أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، عن اكتشاف أكثر من 30 مقبرة أثرية، تعود إلى العصر الفرعوني المتأخر، والعصرين اليوناني والروماني، في محيط "ضريح الأغاخان" في محافظة أسوان جنوبي البلاد.
وأفادت الوزارة في بيان، "أن البعثة الأثرية المصرية الإيطالية المشتركة والعاملة في محيط ضريح الأغاخان غرب أسوان، نجحت في الكشف عن عدد من المقابر العائلية التي لم تكن معروفة من قبل، والتي ترجع إلى العصور المتأخرة واليونانية الرومانية".
ونقل البيان عن رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار أيمن عشماوي، أن "عدد المقابر المكتشفة يبلغ نحو 33 مقبرة، جميعها من العصر المتأخر، والعصرين اليوناني، والروماني".
وبدأ العصر المتأخر قبل أكثر من 2700 عام خلال حكم الأسرة الفرعونية السادسة والعشرين، واستمر أكثر من 400 عام، ليحل بعده العصران اليوناني والروماني.
مومياوات
ولا تزال بعض من المقابر المكتشفة "تحتفظ بداخلها بأجزاء من مومياوات، وبقايا الأدوات الجنائزية"، بحسب البيان، ما يسهم في معرفة "معلومات عن تلك الفترة وبعض الأمراض المنتشرة خلالها".
من جهتها، قالت أستاذة علم الآثار المصرية في جامعة ميلانو، ومديرة البعثة من الجانب الإيطالي، باتريتسيا بياتشنتي، "إن الدراسات الأولية تشير إلى أن من بين المومياوات، من ماتوا في سن الشباب، ومنهم من ماتوا وهم حديثي الولادة حتى سن البلوغ".
أضافت: "البعض منهم كان يعاني أمراضاً معدية".
وقال مدير البعثة الأثرية من الجانب المصري عبد المنعم سعيد: "تم الكشف داخل المقابر عدد من المومياوات، منها مومياء لأحد البالغين ربما لسيدة، وطفل من المحتمل أن يكون قد توفي عن عمر السنة أو السنتين وما زال الجسدين متلاصقين بعضهما البعض داخل تابوت حجري".
وأوضح سعيد "أن البعثة ستعمل على دراستهما في الفترة المقبلة لمعرفة العلاقة بينهما، فضلاً عن بقايا "الكارتوناج الملون، وأشكال من الطين المحروق، والأحجار، والتوابيت الخشبية، وموائد القرابين".
وأشار إلى أنه من خلال هذه الشواهد، "من المرجح أن الطبقة الوسطى من سكان جزيرة أسوان قد تم دفنهم في هذا الجزء من الجبانة، بينما الجزء الأعلى منها قد تم تخصيصه لدفن الطبقة العليا".
ولفت إلى أنه تم إجراء العديد من الدراسات والتحاليل بالأشعة، "عبر استخدام أحدث التكنولوجيا على المومياوات التي تم اكتشافها لمعرفة الصورة الكاملة لها، من حيث شكل الوجه، وتحديد الجنس، والعمر عند الوفاة، وعما إذا كانت الوفاة نتيجة إلى مرض عضوي من عدمه".
وخلال الأعوام الماضية، أعلنت مصرعن اكتشافات أثرية عدّة في مختلف أنحاء البلاد، وخصوصاً في منطقة سقارة غربي القاهرة، وكان من أبرزها الكشف عن أكثر من 150 تابوتاً أثرياً في عام 2022 تعود إلى أكثر من 2500 عام.
ويرى بعض الخبراء أن إعلان هذه الاكتشافات من قِبل الحكومة المصرية، قد يكون له وزن سياسي واقتصادي، يضاف إلى القيمة العلمية لها، خصوصاً وأن مصر تسعى إلى دفع قطاع السياحة الذي يعمل فيه نحو مليوني مصري.
وإلى جانب الاكتشافات الأثرية المعلنة، تأمل السلطات المصرية في افتتاح "المتحف المصري الكبير" رسمياً قرب أهرامات الجيزة خلال العام الحالي.