيرة العربية، التي كانت تستقبل المواد العطرية الثمينة، وترسلها إلى مجتمعات العالم القديم، إذ أصبحت الجزيرة العربية مهداً لحضارة العطور.
العرب والعطور
تتعانق في المعرض الإبداعات الفنية مع نسمات العطور المتنوّعة، ويستمتع الزائر برؤية بصرية ساحرة تُشبع حواسه، ويحتضن المعرض مجموعة فنية فريدة تتألف من 200 قطعة أثرية وعمل فني معاصر، تروي تاريخ هذه العلاقة بين العرب والعطور.
ينقسم المعرض إلى 3 أقسام، في مقدّمها "الطبيعة السامية والسخية"، الذي يعرض تاريخ العطور منذ لحظة اكتشاف المواد الخام، التي تُصنع منها، من زهور وأعشاب وتوابل وراتنجات طبيعية فوّاحة، مستعرضاً المكونّات التي تميّزت بها الجزيرة العربية، مثل اللبان والعنبر والمُرّ، التي تدخل في تركيبة العطر الرئيسية.
القسم الثاني "روائح المدينة"، يأخذ الزائر إلى أحياء المدن، لاكتشاف دور العطور في الأماكن العامة والمجتمعات، إذ يشكّل العطر في الثقافة العربية تجربة جماعية.
ويتناول القسم الثالث "ضيافة عطِرَة"، التقاليد والعادات الاجتماعية المرتبطة بالعطور في العالم العربي والحضارة الإسلامية، مثل التطيّب والتبخير وتعطير الضيوف للترحيب بهم.
عطر وفن
وحرصاً على تقديم تجربة مميّزة، تمّ تصميم مسار المعرض بشكل يراعي التوازن عند التقاء حاسّتَي الشمّ والبصر، وتطلق الأجهزة المبتكرة عطوراً تحمل الزائر إلى عوالم من الروائح، صنعها مصمّم العطور العالمي كريستوفر شيلدريك خصيصاً للمعرض.
يصاحب المعرض أيضاً مجموعة ورش عمل وندوات، تركّز على مكونّات العطور المختلفة، وتستكشف عملية صناعة العطور وتصميم عبواتها المختلفة.
تجدر الإشارة إلى أن معرض "عطور الشرق" أقيم في معهد العالم العربي في العاصمة الفرنسية باريس في شهر مارس، ثم انتقل إلى الرياض كأوّل وجهة دولية له.
