أتى حريق نشب في كنيسة "سانت آن" الأنجليكانية في مدينة تورنتو، على كامل المبنى باستثناء الواجهة الرئيسة، كما انهارت القبّة المركزية، وأتلفت الجداريات الدينية الفريدة من نوعها.
ومن بين الأعمال الفنية النابضة بالحياة على جدران الكنيسة، كان هناك 20 عملاً يصوّر حياة السيد المسيح، رسمها "أعضاء مجموعة السبع" الشهيرة. وهي مجموعة فنية كندية وصلت إلى ذروتها الإبداعية في عشرينيات القرن الماضي.
ووصل عدد الأعمال التي فقدت في الحريق، إلى أكثر من 15 عملاً تعود للفنانين جيه. ماكدونالد (1873–1932) J.E.H. MacDonald وهو فنان إنجليزي كندي، وفريد فارلي Frederick H. Varley، وفرانكلين كارمايكل Frank Carmichael، الذين صوّروا أنبياء العهد القديم، والميلاد والصلب.
وكانت كنيسة "سانت آن" الوحيدة التي تعرض أعمالهم.
تراث وطني
وكان تمّ الانتهاء من بناء الكنيسة البيزنطية، المستوحاة جزئياً من "آيا صوفيا" في إسطنبول عام 1908، وتمّ تصنيفها كموقع تاريخي وطني لكندا عام 1996.
وجاء تصميم الكنيسة البيزنطي، بمثابة خروج عن المظهر التقليدي للكنائس الأنجليكانية في ذلك الوقت، والوحيد من نوعه في كندا.
خسارة ثقافية
وفيما ولا تزال الشرطة تحاول تحديد سبب الحريق، قال جيم جيسوب، نائب رئيس الإطفاء للصحفيين: "الحريق دمّر المبنى بالكامل، وكذلك جميع القطع الأثرية الموجودة بداخله، ومن السابق لأوانه تحديد سبب الحريق".
وقالت أليخاندرا برافو، مستشارة المدينة في مؤتمر صحفي: "يمثّل الحريق خسارة ثقافية غير عادية. كما أن الأعمال الفنية شيء لا يمكننا استبداله في كندا وفي العالم".
كنيسة عصية
وكتب بيتر كوفمان، الأستاذ المشارك في تاريخ ونظرية الهندسة المعمارية في جامعة كارلتون أوتاوا، في تأبين حزين للمبنى: "كانت كنيسة سانت آن عبارة عن مبنى عصي ومجيد .. كانت جميلة بشكل استثنائي، وكانت بيزنطية عندما كان من المفترض أن تكون الكنائس الأنجليكانية قوطية".
وكتب جون ديجين، الروائي والرئيس التنفيذي لاتحاد الكتاب الكندي، في مقال افتتاحي لصحيفة "تورونتو ستار"، "تمّ تصميم المبنى من قطعة واحدة، بما يتماشى مع أسلوب الفنون والحرف اليدوية. ولم يتم تعليق اللوحات في الكنيسة، بل كانوا جزءاً من الهيكل، وساعدوا في الحفاظ على هذا المكان".
وقال دون بايرز، كاهن في كنيسة "سانت آن" للصحفيين: "إن الجداريات الثمانية عشر نادرة للغاية". ولفت إلى أن الكنيسة المحترقة "هي الوحيدة التي عرضت أعمالاً فنية لأعضاء مجموعة السبع، ويؤسفني أن أقول ذلك".
وبينما تقف المجموعة على رأس قوائم أشهر الرسامين في كندا، فقد تعرّض إرث مجموعة السبعة لمزيد من التدقيق في السنوات الأخيرة، بما في ذلك كيفية استبعاد الرسامين الموهوبين من النساء، بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية.